انتخابات الثلاثاء ٥ نوفمبر .. صوتك يصنع مستقبل مدينتك
يشكل العرب الأميركيون شريحة أساسية من النسيج السكاني بمنطقة ديترويت الكبرى، وقد أثبتوا على مدار العقود المنصرمة دورهم الحيوي في مختلف الميادين، فكانوا المحرك الأساسي للازدهار الاقتصادي في العديد من المدن والبلدات لاسيما في مقاطعة وين، في الوقت الذي كانت تعاني فيه المدن المجاورة من آثار الركود الاقتصادي الذي ضرب الولايات المتحدة بعد الأزمة المالية في 2008.
وبالإضافة إلى حضورهم الاقتصادي المؤثر، شهدت السنوات القليلة الماضية انخراطاً كبيراً للعرب الأميركيين في الحياة العامة سواء من حيث تزايد نسب الإقبال على التصويت أو في تولي المناصب السياسية والقضائية.
تلك الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الدور المحوري الذي لعبته «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) منذ تأسيسها عام 1998 لبلورة وترسيخ الحضور الانتخابي للعرب الأميركيين في ميشيغن، وهو ما تجلّى في الحشد السياسي والانتخابي الذي شارك في مأدبة «أيباك» السنوية الـ22 بديربورن، الأسبوع الماضي، حيث حضرها العديد من المرشحين والمسؤولين الحكوميين الرفيعين، في دلالة واضحة على الحرص المتزايد على نيل أصوات الناخبين العرب الذين بات يحسب لهم ألف حساب في المعادلات والسباقات الانتخابية المحلية.
وعشية الانتخابات العامة المقررة الثلاثاء القادم، في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، قررت صحيفة «صدى الوطن» تبني ودعم لائحة المرشحين المدعومين من قبل «أيباك» بأكملها، ليس فقط لثقتها بأهلية المرشحين الذين تم اعتمادهم من قبل اللجنة، وإنما أيضاً لثقتها بالآلية الديمقراطية التي تتبعها «أيباك» في دعم المرشحين، وهي التي تضع على رأس أولوياتها حماية مصالح العرب الأميركيين وترسيخ حضورهم السياسي على الخارطة المحلية والوطنية.
وعلى الرغم من التقلبات السياسية العاصفة التي تطال العديد من البلدان العربية، لاسيما لبنان والعراق وسوريا واليمن، إلا أننا نؤمن بأنه من أنه الضروري ألا تؤثر الانقسامات السياسية في الأوطان الأم على زخم المشاركة الكثيفة للعرب الأميركيين في الانتخابات المحلية، وأن يقبلوا على المشاركة الفعالة للإدلاء بأصواتهم واختيار المرشحين الذين يحققون طموحاتهم بتحسين أداء الحكومات المحلية وجعل مدننا أكثر جاذبية وأماناً، من أجل بناء مستقبل أفضل لأبنائنا في وطننا الجديد.
ومن هذا المنطلق، فإننا في «صدى الوطن»، نهيب بالناخبين العرب والمسلمين الأميركيين ألا يغضوا الطرف عن أهمية الانتخابات المحلية المقبلة، التي قد تبدو للوهلة الأولى سباقات غير مهمة، إلا أنها في حقيقة الأمر تطال كل منحى من مناحي الحياة اليومية في مدننا وبلداتنا، لاسيما في المجتمعات التي تواجه تحديات واستحقاقات اقتصادية واجتماعية.
انتخابات ديربورن
البطاقة الانتخابية في مدينة ديربورن ستتضمن مقترحاً واحداً فقط، وهو مقترح «بريكس» لتمويل المدارس العامة في المدينة، دون أية زيادة على ضريبة الملكية العقارية. وكان هذا المقترح قد أثار انقسامات في أوساط الديربورنيين المثقلين بالأعباء الضريبية مقارنة بسكان المدن المجاروة، وهو ما دفع بعض أبناء الجالية إلى تشكيل لجنة أهلية لمعارضة المقترح والدعوة لإسقاطه.
غير أن «أيباك» قررت دعم «بريكس» بعد دراسة مستفيضة ونقاش معمق، نظراً لأهميته في دعم العملية التعليمية التي تستأثر صلب اهتمام العائلات والأسر العربية، لاسيما وأن مباني ديربورن المدرسية باتت بحاجة إلى ترميم وصيانة وقد قارب عمر بعضها المئة عام، إضافة إلى الحاجة لتحديث الفصول بالتنكولوجيا العصرية وتعزيز الأمن والسلامة العامة في ظل المخاوف من اعتداءات قد تطال مدارس المدينة، أسوة بأماكن أخرى في أنحاء البلاد.
الأمر يتعلق أيضاً بمجمل العملية التربوية التي سيكون لها أكبر الأثر على مستقبل الآلاف من أبنائنا الذين يشكلون الغالبية العظمى من طلاب مدارس ديربورن البالغ عددهم حوالي 21 ألف طالب، وهؤلاء معظمهم لا ينتمون لعائلات ميسورة أو ثرية بحيث يمكنهم الانتساب إلى المدارس الخاصة في حال تدهور مستوى مدارس ديربورن العامة.
إن عدم التصويت بـ«نعم» على «بريكس»، لن يؤثر سلبياً على تعليم أبنائنا فحسب، وإنما أيضاً سيؤدي إلى انخفاض قيمة العقارات في المدينة، لذلك فإننا –في «صدى الوطن»– ندعوكم إلى التفكير العميق قبل اتخاذ قراركم، والتصويت على القضايا التي تمس صلب حياتنا ومستقبل أبنائنا.
انتخابات ديربورن هايتس
ستشهد ديربورن هايتس سباقاً محتدماً بين ستة مرشحين للفوز بثلاثة مقاعد في المجلس البلدي. وقد قررت «أيباك» دعم إعادة انتخاب العضوين وسيم (دايف) عبد الله وليزا هيكس–كلايتون.
المدينة التي اجتذبت خلال العقدين الأخيرين أعداداً متزايدة من الأعمال والعائلات العربية ساهمت في ازدهار ديربورن هايتس، تكتسب انتخاباتها أهمية خاصة لاستحكام الخلاف بين رئيس البلدية دان باليتكو وأغلبية أعضاء المجلس البلدي، الذي وصلت أصداؤه إلى أروقة المحاكم.
وفي هذا السياق، فإننا ندرك –في «صدى الوطن»– حجم التحديات التي تواجهها المدينة والآثار السلبية على السكان والأعمال التجارية من الأزمة المحتدمة بين المجلس البلدي ورئيس البلدية، ونأمل أن تسهم نتائج انتخابات نوفمبر في رأب الصدع من أجل الاهتمام بمصالح المدينة ومستقبلها الاقتصادي.
انتخابات هامترامك
انتخابات المجلس البلدي بهامترامك ستكون هي السباق الوحيد في المدينة التي تعتبر من أكثر مدن ميشيغن تنوعاً سكانياً وثقافياً، حيث يشكل المهاجرون قرابة 45 بالمئة من إجمالي السكان البالغ عددهم زهاء 23 ألف نسمة، معظمهم من ذوي الأصول اليمنية والبنغلادشية والبولونية.
وسوف يتنافس ستة مرشحين على ثلاثة مقاعد، بينهم مرشحان من أصل يمني، هما المرشح محمد السُميري الذي حل بالمرتبة الأولى في الانتخابات التمهيدية في آب (أغسطس) الماضي، إضافة إلى العضو البلدي الحالي سعد المسمري الذي يسعى إلى إعادة انتخابه لولاية ثانية.
«صدى الوطن» تتبنى دعم السميري والمسمري لكي يحظى العرب والمسلمون بالتمثيل الذي يتناسب مع حضورهم في هذه المدينة، التي لا يزال تواجه العديد من التحديات، خاصة في مجال التنمية الاقتصادية والسلامة العامة والخدمات البلدية.
انتخابات إنكستر
في سباق رئاسة بلدية إنكستر، قررت «أيباك» دعم رئيس البلدية الحالي بايرون نولين الذي يسعى إلى إعادة انتخابه لولاية ثانية تحت شعار تحويل إنكستر إلى «مدينة مقصودة» بدلاً من كونها مدينة هامشية بمقاطعة وين. وقد تعهد نولين بمواصلة العمل على اجتذاب الأعمال التجارية العربية إلى المدينة التي تتميز بموقع استراتيجي هام بسبب قربها من المطار ووقوعها على شارع ميشيغن أفنيو الحيوي.
كذلك دعمت «أيباك» المرشحين آرون سيمز ولاجينا واشنطن لعضوية المجلس البلدي عن الدائرتين «١» و«٢»، وذلك في ضوء التحولات الإيجابية التي طرأت على إنكستر في الآونة الأخيرة، والتي كان بينها انتقال عشرات العائلات العربية للعيش فيها، لاسيما الأسر اللاجئة والمحدودة الدخل، بفعل انخفاض أسعار العقارات وانحسار الجريمة.
انتخابات وستلاند
تشهد مدينة وستلاند سباقاً بين 7 مرشحين على أربعة مقاعد في المجلس البلدي، ثلاثة منها مفتوحة لأربع سنوات سيشغلها المرشحون الثلاثة الأكثر حصولاً على أصوات الناخبين، فيما سيكون المقعد الرابع مفتوحاً لولاية مدتها سنتان، وسيشغله المرشح الذي يحل في المرتبة الرابعة.
«صدى الوطن» تتبنى أيضاً قرار «أيباك» بدعم المرشحين جيمس غودبات وتيموثي غيلبرت، اللذين أبديا حماستهما لدعم التنوع في المدينة ووعدا بعكس التنوع الثقافي في دوائر البلدية من خلال الاستمرار بتوظيف المزيد من أبناء الأقليات.
ولا بد من الإشارة إلى أن وستلاند التي ينوف عدد سكانها عن 84 ألف نسمة، معظمهم من البيض، قد شهدت –في السنوات الماضية– تعافياً اقتصادياً لافتاً مع اجتذاب الكثير من الأعمال التجارية العربية إلى المدينة، ما حدا ببلديتها إلى توظيف أعداد متزايدة من العرب الأميركيين، بينهم مدير «دائرة الأشغال العامة» رمزي الغريب، ونائبه حسن صعب، ومساعدة مدير «برنامج مساعدة الشباب» ليلى صبح، ومدير «دائرة التخطيط» محمد أيوب.
الجدير بالذكر أن قوانين الانتخابات في ولاية ميشيغن لهذا العام، باتت تسمح للناخبين بالتصويت بدون التسجيل المسبق، حيث أصبح بإمكانهم التسجيل للاقتراع مباشرة قبل الإدلاء بأصواتهم في يوم الانتخاب، كما بات يسمح بالتصويت الغيابي لجميع الناخبين دون الحاجة إلى عذر، إضافة إلى السماح بالتقاط الصور داخل أقلام الاقتراع.
ختاماً، نعيد التأكيد على أن عدم التصويت في الانتخابات العامة يوم 5 نوفمبر، يعني شيئاً واحداً لا غير، وهو عدم الاكتراث بمصير مدينتك ومستقبلك ومستقبل أبنائك فيها. لهذا، علينا أن نكون –يوم الثلاثاء القادم– جالية واحدة في ديربورن وديربورن هايتس وإنكستر ووستلاند وهامترامك، وأن نصوّت للمرشحين الذين طلبوا دعم الصوت العربي.. والذين يستحقونه بجدارة!
Leave a Reply