ديترويت – خاص “صدى الوطن”
أعلنت اذاعة “دبليو دي أي تي” (أف أم) وهي محطة الإذاعة العامة في ديترويت التي تملكها وتديرها جامعة “وين ستايت”، يوم 26 آذار (مارس) الماضي عن اطلاق مبادرة هامة للتركيز على ظاهرة التطرف اليميني وذلك بالتعاون مع الصحف الإثنية الخمسة الأكثر انتشارا وقراءة في منطقة ديترويت وهي: صحيفة “ذي جويش نيوز” و”صدى الوطن” “ذي ميشيغن كرونيكال” و”لاتينو”.
فقد عقدت هذه المؤسسات الاعلامية الخمسة اتفاق شراكة تحريرية لرفع مستوى الوعي حول مخاطر تنامي الحركات اليمينية المتطرفة في ولاية ميشيغن، والولايات المتحدة على وجه أعم.
وتعاونت المؤسسات الاعلامية الخمس في ولاية ميشيغن مع “مركز الجنوب الحقوقي لدراسة الفقر” وهو منظمة غير ربحية تعنى بالحقوق المدنية وواحد من معاهد البحوث المجازة في حقول دراسة مجموعات الكراهية، والتمييز والاستغلال.
ويقول مايكل اليسسور المدير العام لمحطة “دبليو دي آي تي”: “إن التنامي المتفجر للمجموعات اليمنية الثلاث، “حركة حفلات الشاي” و”الحركة الوطنية” مع “الميليشيات وأذرعها شبه العسكرية” و”حركة مناهضة الهجرة” قد بدأ بالبروز خلال العام الماضي”. ويضيف ألسسور إن “القلق لا يتأتى فقط من هذه الحركات ذات الميول العدائية الواضحة في تركيبها، بل أيضا من ارتفاع وانتشار مستويات الشعارات المتطرفة الصادرة عن المجموعات الثلاث والتي اسهمت في خلق بيئة حاضنة للعنف ذي المصادر اليمينية المتطرفة وفي حدوث اعمال ارهاب داخلي”. ويشرح أليسسور “إن هذا المشروع التعاوني التحريري يهدف الى رفع مستوى الوعي حول هذه الظاهرة الخطيرة ولطرح التحدي أمام مواطني ميشيغن لاجل طرح الأسئلة الصعبة على سياسييهم ووسائل اعلامهم. وبسبب العلاقة الفريدة التي تربط ولاية ميشيغن بالحركة الميلشيوية، فإننا نشجع كل مواطن على فهم الوسائل التي تستخدمها تلك المجموعات في ربط شعاراتها المتطرفة بالصورة العنفية التي بدأت تتغلغل في مجتمعنا وتسهم في خلق مناخ ادى، في العام الماضي، الى سقوط ستة من عناصر الأمن على أيدي المتطرفين اليمينيين”.
وقد تبنى الشركاء في مشروع المبادرة التحريرية تقريرا صادرا عن “مركز الجنوب الحقوقي لدراسة الفقر” أشار الى أنه “بعد مرور عشر سنوات على انكفاء الميليشيات عن دائرة الضوء، تعود باصداء قوية الى الحياة في انحاء البلاد كافة”.
وقام المركز بتوثيق 34 مجموعة ميلشيوية في ولاية ميشيغن وهو عدد مذهل عندما نعرف بأنه قبل عام واحد فقط وجد المركز ان هنالك 42 ميليشيا فقط في عموم انحاء البلاد.
ويقول آرثر هوروتيز، ناشر صحيفة “ذي جويش نيوز” احدى المؤسسات الاعلامية المشاركة في المشروع: فيما اميركا وولاية ميشيغن يعانيان من اوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة، فان من حقوقنا ومسؤولياتنا ان ننخرط في نقاشات جادة حول القضايا الراهنة وأن نحمل مسوؤولينا المنتخبين مسؤولياتهم عبر محاسبتهم في صناديق الاقتراع”. أضاف: “إننا كممثلين عن الاعلام الاثني في ولاية ميشيغن نقدر ونثني على الحرية والفرصة اللتين توفرهما لنا هذه البلاد ولكننا لا ننسى المسؤوليات المترتبة عليهما. ونحن نشعر ايضا بالاذى الناجم عن التحيز والتشويه والتمييز ولذا فاننا متحدون في رفع الصوت ضد غيلان الكراهية ومن يقف وراءهم ويدعمهم”.
وكرر ناشر صحيفة “صدى الوطن” أسامة السبلاني هذا الموقف وقال: “يتحتم علينا الوقوف وقفة واحدة ضد رسائل الكراهية وممارساتها وفضح أصحابها دون تردد”.
وسيعمل المشاركون في المشروع على اظهار مساهماتهم التحريرية الاعلامية خلال الإيام الممتدة من 29 آذار (مارس) الى 5 نيسان (ابريل) 2010 عبر نشر افتتاحيات والتشارك في التقارير المتضمنة في تقرير “مركز الجنوب الحقوقي لدراسة الفقر”. واستضافة مقابلات ومقاطع اتصال مباشر عبر أثير اذاعة “دبليو تي أي تي” (101.9 أف أم) وتشجيع وسائل الاعلام المرتبطة بها من اثنية واميركية على حد سواء على استضافة حوارات واشراك جمهور المستمعين من خلال مجموعة منوعة من وسائل الاعلام ذات التوجه الاجتماعي.
ويلخص ألسسور الاهداف النهائية لهذه الشراكة بالقول: “إننا نأخذ هذه المبادرة على عاتقنا لأننا نريد الاسهام في خلق مناخ يفيد بان الكراهية والتطرف ليسا من القيم التي من شأنها نقل أوضاع ولاية ميشيغن الى مستقبل افضل، وحيث يمكن للمواطنين العاديين أن يكونوا مطمئنين الى الحقيقة البديهية بأننا أمة يحكمها القانون وبأن العنف لن يكون أبدا الرد الملائم على العملية الديمقراطية وحيث تمكنهم التوقع من وسائل اعلامهم ان توفر لهم المعلومات الدقيقة والقاطعة حول التأثيرات السلبية لحركات التطرف اليمينية”.
ومن جانبه، يلخص بانكول طومسون، كبير محرري “ميشيغن كرونيكال” مشروع الشراكة، بالقول: “إن أصوات الضمير لا يمكنهم أن تبقى صامتة في هذه اللحظة. وتعاوننا في هذا الشكل يظهر تضامن مجتمعاتنا لاستئصال الكراهية والقوى التي تروج للعنف والتعصب بذريعة الديمقراطية”.
Leave a Reply