قد يتفق الكثير من القراء معي بأن الحياة لا تطاق ولا تحتمل بلا لحظات نبتسم فيها أو نقهقه منها. أحيانا الموت لا يطاق بدونهما والشعب الذي يفقد القدرة على الضحك هو شعب ميت كما قال الزعيم الكوميدي عادل إمام.
الضحك ليس مسألة هزلية. الضحك ملَكَة يتميز بها الإنسان عن باقي المخلوقات، ربما ليستطيع مواجهة لحظات عمره الحلوة والمرة معاً، والقدرة على إضحاك الآخرين هي موهبة استثنائية يتميز بها البعض من البشر تماما مثل موهبة الموسيقى والشعر والرسم. قد يستمر أؤلئك الموهوبون في إضحاكنا حتى بعد موتهم. لقد اختار أحدهم أن يكتبوا على شاهدة قبره: ابتعد قليلا.. فأنت تحجب الشمس عني! بينما اختارت إحداهن أن يكتب على شاهدة قبرها كلمة واحدة: النجدة!
“انتبه.. إذا كنت قد بدأت تفقد بهجة العيش فذلك يعني أنك بدأت تفقد روحك”.. هذا ما قاله أحد الكتّاب الغربيين.. قول يلخص في جانب منه قضية جدية اسمها الهزل، لأننا نفقد كثيرا من إنسانيتنا حين نفقد قدرتنا على الضحك وعلى السخرية من أنفسنا قبل الآخرين. وأنا آثرت أن أبدأ هذه السنة بموضوع هزلي وضاحك لعله يتيح فرصة الضحك على الهموم وعلى ما يحيط بنا من نكد وأخبار لا تجلب السرور والبهجة. ثمة نوع من النكات والسخريات يشيع في الغرب هنا، نفتقده بشدة في موروثنا العربي. والحقيقة أن العديد من المقولات الشعبية العربية تحذر من الضحك والترويج له بدعوى أنه يُذهب الهيبة، فقد حرص العرب من قديم الزمان على خلق مناخات من النكد والشكوى وتقدير النواح والبكاء بحجة الجدية والدماثة واللياقة، لأن الضحك بدون سبب من قلة الأدب.. وإن كل ما لا يضحك السلطة العليا، سواء الأبوية أو الروحية أو غيرها، يجب ألا يضحكنا نحن عباد الله المسالمين المستسلمين لقضاء وقدر تلك السلطات.
نشرت إحدى الصحف الإعلان التالي: “للبيع.. منضدة أثرية مناسبة لسيدة ذات أرجل سميكة وأدراج واسعة وكبيرة”.
طفل غاضب رفع يديه الصغيرتين الى السماء قائلا: يا حبيبي.. يا ربي.. ادخلني الجنة لأنني متأكد أن أخي الكبير لن يكون هناك.
كتب بعض التلاميذ في إحدى المدارس الأميركية رسائل إلى الله في يوم الكريسماس موجهين بعض الأسئلة الطفولية التي تحيّر الأهل والمعلمون، ولا يعرفون كيف يجيبون عنها. وفيما يلي بعض من تلك الرسائل:
– عزيزي الله.. هل أنت فعلاً غير مرئي، أم هذه حيلة أو لعبة؟
– عزيزي الله.. من فضلك ارسل لي حصانا صغيرا، وتأكد أنني لم أسألك أي شيء من قبل.. بإمكانك الرجوع إلى ملفي بالكمبيوتر عندك.
– عزيزي الله.. سمعت رجل الدين يقول إنك رب غيور.. كنت أظن أنه لديك كل شيء.
– عزيزي الله.. شكراً على أخي المولود الذي وهبتنا إياه أمس، لكن صلواتي لك كانت بخصوص جرو! هل حدث خطأ ما؟
-عزيزي الله.. أحب أن أكون مثل أبي عندما أكبر، لكن ليس بقدميه الكبيرتين.
-عزيزي الله.. إذا أعطيتني المصباح السحري مثلا علاء الدين سوف أعطيك لقاءه أي شيء تطلبه ما عدا لعبة الكمبيوتر خاصتي.
-عزيزي الله.. سوف أذهب يوم الأحد إلى الكنيسة لأريك حذائي الجديد.
-عزيزي الله.. كيف بوسعك أن تحب جميع البشر في العالم.. يوجد أربعة فقط في عائلتي ولم استطع أن أفعل ذلك؟
عزيزي الله.. إذا كنا سنعود من جديد في هيئات أخرى.. من فضلك لا تجعلني هال بيري فأنا أكرهها.
عزيزي الله.. أمي قالت لي يا ولد لا تعض اليد الوسخة.. هل أستطيع عض يد صديقتي النظيفة؟
Leave a Reply