لانسنغ – شهدت محكمة مقاطعة إنغهام في مدينة لانسنغ لحظات مؤثرة بكى خلالها الحضور لدى سماعهم شهادات ضحايا الطبيب السابق لمنتخب الجمباز الأولمبي الأميركي لاري نصار.
وخصصت المحكمة أربعة أيام من الجلسات قبل النطق بالحكم ضد الطبيب السابق في «جامعة ميشيغن ستايت»، وذلك إفساحاً في المجال لحوالي مئة فتاة وشابة تعرضن لاعتداءات جنسية من قبل نصّار، الذي سيصدر الحكم ضده في جلسة تعقد يوم الجمعة (مع صدور هذا العدد).
وخاطبت كايلي ستيفنز التي كانت أسرتها صديقة لأسرة الطبيب نصار، المحكمة قائلة إنه اعتدى عليها منذ أن كانت في السادسة من العمر «أنت كاذب مقزز».
وشرحت كايلي كيف نجح نصار في إقناع والديها بأنها تكذب عندما أخبرتهما عن الاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها على يد نصار.
وتوجهت له قائلة: «لقد أقنعتَ والدي بأني كاذبة، واستعملت جسدي لمدة ست سنوات لإشباع رغباتك الجنسية وهذا أمر لا يمكن أن أسامحك عليه. كنت أشعر وكأنني في عالم آخر وبدأت أتساءل هل ما أمرّ به حقيقة وهل فعلاً تعرضت للاعتداء الجنسي؟ وبغية الحفاظ على قواي العقلية أجبرت نفسي على استذكار كل ما مررت به كي لا أنسى ما عانيت فأبدو كاذبة».
وقالت كايلي للقاضية روزماري أكويلينا إنها استمرت في العمل كمربية لأطفال نصار لحمايتهم من والدهم المفترس ولحاجتها إلى المال لدفع نفقات جلسات العلاج النفسي التي كانت تخضع بسبب الاعتداءات تلك.
كما تحدثت في المحكمة والدة إحدى الضحايا التي انتحرت بسبب ما وصفتها بالمعاناة الفظيعة التي عاشتها نتيجة الاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها على يد نصار، وقالت وهي تجهش بالبكاء: «عام 2009 انتحرت ابنتي لأنها لم تعد تحتمل الألم والعذاب الذين كانت تعانيهما بسبب ما مرت به، لقد كانت في مقتبل عمرها، كان عمرها 23 عاماً فقط».
ومن بين ضحايا نصار البطلة الأولمبية سايمون بايلز الحائزة على أربع ميداليات ذهبية وبرونزية واحدة في أولمبياد ريو 2016 وتبلغ من العمر 20 عاماً حالياً.
وقالت بايلز: «أشعر بالقهر كلما تذكرت ما مررت به على يد نصار ويتحطم قلبي عندما أعود مجدداً إلى نفس الأماكن التي تعرضت فيها للاعتداء بهدف الاستعداد لأولمبياد طوكيو 2020».
وأقرّ نصار في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بتهم ارتكاب اعتداءات جنسية على إناث في منزله ونادي ألعاب الجمباز وفي مكتبه بـ«جامعة ميشيغن ستايت».
ويواجه الطبيب السابق تهم الاعتداء على 140 شابة وطفلة من مختلف الأعمار خلال مسيرته المهنية. ويطالب الادعاء العام في ميشيغن بسجنه من ٤٠ إلى ١٢٥ سنة.
وبانتظار النطق بالحكم ضده في محكمة مقاطعة إنغهام، يقضي نصار حالياً عقوبة السجن لمدة 60 عاماً بعد إدانته أمام القضاء الفدرالي بجريمة حيازة مواد إباحية للأطفال.
وقد عثر المحققون على 37 ألف صورة إباحية للأطفال مخزنة في أجهزة كومبيوتر نصار عام 2016 من بينها صور لأطفال في السادسة من العمر.
وأقر نصار بتهم امتلاك صور إباحية للأطفال وتداولها وعرقلة سير العدالة عبر محاولة إتلاف الأدلة التي تدينه، حيث تم ضبط أجهزة الكومبيوتر داخل القمامة أمام منزل نصّار الذي كان ينوي التخلص منها.
وعمل لاري نصار خلال الفترة ما بين 1980 إلى 2015 أي لمدة 35 عاماً في برنامج الألعاب الأولمبية الأميركي. وطردته الهيئة القومية للرياضة من العمل 2015، بعد ظهور دعاوى التحرش ضده.
وأدت فضيحة نصار إلى استقالة رئيس اللجنة الأميركية لألعاب الجمباز ستيف بيني عام 2016 بعد اتهام الضحايا له بعدم المبادرة فوراً إلى إعلام السلطات المعنية بهذه الانتهاكات، في حين لا تزال «جامعة ميشيغن ستايت» تواجه تهم التغاضي عن أفعال نصار رغم معرفة المسؤولين بحدوثها.
أسف شديد
وخلال جلسات محاكمته في مقاطعة إنغهام، أدلى عدد كبير من الضحايا بشهاداتهن أمام المحكمة وأكدن أن المتهم أساء إليهن جنسياً خلال الفحوصات الطبية التي خضعن لها على يديه وفي بعض الحالات جرى ذلك بينما كان أولياء أمورهن قريبين.
وطلبت القاضية من المتهم الإقرار بأنه لم يكن يضع الكفوف عند فحص ضحاياه خلال الفترة ما بين 1998 الى 2015 وأن تلك الفحوصات لم تكن لها أي هدف طبي بل كانت لأغراضه الخاصة، فرد بالإيجاب.
واعترف نصار (٥٤ عاماً) في بيان له أمام المحكمة في نوفمبر الماضي بالتهم «لمساعدة أبناء المنطقة على تجاوز ما جرى والحد من آلامهم، أشعر بالأسف الشديد، فما بدأ كعود ثقاب تحول إلى ما يشبه حريق غابة خرج عن السيطرة». وأضاف «أريد أن يتعافى الضحايا، أريد ان يتعافي أبناء المنطقة مما جرى لهم، لست على عداء مع أحد، كل ما أريده هو أن يتعافوا، لقد حان الوقت لذلك».
وردت القاضية عليه: «لقد قمت باستغلال مركزك والثقة التي تم منحها لك بأبشع صورة ممكنة، لقد اعتديت على الأطفال».
Leave a Reply