ديربورن، ديربورن هايتس
تشكل قضايا التعليم والصحة والبنية التحتية العناوين الرئيسية لحملات المرشحين العرب الأميركيين لعضوية مجلس نواب ميشيغن عن مدينتي ديربورن وديربورن هايتس.
ويخوض المرشحون الانتخابات التمهيدية في 2 آب (أغسطس) المقبل، وفق الخرائط الجديدة التي اعتمدتها اللجنة المستقلة لإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية في ميشيغن، والتي تم فيها توزيع المدينتين ذات الكثافة العربية الأميركية، على ثلاث دوائر انتخابية هي الثالثة والرابعة والخامسة عشر، والتي جاءت على النحو التالي:
– «الدائرة 3»،: تمتد من جنوب شرقي ديربورن (الساوث أند) إلى الدوانتاون الغربي للمدينة، بالإضافة إلى مدينة ملفنديل جنوباً ومنطقة وورنديل ومحيطها في ديترويت شمالاً.
– «الدائرة 4»: تضم شرق ديربورن وأجزاء واسعة من غرب ديترويت.
– «الدائرة 15»: تغطي معظم غرب ديربورن وكامل مدينة ديربورن هايتس باستثناء أحياء محدودة في شمال شرقي المدينة.
وفي الدوائر الثلاث، آنفة الذكر، يسعى عشرة مرشحين –بينهم ستة عرب أميركيين– للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الجولة النهائية من الانتخابات في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، بمواجهة المرشحين الجمهوريين الذين تأهلوا بالتزكية وهم: جينجر شيرر (الدائرة 3) وتونيا ريناي ولز (الدائرة 4) و المرشح ستيفن ماكّي (الدائرة 15).
«صدى الوطن» تواصلت مع المرشحين العرب في تمهيديات الحزب الديمقراطي للاطلاع على برامجهم ومقارباتهم لمختلف القضايا التي تهم الناخبين في الديربورنين وعموم الولاية، وقد امتنع بعضهم عن الإجابة على التساؤلات المطروحة.
التعليم العام
أفرد المرشح عن مقعد «الدائرة 3»، العباس فرحات، للتعليم العام مكانة خاصة ضمن أجندته الانتخابية، مشدداً على أهمية الاستثمار في المدارس العامة ودعم برامج إعداد المدرّسين الجدد والاحتفاظ بهم في المنطقة التعليمية التي عانت من «التراجع وعدم الاستقرار»، خلال الأعوام الأخيرة، بحسب ما أفاد لـ«صدى الوطن».
فرحات (23 عاماً) الذي يخوض تصفيات الحزب الديمقراطي بمواجهة المرشحين: خليل عثمان، سام لقمان، وروزلين ماري أوغبرن، اقترح تطبيق خطوات عملية «لضمان الاستقرار الأكاديمي في ميشيغن»، وذلك عبر إعفاء طلاب الجامعات وبرامج إعداد المعلمين من القروض من أجل توفير العدد المطلوب من المعلمين في مختلف المناطق التعليمية.
وشدّد المسؤول في حكومة مقاطعة وين على دور حكومة الولاية في دعم خريجي الجامعات من حملة شهادات التعليم، وخريجي برامج إعداد المدرّسين ودفع تكاليف انتقالهم إلى المناطق التعليمية ذات الحاجة الماسة لهم، وذلك لمدة عام واحد على الأقل.
وكانت حملة فرحات قد انطلقت في وقت مبكر من العام الماضي، حيث خاض الانتخابات الخاصة في «الدائرة 15» وفق الخرائط القديمة، لإكمال ولاية النائب السابق عبدالله حمود، وخسر الجولة التمهيدية أمام النائب الحالي جيفري بيبر.
من ناحيته، وعد المرشح في «الدائرة 15»، بلال حمود (27 عاماً)، ببذل أقصى الجهود من أجل تحصيل جميع الأموال المحلية والفدرالية المستحقة لدائرته الانتخابية، بغية استثمارها في تحسين المدارس وتزويد فصولها الدراسية بالتكنولوجيا وأنظمة التكييف الحديثة.
ويسعى حمود للفوز ببطاقة الحزب الديمقراطي عن «الدائرة 15»،بمواجهة المرشحتين عفاف أحمد، وعضو مجلس ديربورن البلدي، أرين بيرنز.
وأوضح الناشط الاجتماعي والموظف السابق لدى سكرتاريا ولاية ميشيغن، بأن الاستثمار في التعليم العام بات «أمراً ملحاً» في الدائرة التي تعتبر موطناً لأبناء الطبقة العاملة، وقال حمود، الذي لا تربطه صلة قرابة برئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود: «مثل الكثيرين هنا، اختارت عائلتي الإقامة والعمل والنمو في هذه المنطقة، ولكننا نرى عائلاتنا وهي تعاني من مشاكل كثيرة، مثل تدهور التعليم وارتفاع تكاليف المعيشة إلى حدود لا تطاق».
الصحة العامة
أشار فرحات إلى تفاقم مشاكل الصحة العامة لدى سكان منطقة الديربورنين، محملاً الشركات والمصانع الثقيلة مسؤولية التلوث البيئي بكافة أشكاله، متعهداً –في حال فوزه بتمثيل «الدائرة 3»– بالعمل على تقييد المعامل والأعمال الصناعية الملوثة،عبر فرض عقوبات متشددة على المخالفين، وتحديث القوانين بما يتماشى مع متطلبات الصحة العامة.
وقال فرحات: «في حال فوزي بالسباق، أنا ملتزم بالعمل مع جميع الشركاء المحليين والإقليميين والفدراليين لصياغة حلول جديدة، وجمع الأموال اللازمة لمعالجة القضايا الأكثر إلحاحاً، وفي مقدمتها قضايا الصحة العامة والبيئة».
أما حمود، فقد ركّز على ضرورة التصدي لقضايا الصحة العقلية والسلوكية «بأسرع وقت»، تفادياً لتأثيراتها السلبية على الأفراد والعائلات. وقال: «إن أولوياتنا كثيرة، ولكن يجب أن لا نتغافل عن تداعيات الصحة العقلية التي تؤثر بشكل سلبي على كامل المجتمع».
من جانبه، وصف المرشح عن «الدائرة 4»، غاسّ طرّاف، الصحة العامة بـ«الثروة الحقيقية» منوهاً بأن «بعض التغييرات الصغيرة في مجال الصحة، يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في تقليل المشاكل الناجمة عن الأزمات الصحية».
طرّاف، الذي يخوض تصفيات الحزب الديمقراطي بمواجهة النائبة الحالية في مجلس نواب ميشيغن، كارين ويتسيت، والمرشحة لوري لين تيرنر، أكد بأن «الحصول على التغطية الصحية الكاملة هو حق للجميع».
وتعهد طراف الذي يعمل في مجال الصحافة والإنتاج الإعلامي منذ عدة عقود، ببذل قصارى جهوده للتأكد «من سلامة وصحة الأطفال في المدارس»، وكذلك العمل من أجل تخفيف معدلات التأمين على السيارات في دائرته والتي «تعتبر الأغلى في الولايات المتحدة»، وفقاً لتعبيره.
البنية التحتية
المرشحون الثلاثة أجمعوا على «الوضع الحرج» للبنية التحتية المتهالكة في مدينتي ديربورن وديربورن هايتس، وضرورة التحرك السريع من أجل إنهاء معضلة الفيضانات المتكررة وآثارها الكارثية على حياة السكان وممتلكاتهم وأعمالهم التجارية.
وأكد فرحات بأنه سيعمل على تحديث شبكات الصرف الصحي وتصريف الأمطار من خلال التخطيط الحضري المبتكر لتفادي فيضانات العواصف الماطرة، وكذلك جنباً إلى جنب مع إعادة إنشاء الطرقات، وبناء الجسور، واستبدال أنابيب الرصاص في شبكات مياه الشفة.
وأوضح حمود بأن إصلاح البنية التحتية كان المطلب الأول لدى ناخبي «الدائرة 15»، وقال: «يتوجب علينا التحرك فوراً من أجل رفع مستوى بنيتنا التحتية التي عفا عليها الزمن لتفادي أضرار الفيضانات المكلفة»، مضيفاً بالقول: «أنا ملتزم بالعمل على توسيع موارد المجتمع، وتحميل الجهات الحكومية المسؤولية الكاملة على تقاعسها في إيجاد حلول جذرية لمشكلة الفيضانات».
أما طراف فقد أشار إلى أن «خطة بناء ميشيغن معاً» تتضمن واحداً من أكبر الاستثمارات في مجال البنية التحتية، معتبراً حلول الولايات المتحدة في المرتبة 13 عالمياً على هذا الصعيد، «أمراً غير مقبول».
وقال طراف: «لقد عانينا جميعاً من الآثار الكارثية لفيضانات العام الماضي، وبات لزاماً علينا أن نراقب ونجمع بيانات الفيضانات على مستوى العالم، ليلاً ونهاراً، من خلال الأرصاد الجوية المتقدمة، لكي نتمكن من إنشاء توقعات دقيقة حول حجم ومواعيد الفيضانات في منطقتنا». وتابع بالقول: «يمكننا، ويجب علينا، أن نفعل المزيد من أجل تحسين وتعزيز البنية التحتية في مدننا»، لافتاً إلى أن ترشحه لتمثيل «الدائرة 4»، نابع أصلاً من رغبته «في تقديم أفكار جديدة وإيجاد حلول مبتكرة على مستوى الولاية».
يُشار إلى أن «صدى الوطن»، كانت قد راسلت جميع المرشحين العرب للاستفسار حول قضايا دوائرهم وخططهم لمعالجتها، واقتصرت الردود على أجوبة فرحات وحمود وطراف، أما المرشحون الآخرون فلم يصلنا منهم أي رد، لحين إرسال هذا العدد إلى المطبعة.
Leave a Reply