في الوقت الذي يتسابق فيه مرشحو الحزب الجمهوري، ميت رومني وريك سانتوروم ونيوت غينغريتش، على تسجيل نقاط سياسية بأساليب شعاراتية تمجد عظمة أميركا وفرادتها وتفوقها في العالم بطريقة فيها كثير من الكذب والتملق والمبالغات، قررت صحيفة “صدى الوطن” دعم المرشح الجمهوري رون بول صاحب الأطروحات السياسية الواقعية التي ترفض أن تلعب الولايات المتحدة دور “شرطي العالم”.
لقد استطاع عضو الكونغرس الأميركي عن ولاية تكساس، رون بول، كسب الكثير من المؤيدين، بمن فيهم قطاعات واسعة من الشباب، بسبب رؤيته المتحفظة تجاه السياسات الأميركية الاقتصادية والأمنية والخارجية، وقد دعا بول بوضوح خلال حملته الانتخابية في أنحاء الولايات المتحدة، إلى العودة الى الجذور الأميركية الحقيقية التي تنادي بالحرية والعدالة وتقليص أعباء دور شرطي العالم الذي يثقل كاهل دافعي الضرائب الأميركيين في حروب ومساعدات خارجية خاسرة، جيث يركز المرشح بول على حاجات أميركا العسكرية، في حالات الدفاع فقط، داعيا إلى تقليص مساعدات أميركا الخارجية التي تزداد نفقاتها بشكل أصبح خارج عن السيطرة.
وقد عبر المحارب القديم في طيران الجو الأميركي، عبر مشاركته طوال ثلاثة عقود في مناقشات الكونغرس الأميركي، عن ميله إلى اتباع الولايات المتحدة وسائل دبلوماسية واقعية وصادقة في التعامل مع ملفات السياسة الخارجية، مثل التعاطي مع إيران اليوم، رافضا مبدأ فرض العقوبات الاقتصادية التي يتأذى منها المواطنون في بلدانهم أكثر مما تؤثر على الحكومات، وهو ما يولد مزيدا من العداء تجاه الأميركيين ويزيد من احتمالات التوتر واندلاع الحروب. وفي الوقت نفسه يطالب بول بدور متوزان للولايات المتحدة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، بعد أن جنحت أميركا في العقود المنصرمة إلى اعتماد سياسات متحيزة وعدوانية، كما في حالة غزو العراق، وموقفها الداعم لإسرائيل ضد جيرانها العرب.
إضافة إلى ذلك، فإن بول هو المرشح الجمهوري الوحيد حتى الآن الذي لا يتخذ مواقف معادية للعرب والمسلمين والمهاجرين في الولايات المتحدة، هذا النوع من السياسات الذي سيطر على مناخات الانتخابات الأميركية بعد هجمات “١١ أيلول”.
وفي الشأن الداخلي الأميركي، يبدي بول احتراما كبيرا للدستور ووفاء للقيم الأميركية، فهو يطالب بدور للكونغرس الأميركي في حال اتخاذ القرار بشن الحروب، ويرى أنه من حق الحكومة أن تصدر عملتها الخاصة، بدل الاعتماد على البنوك الخاصة، مثل البنك الفدرالي، الأمر الذي يحد من سلطة الدولة على عملتها الوطنية ويزيد من تحكم البنك الفدرالي في المعاملات المالية في البلاد. وكان بول في العام 2009 قد قدم مشروعا لمراقبة أعمال الحكومة الفدرالية وبعدها واجه بشجاعة “قانون الدفاع الوطني” الذي منح الجيش الأميركي سلطات واسعة لملاحقة واعتقال الأميركيين بدون مدة محددة أو بدون توجيه اتهام، وعارض إجراءات التفتيش غير القانونية التي تفرضها “إدارة أمن النقل” (تي أس أي) في المعابر الحدودية والمطارات والموانئ، واعتبرها وكالة خارجة عن القانون ويجب إلغاءها.
كما تقدم بمشروع قانون يطالب بإلغاء التعديلات التي أدخلت على “قانون الدفاع الوطني” وكذلك التعديلات التي أضيفت إلى “قانون الوطنية” (باتريوت آكت) و”قانون الرقابة على الانترنت”، واعتبرها تلك التعديلات أمورا تمس بالحريات والحقوق المدنية.
وكانت “صدى الوطن” قد أجرت لقاء مع بول في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حيث أكد في حديثه موقفه الثابت من القضايا السابقة، وهو بهذا الوضوح والالتزام بالمثل الأميركية يبدو حاجة أميركية ملحة، ولهذا نتمنى على أبناء الجالية العربية الأميركية أن يصوتوا بكثافة في الانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء ٢٨ شباط (فبراير) القادم، وأن يمنحوا أصواتهم للمرشح الجمهوري رون بول. مع الإشارة إلى أنه ليس ضروريا أن يكون المصوتون أعضاء في الحزب الجمهوري، ويشترط فقط أن تكون أسماؤهم مدرجة في لوائح الانتخابات.
Leave a Reply