يقول المثل أن للصبر حدود، ولكن للحرية حدود أيضاً. والسؤال هو على حدود الحرية.. إلى أي مدى وإلى أي حد؟!
هنا في المجتمع الغربي دارت حوارات ونقاشات في الماضي، ولا زالت، حول حق الزوج في أن تكون له صديقة، وبالمقابل حق الزوجة في أن يكون لها صديق. وانتهى النقاش، وتحت مسمى حرية الفرد، إن أمر الصداقة بين الجنسين، الرجل أو المرأة حق لكل منهما، ولكن في حدود. وللأسف هذه الحدود إتسعت كثيراً والنفاق الاجتماعي جعل منها أبعاداً مطاطة وتم إغماض العيون والتغاضي عن الأخطاء العديدة التي تحدث باسم الصداقة.
ولا شك في أن هذه الأمور تمس جاليتنا العربية الشرق أوسطية والمسلمة هنا في الغرب، في مجتمع مفتوح وفي ظل الاتصالات «الفيسبوكية» و«التويترية»، ورياح الصداقة التي قد تبدأ بالبراءة بين الجنسين، ولكنها قد تنتهي بعواصف هوجاء مدمّرة، ومهما كانت العلاقة متينة بين الزوج والزوجة، فقد تنقلب «حكاية الصداقة» إلى مأساة أخلاقية، خصوصاً إذا غاب وازع الدين والأخلاق.
هذه قصة زوجين، حدثت قبل سنوات في سيدني بأستراليا. ولبشاعة ما حدث، فقد أوسعت لها الصحف والتلفزيون والمجلات ووكالات الأنباء مساحات هائلة من التغطية، ولا زلت أحتفظ بالمجلة الأجنبية التي نشرت الموضوع.
القصة تدور حول زوجين سعيدين أنجبا أربعة أبناء. وكانت الحياة تمضي بتلك العائلة في سعادة وهدوء، حتى قابلت الزوجة، واسمها ماريا روس، جاراً لها في إحدى الاجتماعات، وهو شاب بارع في الحديث عن الروحانيات والعلاقات القائمة على الأخلاق. بدأت الزوجة تتحدث معه في التلفون تحت سمع وبصر زوجها.
وباسم الحرية كانت الأحاديث تستغرق الكثير من وقت الزوجة. وبمنتهى اللطف، لفت الزوج نظرها إلى ذلك، وان للأسرة ملك في وقتها أيضاً. واجهت الزوجة زوجها، واحتجت بأنها حرة والأحاديث كلها تدور حول الروحانيات والمثاليات في الحياة. لكن بمرور الوقت تطورت المثاليات والأخلاقيات إلى لقاءات.
وعاد الزوج يلفت نظر الزوجة إلى أن للحرية حدود، وأن ما تفعله لا يصح!!
اشتكت الزوجة إلى صديقها الشاب، وقالت له إن زوجها لم يعد راضياً عن صداقتهما وأن حياتها لا يمكن أن تستمر بهذا النمط.
كان الصديق الشاب «شهماً» وطلب من الزوجة أن تطلق زوجها وبعد ذلك سيتزوجها. وعندما طلبت الزوجة ذلك من زوجها، ناشدها بأن تعيد التفكير في القرار من أجل الأولاد. لكن الزوجة ركبت عنادها، وبالاتفاق مع صديقها، أحالت حياة الزوج إلى جحيم لا يطاق حتى يضطر إلى طلاقها.. وهذا ما حدث.
بدأت إجراءات الطلاق وانتقلت الزوجة للعيش ببيت صديقها.
الزوجة التي خدعتها أحاديث صديقها المثالية والأخلاقية، اكتشفت أن هذا الصديق، كاذب ومخادع وغشاش لا يمارس من المثاليات والأخلاقيات إلا الحديث الممل عنها. عندها قررت الزوجة العودة إلى عائلتها لتجد زوجها وأولادها في انتظارها، وقد أعدوا لها حفلاً صغيراً بمناسبة عودة «ماريا» للعيش معهم، واستئناف حياتهم بعد أن تسامح الزوج وغفر ونسى.
في أثناء الاحتفال دق جرس الباب، فقامت الزوجة لتفتحه، فوجدت على الباب الشاب المثالي الروحاني، صديقها السابق، يمسك بمدفع رشاش، وقبل أن تنظر إليه بدهشة، كانت رصاصات المدفع قد مزقتها، ثم اندفع إلى الداخل وأطلق الرصاص على الزوج والأولاد.
سأل القاضي الشاب المثالي خلال محاكمته، ما الدافع لقتلك هذه العائلة، فرد قائلاً: الخيانة. ماريا خانتني برجوعها إلى زوجها وعائلتها!!.
Leave a Reply