توجه الى الجالية بمناسبة اليوم العالمي للمغترب اللبناني
ديترويت – خاص «صدى الوطن»
توجه وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ إلى الجاليات اللبنانية في بلاد الإنتشار وبينها الولايات المتحدة بكلمة أبدى فيها تقدير لبنان لمغتربيه ولما يرمزون اليه من قيمة معنوية ومادية مؤكدا على الثوابت التي تجمع اللبنانيين على مختلف مشاربهم، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمغترب اللبناني المصادف في يوم الأحد التاسع من شهر آذار (مارس).
وقال فيها الوزير المستقيل في كلمته التي وزعتها القنصلية اللبنانية العامة في ديترويت على وسائل الإعلام المحلية: «يسرني أن أتوجه إليكم في هذا اليوم الذي اراده لبنان يوماً عالميا للمغترب اللبناني، يوماً للإحتفاء بكم ومعكم، ويوماً لإبراز ما ترمزون إليه من قيمة معنوية ومادية لهذا الوطن الصغير لبنان حيث لا يخلو ركن من أركان المعمورة من مواطن لبناني محمود السمعة، وثاب الروح، خفاق القلب».
وأضاف صلوخ: «إنه اليوم الذي أردناه للتعبير عن الفخر بكم وبنجاحكم والإنجازات، فمع دقة المرحلة التي نمر بها في الداخل نعمد جميعاً إلى التمسك بما يجمع وما يوحد، ونبحث عن صورة مشرقة وسط زحام التلاطم والتنافس، ويبرز في هذا المجال الإغتراب اللبناني بما يمثل من إشراق وإمتداد للبنان».
وأوصى صلوخ بالمناسبة بثلاثة أمور وجاءت كالتالي: أولاً: عليكم بوحدتكم، فمهما أتت لكم الحياة من تباين في الآراء وتنافس في المقاصد، يبقى أنكم تتحدون من وطن أبدي نهائي ناجز حري بأبنائه أن يرسوا وحدتهم التي لا تلغي تمايزهم، فالإختلاف هو السبيل للبحث عن الوحدة، والتنوع هو السبيل إلى تلافح الأفكار وتكامل التجارب، فعليكم بتلك الوحدة التي لا تلغي جمال التنوع، ولتكن وحدتكم هي المدماك الذي يبقي لبلدكم صمام أمانة من خلال وحدة مغتربيه وإجتماعهم على طريق الإنتماء الوطني الصادق.
ثانياً: إستمروا بالإيمان بالوطن، فلبنان الذي شكل عصارة نبيلة لتجربة إنسانية شقت طريقها على وقع تاريخ محفوف بالمخاطر، قادر اليوم وكل يوم على تجاوز أية محنة مهما طالت أو تسعبت أوزارها، لأن وطننا هو بنظرنا وبنظر الكثيرين في هذا العالم، مرآة للقدرة على على ترك مساحة للوداعة في خضم بحار الإختصار والإختزال والتعميم. واعلموا أن وطننا ينهض مع نهوض الحق والجمال والتسامح في هذا العالم ويكبو أن حل جبروت القسوة والتطرف والكراهية يكبرو لكنه لا يسقط، لان دون سقوطه إرادات العاقلين والحريصين من أبنائه وهم كثر، وكذلك إرادات الخير في هذا العالم التي تتمسك بلبنان تجربة ومثالاً ودوراً.
ثالثاً: كونوا على يقين أن ضجيج الإختلاف وأزيز التجادل وفحيح التنافر لا يلغي أن لدينا نحن اللبنانيين الكثير مما يجمعنا وهو دون مبالغة يفوق بكثير ما يفرقنا. فلا تجعلوا اليأس يتسلل إلى قلوبكم المتلهفة لوطنكم، واعلموا أن إدارة مجتمع كالمجتمع اللبناني مع الحرص على الإحتفاظ بالحرية والديمقراطية وبحق الجميع بالمشاركة، هي مهمة دقيقة وتقتضي دائماً البحث عن الأفكار الخلاقة، والصيغ المبتكرة، وقد يطول ذلك أحياناً ويرافقه عدم الإستقرار أحياناً أخرى، ولكن البديل عن ذلك لا نريده ولا تريدونه، فضلاً عن أنه غير ممكن، وهو الإكتفاء بمجتمع سياسي باهت ورتيب ومجرد من الق التوازن وبهاء التسامح.
وأكد صلوخ على ثوابت وطنية تجمع اللبنانيين على مختلف المشارب التي يلجونها «وفي مقدمتها الإلتزام الناجز بسيادة لبنان وإستقلاله كياناً نهائياً لجميع أبنائه يتقاسمون خيراته ومهام إدارته على قاعدة دستورنا الوطني، كياناً يرى بإسرائيل عدواً يستهدف الدور والصيغة فضلاً عن الأرض والشعب والموارد، وكياناً متصالحاً مع هويته العربية المختمرة في انتمائه وفي دوره الرائد في تحقيق النهضة العربية، وهذا ما يؤهله ليشكل طليعة للعاملين على علاقات عربية تشعر الشعوب بدفئها تبادلاً وإزدهاراً وتعاوناً وإلتزاماً بقضايا العرب، وكل ذلك في سياق إنفتاح الواثق على رحابة هذا العالم بكل زواياه على قاعدة الشرعية الدولية والقانون الدولي والعدالة في إحقاق الحقوق».
وتابع صلوخ «إن هذه السمات التأسيسية للبنان لا تكتمل دون إحتضان لبنان المقيم للبنان المغترب، لأن لبنان صاحب رسالة يؤديها أبناؤه المنتشرون بكل أمانة وإخلاص، فجدير لهذا الوطن أن يفي هؤلاء حقهم وهذا ما تنتهجه الدولة اللبنانية سواء من خلال البطاقة الإغترابية التي عملت هذه الوزارة على إقرار قانونها، أو من خلال رعاية أوضاع الإغتراب الذي تقوم به وزارة الخارجية والمغتربين، ويبقى أن الإغتراب صاحب حقوق عديدة يجب أن تقترن بالقوانين والإجراءات اللازمة، وهذا رهن بالفترة المقبلة وما تحمله من صفاء وطني تجعل لبنان ينصرف إلى قضاياه المجدية وفي طليعتها قضية الإغتراب اللبناني».
وختم صلوخ «نعيد التأكيد على أنه في البداية كان الإغتراب اللبناني الذي حمل إرادته على منكبي جهده وتعبه فبنى في كل زاوية لبنان، وهو يبقى القضية والهدية».
Leave a Reply