ديربورن – «صدى الوطن»
تحمل قناة «الجديد» التلفزيونية اللبنانية على عاتقها هموم جميع الأطياف واهتماماتهم وطموحاتهم وآلامهم، لتصبح بذلك القناة التي تشبه المواطن اللبناني، وهي التي تتنقل بتقاريرها من فان رقم 4، ما بين حي السلم والحمرا، إلى سيارة التاكسي.. من الشمال إلى الجنوب.
وبنشرة أخبارها تختصر يوميات اللبناني، وتبقى رغم كل الأزمات المنبر الأول لنقد جميع السياسيين، حتى غدت الوجهة الأولى لطلاب الإعلام من ذوي الخط المستقل والتوجه الشعبي المدني.
خرّجت عبر تاريخها أبرز الإعلاميين والمراسلين اللبنانيين، وكانت السباقة في «براءات الاختراع الإعلامية اللبنانية» التي بدأت بمقدمة نشرة الأخبار، ومن ثم «خلطة» أغانٍ لزياد الرحباني، مع هموم «الخضرجي» و«الميكانيكي»، فسارت إلى الصحافة الاستقصائية لتتخطى خطوطاً حمراء، جمركية وطبية وأمنية. وأسست للسخرية الهادفة التي ضاق بها اللباس اللبناني، كما ضاقت مصر العظيمة بباسم يوسف.
تتنافس القناة على سلم الرايتنغ ببرامجها، إلا أنها تحافظ بنهجها العام على التميز مع الرحيل القسري لجريدة «السفير» لتأخذ منها شعارها: «صوت الذين لا صوت لهم»، خاصة وأن العديد من إعلامييها بدأوا مسيرتهم في «السفير»، من أمثال رياض قبيسي وآدم شمس الدين وغيرهما، لتتحول بذلك، إلى شاشة ورقية في عصر وداع الصحف.
خاضت القناة معارك متعددة، يساراً ويميناً، وتعرضت للرشق بالحجارة والمولوتوف، إلا أنها بقيت صامدة بوجه الحيتان، وتربعت على عرش «الريموت كونترول»، بمنزل أبو علي وأم عمر وأبو جورج. وبعدما استطاعت أن تنزع القدسية الوهمية لزعماء الطوائف بطروحاتها الجريئة، تقدست عدستها بالشهيد علي شعبان، عندما بللت قطرات دمائه صورة «السلطة الرابعة»، في بلد تفوق سلطاته عدد طوائفه!
وعلى «مقدمة» الجديد، تتربع مريم البسّام ، بخبرة صقلتها الأيام، وبحروف سبرت أغوارها ليالي الحرب في لبنان، لتخلف حرقة في قلب فتاة صغيرة يتّمها لؤم الطائفية والطغيان.
مقدمة نشرة الأخبار التي تُرسم يومياً كلوحة جديدة معدة للعرض في “متحف اللوفر” اللبناني. لوحة تُستبدل فيها الألوان بالكلمات، فترى فيها البؤساء و النبلاء، الثورات والخيبات، الاعتقالات والحريات. مقدمة.. ترسمها «فنانة تحليل سياسي» بروح النهضة الأوروبية، وبإسم مريم الذي ألهم فناني العمران، و ببسمة «البسّام»، التي تُجسد بها «تنويراً» تتسابق به مع «التأخير»، الذي يُعتم جوانب لوحتها بخريطة وطنية مُستندة إلى أكتاف غورو، وأهواء سايكس وبيكو، واتفاقيات الحروب الأهلية.
في 22 آذار (مارس)، أحيت صحيفة «صدى الوطن» الذكرى السنوية الـ35 لتأسيسها في حفل حاشد بـ«نادي بنت جبيل» في مدينة ديربورن، بحضور زهاء 700 شخص، تقدمهم مسؤولون منتخبون حكوميون ورسميون منتخبون وممثلو فعاليات اجتماعية واقتصادية وإعلامية مرموقة، إضافة إلى ممثلي جمعيات ومؤسسات عربية أميركية.
وخلال برنامجها الاحتفالي الذي تضمن تكريم شخصيات عربية أميركية بارزة، إضافة إلى النائبة في الكونغرس الأميركي رشيدة طليب والنائب العام التمييزي في ولاية ميشيغن المحامية فدوى حمود ومدير التلفزيون العربي عباس ناصر، كرّمت «صدى الوطن» قناة «الجديد» اللبنانية، ومديرة الأخبار والبرامج السياسية في القناة الزميلة مريم البسام، عبر منحها درعاً تقديرية كعربون شكر ومحبة لقاء دورها الفاعل والمؤثر في الميدان الإعلامي، وكذلك لاهتمام القناة بنقل وتغطية أخبار اللبنانيين ونجاحاتهم في ولاية ميشيغن.
وفي معرض إعلانه عن الجائزة، قال ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني: «لدينا أصدقاء وشركاء حول العالم يسطرون نجاحات كبيرة ويقومون بأعمال رائعة في الميدان الإعلامي، ومن بين هؤلاء تلفزيون «الجديد»، وهو قناة لبنانية تهتم بقضايا الجالية العربية واللبنانية بشكل خاص، فتنقل أفراحنا ونجاحاتنا ومناسباتنا إلى أوطاننا التي قدمنا منها».
أضاف «لقد قام زميلنا علي منصور، موفداً من قبل «صدى الوطن»، بزيارة خاصة لاستديوهات قناة الجديد في لبنان، لنقل تحيتنا وشكرنا وتحية الجالية العربية وتقديرها لإدارة القناة».
وفي شريط فيديو تم تصويره في المكان الأكثر شهرة في تلفزيون «الجديد»، وهو استديو الأخبار، وبعد دقائق من انتهاء النشرة المسائية التي كانت تقدمها الزميلة سمر أبو خليل والزميل رامز القاضي، بوجود المراسلة راشيل كرم، ظهر منصور وهو يقدم الدرع التقديرية للزميلة مريم البسام، باسم «صدى الوطن».
وخلال تقديم الدرع، قال منصور: «هذه الجائزة، هي عربون شكر من «صدى الوطن» في ميشيغن، وتقدير من الصحيفة على اهتمام تلفزيون الجديد بأخبار الجالية العربية، واللبنانية بشكل خاص، وباسم ناشر «صدى الوطن» ورئيس تحريرها الأستاذ أسامة السبلاني، أقدم للقناة وإدارتها ولمديرة الأخبار مريم البسام هذه الدرع التقديرية».
أضاف: «إن ما تقومون به يبيض الوجه، نحن نفتخر بكم ونتابع أخباركم، لأنكم تتمتعون بالمصداقية وبالمهنية، ولديكم حس وطني عالٍ، وكل الناس تعلم مدى حبنا واحترامنا لكم، وقد سبق وتعاونا سابقاً وسوف يستمر هذا التعاون في المستقبل».
من جانبها، توجهت الزميلة البسام بالشكر لكل من الزميلين منصور والسبلاني، وقالت: «لأنني أؤمن بالعمل الجماعي، ولأنه لا يمكن للفرد أن ينجح بمعزل عن فريق العمل، فإني أقدم هذه الجائزة لجميع الزملاء، فالكل معني بها: سمر ورامز وراشيل ومكتب التحرير والمراسلون والمذيعون، لأنهم هم الذين يعملون على الأرض ويظهرون على الهواء، وهم يمثلون صورتنا».
وتوجهت البسّام بالشكر إلى الجالية اللبنانية في ولاية ميشيغن، على وفائها ومحبتها، كما توجهت الزميلة سمر أبو خليل بالشكر والتحية لـ«صدى الوطن» ولجميع المغتربين اللبنانيين في أميركا.
Leave a Reply