بغداد – مُنعت مدارس بغداد من التطرق للرئيس العراقي السابق الراحل صدام حسين والرئيس الأميركي السابق جورج بوش وأعمال العنف التي شهدها العراق بعد الغزو الأميركي للبلاد في شهر آذار (مارس) عام 2003.فمع تراجع أعمال العنف بعد نحو 6 أعوام من إطلاق الرصاص وانفجار القنابل في الطرق إلى المدارس، يواجه المعلمون العراقيون تحديات جديدة مثل التعامل مع الطلاب المصابين بالصدمة جراء الحرب وإيجاد وسائل لشرح ماضي العراق المأساوي من دون فتق جروح قديمة وتعريض المستقبل للخطر. وقالت ناظرة مدرسة «المتميزات» الثانوية في بغداد أنجل ماطي «إن حزب البعث وحقيقة أنه حكم العراق وأخفق ومعاناة العراق موضوعات مذكورة ولكن هذا هو كل ما هنالك. بمجرد سقوط صدام سحبنا أي إشارة إليه على الفور». وأضافت «لم تضع الحكومة العراقية الحالية منهاجاً دراسياً لتاريخ العراق الحديث وحتى ذلك الحين يظل هذا الموضوع مغلقاً».وفي عهد صدام، كانت صورته مبتسماً مطبوعة على غلاف كل كتاب ومعلقة في مكاتب كل مديري المدارس.وفي مدرسة «الابتكار» الابتدائية في بغداد، التي يديرها مسيحيون وغالبية طلابها من المسلمين، تقول المدرسات والموظفات إنهن يقظات في مواجهة المشاكل الطائفية. وقالت ناظرة المدرسة الراهبة أسماء عبد الكريم «نحن لا نسمح أبدا بالتطرق للطائفية هنا. فهذه ليست مسألة مطروحة وأنا لا أسمح بأي تعليم يجعل أي تلميذ يحس بأنه مختلف عن الآخر». والاستثناء الوحيد هو حصة التربية الدينية، حيث يتلقى 2650 تلميذاً مسلماً و150 تلميذا مسيحياً دروسهم بشكل منفصل. وفي حصة التربية الإسلامية لا يُذكر الفرق بين المذهبين السني والشيعي.وأدت أعوام العنف إلى إصابة أطفال العراق بالصدمة. ودربت المدارس التلاميذ الصغار على عدم لمس المواد غريبة الشكل سعيا لحمايتهم من الذخائر العسكرية غير المنفجرة. وقالت ماطي إن المدرسين شكلوا ذات مرة سلسلة بشرية سدت البوابات من أجل إبقاء التلميذات في أمان خلال هجوم طائفي على مسجد قريب. وقالت أسماء عبد الكريم إن أطفالا كثيرين تركوا الدراسة، مما حرمهم من إخراج طاقاتهم ومخالطة الأطفال الآخرين. وأضافت «الطفل يقلد من هم أكبر منه سنا، فالأطفال الذين كانوا يلعبون كرة القدم في الماضي يحضرون معهم الآن ألعاب مسدسات أو سكاكين أو أمواس».
Leave a Reply