ميامي – «صدى الوطن»
أمضى 92 صومالياً نحو 48 ساعة مقيدين بالأغلال على متن طائرة ركاب توقفت ٢٣ ساعة في مطار دكّار (السنغال) قبل أن تعود أدراجها إلى الولايات المتحدة بعد تعذر وصولها إلى الصومال.
وقد عانى المرحلون خلال ساعات الرحلة الطويلة أقسى أنواع الذل والإهانة، بحسب دعوى تقدموا بها إلى المحكمة الفدرالية في ميامي عقب عودتهم إلى أميركا.
وقدم سبعة من هؤلاء الصوماليين، نيابة عن المجموعة، شكوى قضائية إلى محكمة ميامي الفدرالية الاثنين الماضي، أعلنوا فيها أنهم تعرضوا للعنف وظروف غير إنسانية، إذ هبطت الطائرة التي كان من المفترض أن تقلهم من لويزيانا إلى مقديشو في 7 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، هبطت في مطار دكار، عاصمة السنغال، حيث انتظروا 23 ساعة مقيدين داخلها قبل العودة إلى الولايات المتحدة.
وأشار المتضررون إلى أن موظفي «وكالة الهجرة والجمارك» (آيس) كانوا يهينون وحتى يعتدون بالضرب على من أقدم على الاحتجاج أو مجرد القيام من مقعده لتوجيه أسئلة، مضيفين أن جميع المراحيض على متن الطائرة تعطلت سريعاً، مما زاد من معاناة الركاب الذين عانوا من أوضاع مماثلة لمعاناة الأفارقة الذين شحنوا عبيداً إلى أميركا، بحسب الدعوى.
من جانبها، رفضت الوكالة الفدرالية الاتهامات بسوء التعامل مع الصوماليين أثناء ترحيلهم، مضيفة أن الطائرة اضطرت إلى العودة بسبب عدم توفير فترة الاستراحة المطلوبة لطاقمها في دكار. إلا أن وسائل إعلام نقلت أن الطائرة لم تتوجه إلى مقديشو بسبب اندلاع تظاهرات ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار القدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي.
وأشارت الوكالة إلى أن 61 من 92 من مجموعة الصوماليين أدينوا قضائياً من قبل في الولايات المتحدة. وأنها تنوي ترحيلهم في وقت لاحق، لم تحدده بعد، علماً بأن الصوماليين الـ٩٢ لا زالوا معتقلين في مركزي احتجاز تابعين للوكالة في جنوب فلوريدا.
غير أن القاضي الفدرالي الذي تولى القضية أمر بوقف إجراءات الترحيل محدداً يوم ٢ كانون الثاني (يناير) القادم موعداً لعقد جلسة استماع.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت تمتنع عن ترحيل المهاجرين الصوماليين خلال العقود الماضية بسبب سوء الأوضاع داخل بلادهم، غير أن تعداد المرحَّلين ارتفع بشكل حاد منذ أواخر عام 2016، مع تولي الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم، وذلك بالرغم من تصعيد النزاع مع حركة «الشباب» في الصومال.
وارتفع عدد المهاجرين الصوماليين الذين تم ترحيلهم من 192 شخصاً في عام 2016 إلى 521 في 2017.
وتتركز الجالية الصومالية في الولايات المتحدة بولاية مينيسوتا، حيث كان يقيم معظم المحتجزين.
Leave a Reply