صراع خفي على العرش السعودي؟
تساؤلات حول اختفاء سلطان وأفول نجم نجله بندر
“الاندبندنت”: الأمير بندر يسعى إلى خلع الملك
تعيين الأمير نايف أثار حفيظة الأمير طلال
لندن، الرياض – هل كان الأمر كله صراعا خفيا على السلطة وراء مرض وعلاج ثم اختفاء الامير سلطان بن عبد العزيز، ثم اختفاء ابنه بندر عن الحياة العامة؟
تقول صحيفة “الاندبندنت” البريطانية أن نزاعاً حول الخلافة في السعودية كشف وجود صراع على السلطة ادى إلى اختفاء واحد من أبرز أمراء المملكة النفطية، وحذّرت من احتمال أن تسبب أجواء عدم الإستقرار في السعودية قلقاً خطيراً في واشنطن ولندن وعواصم أخرى انطلاقاً من موقعها كأكبر مصدّر للنفط في العالم وحليف قوي للغرب في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة “إن شائعات تتواتر حول موقع الأمير بندر بن سلطان (٦٠ عاماً) نجل ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، والمعروف في الخارج أكثر من أي عضو في العائلة الملكية السعودية لا بسبب أسلوب حياته الباذخة، بل نتيجة مبادراته السياسية الجريئة خلال توليه منصب سفير السعودية على مدى ٢٢ عاماً في واشنطن حيث لعب دوراً مهماً في اعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١ وخلال حربي الخليج”.
واضافت أن غياب الأمير بندر الذي يشغل حالياً منصب الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي عن الحياة العامة “يأتي في وقت حساس تشهده السعودية جراء اصابة والده ولي العهد الأمير سلطان بمرض السرطان والذي اثار الجدل من جديد حول خلافة الملك عبد الله بن عبد العزيز”.
واشارت إلى أن إحدى النظريات المتداولة في الدوائر السياسية في الرياض هي “أن الأمير بندر يسعى إلى خلع الملك عبد الله من منصبه قبل وفاة والده ولي العهد الأمير سلطان لتثبيت (نفسه) على العرش، فيما تزعم شائعات أخرى أن الأمير بندر مريض أو أنه اغضب الملك عبد الله بسبب تدخله في السياسة السورية من دون تفويض”.
وقالت الصحيفة “إن الملك عبد الله عيّن وعلى نحو مفاجئ وزير الداخلية الأمير نايف (٧٦ عاماً) بمنصب النائب الثاني لرئيس الوزراء والذي ظل شاغراً لفترة طويلة الأمر الذي نُظر إليه على أنه مؤشر على أن الأخير سيصبح ولياً للعهد بعد وفاة الأمير سلطان (٨٥ عاماً)”، والذي اشارت إلى أنه “تلقى العلاج في جنيف والولايات المتحدة بعد اكتشاف اصابته بسرطان القولون في جدة عام ٢٠٠٤ وامضى فترات نقاهة في المغرب”.
واضافت “أن الأمير نايف والأمير سلمان (٧٣ عاماً) أمير منطقة الرياض وغيرهما من الأمراء المرشحين للخلافة ظلوا قريبين من ولي العهد، وفاجأ الأمير نايف مشاهدي التلفزيون السعودي حين اجرى اتصالاً هاتفياً لابلاغ المشاهدين أن الأمير سلطان يتماثل للشفاء وسيعود إلى الوطن في القريب العاجل”.
ونسبت الصحيفة إلى الصحافي السعودي عبد العزيز الخميس قوله “اعتقد أن الأمير نايف سيصبح ولي العهد المقبل لأنه مسؤول عن قضايا حساسة مثل الأمن ويحظى بدعم اللاعبين في العائلة الملكية، لكن القضية تشبه ورق اللعب وكل طرف يلعب أوراقه مثل السلطة والأمن والمال وهي لعبة قاسية جداً، وكان هؤلاء دمروا أنفسهم بعد أن انقلبوا ضد بعضهم البعض ولا اعتقد أنهم سيفعلون ذلك مرة أخرى”. كما نقلت عن ألن مونرو السفير البريطاني الأسبق في السعودية قوله “في هذه العائلة القوية، يمكن أن تكون هناك بعض معايير التفاوض حول الترشيح والخلافة لكني اعتقد أن ذلك سيكون عملية سلسة”.
الأمير نايف لمواجهة إيران
ويرى المراقبون ان التعيين المفاجئ للأمير نايف، نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، جاء ليعطي إشارة واضحة عن رغبة عبد الله في جعله خلفاً لولي العهد الحالي، الأمير سلطان، عند وفاته، ما أدى إلى ظهور الخلافات بين أعضاء الأسرة الحاكمة إلى العلن وهو أمرٌ نادر الحدوث.
فقد أثار تعيين الأمير نايف حفيظة شقيق الملك، الأمير طلال بن عبد العزيز، الذي طالب عبد الله بالإعلان على الملأ أن التعيين لا يعني أن الأمير نايف سيصبح تلقائياً ولي العهد المقبل. دليلٌ آخر أوردته “الاندبندنت” عن إشارات إلى الخلافات داخل الأسرة الحاكمة، وهو التقرير الذي أصدرته الأسبوع الماضي الجمعية الوطنية السعودية لحقوق الإنسان التي انتقدت فيه بشدة ممارسات الأمير نايف في منصبه وزيراً للداخلية، وخصوصاً أنّ من غير المرجح أن يصدر هذا التقرير إلاّ بدعمٍ من أحد الأعضاء الأقوياء في العائلة المالكة. كذلك توقعت الصحيفة أن يثير تعيين الأمير نايف، المعروف عنه تشدده، استياء كثيرين في الغرب.
ويقول محللون ان من شأن تعيين الأمير نايف وزير داخليتها نائباً لرئيس الوزراء معالجة المخاوف بشأن النفوذ الايراني بعد أن تصاعدت التوترات مع أقليتها الشيعية الى تهديد نادر بالانفصال.
وعين الملك عبد الله أخاه غير الشقيق الامير نايف بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس الوزراء الجمعة بعد غياب ولي العهد الأمير سلطان النائب الاول للملك لاربعة اشهر عن البلاد بسبب مشاكل صحية.
وقال مسؤول سعودي بارز طلب عدم نشر اسمه “كان هذا ترتيباً دقيقاً بين كبار أعضاء الاسرة الحاكمة. غياب الامير سلطان ترك فراغاً كبيراً وأثار الكثير من التساؤلات بشأن كفاءة نظام اتخاذ القرار. هذا التعيين يحل هذه القضية الكبيرة”.
ويمنح هذا التعيين الامير نايف ايضاً الذي يشغل منصب وزير الداخلية منذ اكثر من ثلاثة عقود فرصة لتعزيز مسوغاته في تولي العرش ومساحة اكبر من الرأي في السياسة الخارجية المتصلة بالامن الداخلي. ويقول محللون ان ايران مركز القوة الشيعية والشيعة السعوديين المحليين على رأس هذه المخاوف. ورغم أن المسؤولين لم يشيروا الى صلة مباشرة بين المسألتين تشير التطورات الاخيرة الى أن الرياض لا تستبعد هذا الاحتمال.
وكانت الإصلاحات التي قام بها الملك عبد الله قد حظيت بدعم الغرب، وخصوصاً عندما أقدم على إنشاء “مجلس البيعة”، الذي عهد إليه تأمين عملية انتقال السلطة في المملكة، من خلال التوافق على اختيار ولي العهد المقبل، على “ألا تسري أحكامها على الملك وولي العهد الحاليين”.
Leave a Reply