فارمنغتون هيلز – بعد معاناة عائلية استمرت لشهور، أعادت القاضي في محكمة مقاطعة أوكلاند، ليزا غورسيكا، حضانة طفلتين الى عائلتهما العربية الأميركية وذلك بعد أن انتزعت سلطات حماية الأطفال في ولاية ميشيغن الطفلتين صوفيا (ست سنوات) وناديا (سنتان)، من عائلتهما في أيار (مايو) 2012، وذلك بعد بلاغ من أحد الجيران في المجمع السكني في فارمنغتون هيلز بأنه شاهد صوفيا تلعب بمفردها خارج منزل عائلتها دون مراقبة من ذويها.
وبقرار المحكمة هذا، استرجع الوالدان، جيسيكا ريد وموسى ماجد، أطفالهما الأربعة بعد أن انتزعت منهما حضانتهم نتيجة الشكوى. وقد عبرت ريد في المحكمة عن عواطفها الغامرة وتأثرها الكبير عندما أعلنت القاضي قرارها بإعادة البنتين لها بعد أن سبق واستردت حضانة الطفلتين الرضيعتين.
وقد عاشت ريد حالة من التوتر النفسي بعد نحو عام من معارك قضائية لاستعادة حضانة ابنتيها. وقالت ريد عن اسباب تأثرها بالقرار «كنت أبكي بحرارة، لأنه أخيراً وبعد كل هذه الأشهر استعدنا حضانة اطفالنا وعدنا بهم الى المنزل».
وقد حضر الى المحكمة العديد من أبناء الجالية المتعاطفين مع العائلة مظهرين دعمهم الكبير للزوجين.
ومنذ انتزاع الاطفال من حضانة عائلتهما عبر الكثير من ابناء الجالية عن دعمهم الكبير للأسرة، من خلال تقديم تبرعات مالية وحضور جلسات المحكمة التي اختتمت في آذار (مارس) الماضي، وقامت «صدى الوطن» بنشر قصة هذه العائلة التي انتقلت للعيش في مقاطعة أوكلاند في العام ٢٠١٢. وعقب ذلك قام المتعاطفون مع عائلة ريد-موسى بإرسال رسائل الى المحكمة تؤكد أن ريد وزوجها والدان مسؤولان ومناسبان لتربية اطفالهما. وعلقت ريد على ذلك بالقول «أود أن أشكرهم على صلواتهم والهبات المالية التي قدموها الينا».
وتعود هذه الحادثة الى ربيع العام الماضي حين خرجت صوفيا الى الفناء الخلفي (باك يارد) لشقة العائلة في مدينة فارمنغتون هيلز. عندها، أبلغ احد الجيران (مجهول الهوية) في المجمع السكني السلطات المختصة عن حالة إهمال للطفلة بحجة أنها كانت تلعب في الخارج دون أي مراقبة من ذويها. ولكن ريد تؤكد أن ابنتها لم تغادر الحديقة الخلفية وكان معها أطفال آخرون.
وكانت ريد حينها حامل بتوأم، وهو ما زاد من مأساة العائلة، حيث انتزعت دائرة الخدمات الإنسانية في الولاية حضانة التوأم بعد ولادتهما في حزيران (يونيو) الماضي، قبل أن تستعيدهما العائلة في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي. وتقول ريد بأنّ اطفالها اخذوا بطريقة غير مشروعة لأنّ السلطات لم تظهر إذناً قضائياً لأخذ الأطفال من حضانة العائلة. كما لم يظهر مسؤولو دائرة الخدمات الإنسانية مذكرة تفتيش عند دخولهم المنزل لانتزاع الأطفال.
وباستثناء مسألة وجود صوفيا خارج المنزل دون إشراف الوالدين، لم تقدم دائرة الخدمات الإنسانية أي تفسير إضافي يبرر اعتبار ريد وزوجها غير مؤهلين لتربية أطفالهما، وهو ما دفع المحكمة الى إعادة الطفلتين لعائلتهما. وخلال شهور المعاناة كان أفراد الأسرة والأصدقاء قلقين على سلامة صوفيا وناديا. حيث تقول ريد انها لاحظت على الفتاتين علامات الاعتداء الجسدي والعاطفي من قبل العائلة الحاضنة. وكانت ريد وزوجها يزوران ابنتيهما في نهاية كل أسبوع بوجود العائلة الحاضنة التي كانتا تعيشان معها.
حسب ريد وموسى المعركة لم تنته بعد، لأنّ التجربة التي مرا بها كان لها تأثير كبير عليهما، لذلك تخطط ريد للعمل على المساعدة في تنمية مستوى الوعي بخصوص حالات انتزاع الحضانة مبدية عزمها على مساعدة العائلات الأخرى التي تعيش حالات مماثلة، وتقول «هذا أمر يحدث في جميع أنحاء الولايات المتحدة للعديد من الاباء والامهات والأسر.. وهذا يجب أن يتوقف». كما أثنت ريد على التعاطف الكبير الذي أبدته الناشطة رحاب عامر التي عاشت مأساة مماثلة استمرت لأكثر من عقدين. وتدعو ريد قسم الخدمات الإنسانية لإجراء تحقيقات سليمة، وتقديم أدلة كافية على وجود حالات اهمال قبل انتزاع الأطفال من حضانة عائلاتهم. وأشارت ريد الى وجود عيوب جسيمة في طريقة تعاطي دائرة الخدمات الانسانية مع قضيتها، متساءلة عن سبب اصرار المسؤولين على وضع ابنتي ريد في حضانة عائلة غريبة عن ثقافتهما على الرغم من وجود سكن مناسب لهما مع أقارب الزوجين الذين يتمتعون بأولوية الحضانة وفق «قانون عامر».
Leave a Reply