ديربورن – خاص “صدى الوطن”
شهدت مراكز الاقتراع الخاصة بالانتخابات المحلية في مدينة ديربورن إقبالاً ضعيفاً ومتوقعاً في أعداد المقترعين، والتي جاءت نسبتها خجولة جداً مقارنة مع أعداد الناخبين المسجلين للمشاركة في العملية الانتخابية.
وقد أرجع بعض النشطاء ضعف الإقبال الى برودة الحملة الانتخابية وغياب الحماسة عنها، حيث قال أحدهم لـ”صدى الوطن” أن السباقات والمقترحات “لا تشكل فارقاً كبيراً في حياة العرب الأميركيين في المدينة لذلك أحجموا عن الاقتراع”!
ولكن من ناحية أخرى، أبدى نشطاء ومتطوعون في الحملات الانتخابية عن خيبة أملهم من “تقاعس الناخب العربي الذي كان بإمكانه أن يؤكد، عبر الانتخاب، على ثقله في المدينة التي تعتبر عاصمة العرب في أميركا”.
وقد رصدت “صدى الوطن” خلال هذا اليوم الانتخابي الطويل، الذي استمر من الساعة ٧ صباحا وحتى الساعة 8 مساء، حيث زارت معظم مراكز الاقتراع في المدينتين، مسجلة غيابا ملحوظا للناخبين العرب.
واستمرت العملية الانتخابية بوتيرة ضعيفة طوال ساعات اليوم، ولم تتغير نسبة الإقبال على مراكز الاقتراع حتى خلال الساعات الأخيرة، كما كان متوقعا حيث ينتهي الناس من أعمالهم.
وفي استطلاع ميداني أجرته في مراكز الاقتراع في ديربورن وديربورن هايتس، لفت بعض المشرفين على صناديق الاقتراع إلى “نسبة الاقبال المتدنية، أو الضعيفة جدا، على الرغم من أهمية الانتخابات التي تتصل بقضايا المواطنين بشكل مباشر في كلا المدينتين”.
فقد بلغ عدد الناخبين في مركز مدرسة “وليام فورد” في ديربورن عند الساعة الثالثة بعد الظهر 80 ناخباً من أصل 2000 ناخب مسجل للمشاركة في العملية الانتخابية، أي بنسبة 4 بالمئة.
واعتبرت المتطوعة لدى اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك)، إسراء علي، أن الاقبال على صناديق الاقتراع لا بأس به لكنه ليس كالمطلوب، فمن أصل 80 مقترع كان هنالك 20 مقترعاً عربياً. وقالت علي: “أعتقد ان مشاركة الجيل الشاب أساسية من أجل صنع التغيير. فبدل أن نقف مكتوفي الأيدي نشكو من الحال، علينا بالمشاركة الانتخابية كي نغير هذا الحال”.
كما سجلت حركة الاقتراع في مركز مدرسة “كلارا براينت” في ديربورن إيقاعا متوسطا، فحتى الساعة الرابعة بعد الظهر، شارك 118 ناخباً من أصل 996 ناخب مسجل للمشاركة في العملية الانتخابية، أي بنسبة تزيد عن 11 بالمئة.
أما في مركز مدرسة “ريفر سايد”، في مدينة ديربورن هايتس، فمن أصل 1105 من الناخبين المسجلين شارك 131 ناخباً في الاقتراع حضوريا و120 غيابيا، بنسبة إجمالية تناهز الـ23 بالمئة.
وسجل مركز مدرسة “سالاينا” في منطقة ديكس في جنوب ديربورن، حتى الساعة الخامسة عصرا، مشاركة 65 ناخباً من أصل 2238 ناخب، أي بنسبة تقارب 3 بالمئة. واعتبرت إحدى المشرفات على العملية الانتخابية أن هذا الرقم الكلي في مركز مدرسة “سالاينا” لن يتخطى الـ 100 مع إقفال صناديق الاقتراع. وقالت: “هذا أمر مؤسف، خصوصاً أن هذا المركز تبلغ فيه نسبة الناخبين العرب أكثر من 80 بالمئة”.
وقال الناخب كريم نابي لـ”صدى الوطن”، وقد جاء للاقتراع مع زوجته نديلا نابي، “إن هذه الانتخابات ذات أهمية كبرى”. أضاف: “أعرف أن الكثير من العرب لا يحبون الاقتراع ولكن علينا ان نأتي ونشارك في الانتخابات لأن ديربورن مدينتنا ومشاركتنا تعزز مواطنيتنا”.
ونوه نابي إلى أنه اعتمد اللائحة المدعومة من قبل “أيباك” التي انتشر المتطوعون فيها في معظم مركز الاقتراع. لكنه قرر التصويت بـ”نعم” لمقترحي رفع الضرائب، ولاسيما لصالح المقترح الثاني، الذي يقضي برفع الضريبة العقارية بنسبة واحد بالألف لتوفير ميزانية المكتبات العامة، وقال في هذا الصدد: “أنا أستاذ مدرسة وأريد لأبنائي وأبناء ديربورن أن نبقى ننعم بوجود مكتبات عامة”.
يذكر أن مرشحي “أيباك” فازا بانتخابات ديربورن التربوية، لكن المقترحين الأول والثاني اللذين رفضتهما اللجنة أقرهما ناخبو المدينة، في حين فشل المقترح الثالث الذي دعت ايباك بالتصويت عليه بـ”لا”.
من ناحيتها، قالت أميرة نهشل: “ان هذه الانتخابات تعنى بمجتمعنا وعلينا أن نشارك كجزء لا يتجزأ من هذا المجتمع لكي نصنع القرار الصائب ونصلح الاعوجاج القائم ولنثبت مواطنيتنا الحقة”، ولفتت نهشل إلى أنها اعتمدت لائحة “أيباك” لأنها وجدت فيها مرشحين ناشطين ومقترحات مفيدة.
مشاركة واسعة ومميزة لمندوبي “أيباك”
ديربورن – واكبت “اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي” (أيباك) اليوم الانتخابي الطويل، في معظم المراكز الانتخابية في ديربورن وديربورن هايتس، عبر انتشار أعضائها ومندوبيها من المتطوعين الذي زاد عددهم عن الـ60 شابا وشابة عربية، من طلاب المدارس والجامعات. وحث المندوبون المقترعين على الالتزام بخيارات “أيباك” التي دعمت المرشحين جوزيف غايدو وروكسان ماكدونالد لعضوية مجلس ديربورن التربوي والمرشحة كاثي عبدالحق لمجلس ديربورن هايتس البلدي، إضافة إلى تبني خيار التصويت بـ”لا” للمقترحات الانتخابية الثلاثة في ديربورن.
وأبدى الناشط رشيد بيضون حماسته لتزايد أعداد المتطوعين من أبناء الجالية العربية من جيل الشباب، وقال: “هذه أول مرة يدير فيها المتطوعون أمورهم بأنفسهم وبدون إشراف من أعضاء “أيباك” وهذا دليل على ازدياد خبرة هؤلاء الشباب وإيمانهم بما يقومون به”.
ونوه بيضون إلى انحسار الثقافة الانتخابية والإيمان بصناديق الاقتراع لدى شرائح واسعة من الجالية العربية، وشدد على أنه لا بديل عن المشاركة الانتخابية لأنها الوسيلة المثلى لضمان حقوقنا كجالية وكمواطنين، وفي جميع المجالات.
وأضاف “بصراحة.. لم يكن نجاحنا ساحقا.. لقد فاز مرشحانا غايدو وماك دونالد في ديربورن، وخسرت عبدالحق، وكذلك الأمر نفسه بالنسبة للاستفتاءات.. لم تأت النتائج كما كنا نرغب ونأمل، ولكننا في النهاية أثبتنا وجودنا”.
وختم “لقد أسمعنا صوتنا للجميع.. وأما مسألة الفوز والخسارة فهذه أمور تحكمها ظروف كثيرة”.
Leave a Reply