القرد يثير حساسيتنا جميعا، فأول ما يخطر على بالنا عند رؤيتنا للقرود.. هي نظرية داروين التي نكن لها عداء مريبا، حتى قبل أن يدحضها العلم، ولكن هل سمعتم بـ “نظرية القرود الخمسة”. تقول النظرية:
أحضر خمسة قرود، وضعها في قفص! وعلق في منتصف القفص حزمة موز، وضع تحتها سلما. بعد مدة قصيرة ستجد أن قردا ما من المجموعة سيحاول الوصول إلى الموز. ما أن يضع يده على الموز، أطلق رشاشا من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين وأرعبهم!! بعد قليل سيحاول قرد آخر أن يعتلي السلم ليصل إلى الموز، كرر نفس العملية، رش القرود الباقين بالماء البارد. بعد فترة ستجد أنه ما أن يحاول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول إلى الموز ستمنعه المجموعة خوفا من الماء البارد.
الآن، أخرج قرداً وضع مكانه سعدانا، لم يعاصر ولم يشاهد رش الماء البارد.
سرعان ما سيذهب السعدان إلى السلم لقطف الموز، حينها ستهاجمه مجموعة القردة المرعوبة من الماء البارد بقسوة وضراوة. بعد أكثر من محاولة سيتعلم السعدان أنه إن حاول قطف الموز سينال عقابا قاسيا من باقي أفراد المجموعة!
الآن أخرج قردا ثانيا ممن عاصروا حوادث رش الماء ، وأدخل سعدانا جديدا عوضا عنه. ستجد أن نفس المشهد السابق سيتكرر من جديد.
السعدان الجديد يذهب إلى الموز، والآخرون ينهالون عليه بالضرب لمنعه، بما فيهم السعدان الأول على الرغم من أنه لم يعاصر رش الماء، ولا يدري لماذا ضربوه في السابق، كل ما هنالك أنه تعلم أن لمس الموز يعني (عقابا) على يد المجموعة. لذلك ستجده يشارك، ربما بحماس أكثر من غيره بكيل اللكمات والصفعات للقرد الجديد!
استمر بتكرار نفس الموضوع، أخرج قردا ممن عاصروا حوادث رش الماء، وضع قردا جديدا، وسيتكرر نفس الموقف. كرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة ممن تعرضوا لرش الماء حتى تستبدلهم بقرود جديدة! في النهاية ستجد أن القردة ستستمر بمهاجمة وضرب على كل من يجرؤ على الاقتراب من السلم!
وهذه النظرية تمكننا من فهم ما يمكن أن يسمى بـ”ثقافة الخوف والرعب والترويع” التي تعتمدها بعض الأنظمة العربية، وبالتالي ليس غريبا ولا مستهجناً أن يتعرض كل منتقد، أو صاحب رأي مختلف، إلى عقاب المجاميع البشرية، من المواطنين “الوطنيين ساخني الرؤوس”، قبل أن تفعل ذلك قوى الأمن نفسها!
القرود ليسوا أجدادنا.. هذا صحيح ولكننا نحن البشر بطريقة ما أحفادهم!
Leave a Reply