رأى الكاتب الأميركي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط هنري سيغمان أن الصداقة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وإسرائيل حقيقية، رغم ما تظهره استطلاعات الرأي من أن شعبيته في إسرائيل في مستوى أقل من غيره في العالم. ولتدارك هذا الأمر يقول الكاتب في مقال له في صحيفة “نيويورك تايمز” إن البيت الأبيض يعتزم إعداد سجل جديد لرسائل التطمين ونقل التحيات المصورة من قبل الرئيس الأميركي لإسرائيل والمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية، وهناك خطط لزيارة الرئيس لإسرائيل ما تزال قيد الدراسة. ويعتقد سيغمان أن حملة البيت الأبيض لإكساب أوباما شعبية في إسرائيل قد تكون مدمرة، لأن سبب هذا العداء الإسرائيلي غير المسبوق تجاه رئيس أميركي ناجم عن الخشية من جديته لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة. ووصف سيغمان التعاطي الإسرائيلي مع المجتمع الدولي في صراعه مع العالم العربي والفلسطيني بأنه ضرب من علم الأمراض (باثولوجيا)، وقال إن أوباما فقد شعبيته بإسرائيل بسبب “جديته في السلام”. ولكن الكاتب يستطرد قائلا إن الإسرائيليين لا يعارضون جهود أوباما للسلام لأنه لا يروق لهم، بل يكنون له الكراهية بسبب جهوده من أجل السلام، ولن يستعيد شعبيته إلا إذا تخلى عن تلك الجهود. وهذه عادة الإسرائيليين في استعداء أي رئيس أميركي يحاول أن يضرب على وتر السلام، لذلك سعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أثناء زيارتها الأخيرة لإسرائيل إلى تعزيز شعبية أوباما هناك، وطلب من المبعوث الأميركي جورج ميتشل القيام بجهود مشابهة أثناء زياراته المتكررة لإسرائيل. ورأى سيغمان أن رد الإسرائيليين على جهود السلام الحقيقية لا يعدو كونه ضربا من المرض، وذلك نتيجة العجز عن التكيف مع عودة الشعب اليهودي إلى التاريخ بدولة خاصة بهم بعد 2000 عام من الضعف والشعور بأنهم ضحايا. وتابع أن هذا المرض تغذيه المنظمات اليهودية الأميركية التي تتفق في أجندتها مع وجهات نظر الجناح اليميني في إسرائيل. وخلص إلى أن الرئيس الأميركي الوحيد الذي يستطيع أن يعالج هذا المرض هو الرئيس الذي يملك شجاعة تؤهله للمجازفة بالاستياء الإسرائيلي. فإذا كان الرئيس جادا في الإيفاء بوعده القاضي بإنهاء احتلال دام 40 عاما، وتأمين حل الدولتين، وتطمين الإسرائيليين ببقاء طويل الأمد لدولة يهودية ديمقراطية، وحماية المصالح الأميركية في المنطقة، فعليه أن يجازف بالاستياء الإسرائيلي. ولكن إذا ما تمكن أوباما من الإيفاء بوعده -حسب تعبير الكاتب- فإنه سيكسب امتنانا أبديا من قبل الإسرائيليين.
Leave a Reply