حسن عباس – «صدى الوطن»
من المقرر أن تشهد الانتخابات العامة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، سباقات بلدية في العديد من مدن ولاية ميشيغن، بينها مدينة وستلاند التي شهدت خلال السنوات الماضية نمواً ملحوظاً للجالية العربية، سواء بانتقال الأسر للعيش فيها أو من خلال افتتاح مؤسسات تجارية في المدينة المرحبة بالأعمال الصغيرة.
وبالإضافة إلى سباق الكليرك الذي يخوضه –بلا منافسة– الكليرك الحالي ريتشاد لابلانك، ستشهد وستلاند سباقاً بين 7 مرشحين على أربعة مقاعد في المجلس البلدي، ثلاثة منها لمدة أربع سنوات سيشغلها المرشحون الثلاثة الأكثر حصولاً على أصوات الناخبين، فيما سيكون المقعد الرابع لمدة سنتين، وسيشغله المرشح الذي يحل في المرتبة الرابعة.
وبعد الانتخابات مباشرة، سيعقد المجلس البلدي الجديد أول اجتماعاته في كانون الثاني (يناير) القادم لاختيار رئيس للمجلس البلدي ونائب له لمدة سنتين.
المتنافسون هم: مايكل ديلف، تيموثي غيلبرت، ديبرا كيرير، مايك مكدرموت، أندريا روتكوسكي، إضافة إلى رئيس المجلس الحالي جيمس غودبات والعضو مايكل لوندو، اللذين يسعيان إلى إعادة انتخابهما لولاية جديدة.
وكان الازدهار الاقتصادي قد اجتذب –في السنوات الأخيرة– الكثير من العائلات والأعمال التجارية العربية إلى مدينة وستلاند التي تشهد تنوعاً سكانياً وثقافياً متنامياً، وهو ما حدا ببلديتها إلى توظيف أعداد متزايدة من العرب الأميركيين، بينهم مدير «دائرة الأشغال العامة» رمزي الغريب، ونائبه حسن صعب، ومساعدة مدير «برنامج مساعدة الشباب» ليلى صبح، ومدير «دائرة التخطيط» محمد أيوب.
وبالرغم من النهضة الاقتصادية التي تشهدها وستلاند، إلا أن تحديات كثيرة لاتزال تواجه المدينة التي ينوف عدد سكانها على 84 ألف نسمة، معظمهم من الأميركيين البيض.
«صدى الوطن» تواصلت مع عدد من المرشحين للتعرف على برامجهم الانتخابية وخططهم لمعالجة التحديات التي تواجه وستلاند، وفي مقدمتها التنمية التجارية وتعزيز السلامة العامة وتحسين جودة الخدمات البلدية.
وفي السياق، أكد المرشح تيموثي غيلبرت على أن برنامجه الانتخابي يشمل عنوانين أساسيين، هما إعادة التدوير (ريسايكلنغ) والسلامة العامة، لافتاً إلى أنه أجرى مشاروات مع أعضاء المجالس البلدية في المدن المجاورة لوستلاند، من أجل التوصل إلى حلول فعالة بخصوص هاتين المسألتين.
غيلبرت، الذي نال مؤخراً دعم «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك)، قال إنه لديه خطة فريدة من من أجل تحسين السلامة العامة في المدينة، وذلك عبر تكليف مسعفين تابعين للبلدية بمهمة تقديم خدمات الرعاية الصحية للمسنين والسكان عموماً (مثل إجراء الفحوصات وتوصيل الدواء إلى المنازل)، على أن تقوم البلدية بإرسال الفواتير إلى شركات أو برامج التأمين الصحي.
وأفاد غيلبرت بأن العائدات –التي ستحققها البلدية جراء تلك الخدمات– سيتم استثمارها في توظيف المزيد من عناصر الإطفاء والإسعاف والشرطة، مشيراً إلى أن مدينة دلاس بولاية تكساس كانت قد طبقت برنامجاً مماثلاً، وتمكنت من جمع ما يزيد عن نصف مليون دولار، خلال الأشهر الستة الأولى.
وأعرب المرشح الذي خدم في البحرية الأميركية ويملك مكتب تحقيقات خاص، عن سعادته لنيل دعم «أيباك» قائلاً: «أشعر بالحماس لحصولي على هذا الدعم كشاهد على التزامي بالتنوع في مجتمعي». وأضاف: «أملك عملاً تجارياً في وستلاند منذ قرابة 16 عاماً قدّمت خلالها خدمات للعديد من الشركات والأفراد العرب الأميركيين.
وتابع: «ما يثير حماسي حول وستلاند، هو زيادة التنوع الثقافي في البلدية من خلال التوظيف، أكثر من أي وقت مضى.. وأعتقد أنه لهذا السبب بدأت «أيباك» تهتم بمدينة وستلاند»، في إشارة إلى توظيف عرب أميركيين في مناصب حساسة بالبلدية.
من جانبه، أكد العضو البلدي الحالي جيمس غودبات أن وستلاند تواجه تحديات مماثلة لتلك التي تواجهها المدن المجاورة، وقال إن التحدي الأبرز يتمثل في الحفاظ على جودة الخدمات مع توفير آلية تمويل تضمن استمراريتها، لافتاً إلى أن الخدمات تكبد البلدية عجزاً سنوياً بحوالي ثلاثة ملايين دولار تتم تغطيتها من العائدات الضريبية التي تعيد ولاية ميشيغن توزيعها على الحكومات المحلية.
وأوضح بأن البلدية أنفقت ٤٠ مليوناً من تلك العائدات لسد العجز في صندوقها العام خلال السنوات العشر الماضية، وأشار إلى أن ذلك يجعل «الحفاظ على خدمات الإطفاء والشرطة وجمع القمامة، مسألة صعبة للغاية»، مشيداً بالوقت نفسه بأداء مسؤولي البلدية الذين تمكنوا من ضبط الموازنة رغم التحديات.
وحول رؤيته لمستقبل المدينة، أفاد لـ«صدى الوطن» قائلاً: «نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على تقديم خدمات جيدة لسكاننا، والعمل على تحسين التنمية الاقتصادية في بعض مناطق المدينة، ومواصلة البحث عن سبل لتعزيز النمو الاقتصادي وجذب الشركات والأعمال التجارية إلى وستلاند».
Leave a Reply