تنبَّأْنا في مقالة الأسبوع الماضي قبل «ضربة الشمس» الترامبية بيومين أن رئيس الـ«تويتر» الأميركي سيقوم بضربات عسكرية محدودة حفظاً لماء وجهه وحتى يكون لبولتون «أول دخولو شمعة عطولو»، على أساس أن هذا المخلوق الذي حاز «بجدارة» على «درع الأرز» من قبل «ثورة حنيكر للسيادة» (السعودية) يريد أن يبرهن عن عقيدته الحربية الموتورة.
غير أنَّ سكرة ترامب وعربدته حلَّت محلها فكرة خطر وقوع ما لا يُحمد عقباه في حال التورط باشتباك مع روسيا أو إيران أو المقاومة أو إذا استَدْرجَت إسرائيل نفسها للمعركة المصيرية التي لم يكن ليسلَم منها أي نظام غربي أو عربي متواطئ.
الضربات المسرحية التي شاركت فيها قوات المتصابية البريطانية والغلام الفرنسي التعيس استهدفت مرافق لتصنيع الأدوية وهذا دليل آخر على أن الغرب وقطيعه من العرب لا يريدون حتى وجود تقدم علمي ناهيك عن الاقتصادي أو العسكري.
الضربات لم يشعر بها السوريون بتاتاً ولو خُيِّر لترامب خوضها على تويتر لما قصَّر. وكالعادة نُسجَت حول العدوان الثلاثي النكات على السوشال ميديا منها أن «يد ترامب خفيفة ولم نشعر بها» وأن «السحاسيح التي انهالت على سعد الحريري في السعودية كانت أكثر من ضربات ترامب» في حين كتب أحدهم أنه سمع بالضربة قبل دخول الحمام ولما خرج علم بأنها انتهت.
المهم أن العدوان الثلاثي كان كذبة كبيرة بدليل أنه لم ينتظر وصول بعثة تحقيق دولية ولو أنها تقع تحت سطوة الدول المعادية الثلاثة مثلهم مثل جماعة «الخوذ السود» المجرمين الكذابين الداعشيين.
وبعد التمثيلية الغربية بدأت تتكشف مؤامرة «الخوذ» الحقيرة وأول الغيث جاء من السفير البريطاني السابق في دمشق بيتر فورد الذي صرح لقناة «فوكس» اليمينية المتصهينة المفضَّلة لدى ترامب، عن حقيقة ما جرى في دوما ويتلخَّص بأن القنابل العادية نزلت على الإرهابيين في دوما فانتشر الدخان فما كان من أحد اصحاب الخوذ إلا أن صرخ «قنابل غاز» فدب َّالذعر بين الناس وبدأ المنافقون برش المياه على الناس بينما كانت الكاميرات المحترفة تنتظر وتصور المشهد سبحان الله برغم هطول قنابل الكلور وغاز السارين وتم توزيعها احترافياً بتمويل خليجي جاهز. وخلص السفير البريطاني إلى التساؤل كيف يأخذ ترامب معلوماته من إرهابيين مثل ذوي الخوذ البيض قاطعي الرؤوس؟
المهم انتهت الهمروجة الأميركية بمجرد توقف الصواريخ الأميركية التي تصدت لها المضادات السورية القديمة السوڤياتية الصنع وأسقطت العديد منها. البعض شكك بالدفاعات الجوية لسوريا رغم المشاهد الحية على شاشات التلفزة بسبب قِدم هذه الدفاعات أمام «التوموهاك» وأحدث الصواريخ الأميركية الذكية، ولكن حسب مصادر عليمة فإن الروس ربطوا شبكة الدفاعات السورية بشبكتهم في مطار حميميم مما يعني أن ليس المهم حداثة الصواريخ بقدر اكتشافها بالرادار والعمل على تدميرها وهذا ما حصل خلال العدوان.
هذه أخبار حتماً سيئة لإسرائيل التي ما زالت في «حيص بيص» منذ السبت الماضي وتكاد تجن لأنه حسب تعبير خبرائها كانت نتيجة العدوان صفراً «مكعَّباً»، ثم أن القلق يكاد يأكلها خوفاً من الرد الإيراني الحتمي على غدرها في مطار T4 في سوريا وقتل سبعة إيرانيين، خصوصاً بعد كلام السيد نصرالله أن ما بعد «تي فور» ليس كما قبله، ولهذا تتوعد وتهدد وتهول تل أبيب وتحلق يومياً عدة مرات فوق سماء لبنان منتهكةً سيادته وسط صمت مُطبِق من جواري بني سعود أصحاب شعار «لبنان أولاً» وبالأخص من سعد الحريري المشغول هذه الأيام بالحد من خسائره النيابية في بيروت وعدة مناطق حساسة لدرجة أن «أوباشه» تعدوا بالضرب على عدة مرشحين ولدرجة استعماله كل «مجامع الحلاوة» وكل الوسائل حتى التحريض الطائفي والمذهبي من أجل أن يرضى عنه الناس ويمر القطوع على خير قبل أن تنفجر قنبلة موظفي «سعودي أوجيه» وغيرها في وجهه كما اتضح من خلال جولة عمته الانتخابية في صيدا والجوار.
لقد بلغ اليأس لدى تيار الخرزة الزرقاء درجة أن نهاد المشنوق بعد إلإطلاق الغامض المشبوه للممثل زياد عيتاني المتهم بالعمالة والذي يُستخدَم حالياً للتصويب على المقاومة، بدأ يخوِّف البيارتة من أن تتحول مدينتهم إلى حسينية!
مسكين هذا المشنوق ليكو وين بعدو! يبدو أنه لم يقرأ المذكَّرة بعد، ففي بيروت حسينيات من زمااااان. وماذا كان يتوقع المشنوق أن يبني مراقص يونانية كالتي يرتادها في رحلات استجمامه؟ بئس هكذا مسخ وطن فيه وحوش سياسة زاولوا مهنة «الوحشنة».
وقد بات واضحاً أن خيبة الأمل بعد فشل العدوان على سوريا، مرتسمة على وجوه بقايا الصغار في 14 آذار الذين لم تتمكن السعودية من شد عضدهم على مايبدو، لذلك فإنَّ أملهم الوحيد هو التحريض والنحيب والإستنجاد بالأدوات الرخيصة.
وبما أن الشيء بالشيء يُذْكَر هذه الدولة الفاشلة تتحمل نتيجة عدم تصويت المغتربين في الانتخابات وبالأخص تقع المسؤولية على باسيل والمشنوق. فالأول غارق في التطبيع مع العدو ولا يبالي حتى بتصحيح مواقفه مما يعني أنها ليست زلات لسان، مثل إصدار وزارة الخارجية اللبنانية خارطة حول توزيع أقلام الاقتراع في الخارج يظهر فيها اسم إسرائيل بدلاً من فلسطين وهذه ليست غلطة مطبعية. فباسيل يطمح إلى وراثة دور بشير الجميل الذي صرح مرة أنه من قديسي هذا الشرق وشياطينه معاً (ما هذه العبقرية الفينيئية؟)، لذلك يتحرك باسيل بين القرى المسيحية في الجنوب نابشاً الفِرقة الطائفية والفتنة ومشيداً هو وفريقه بالعملاء المجرمين اللحديين. لقد كان باسيل يوماً ما وزيراً وطنياً عندما طرد إسرائيل من مؤتمر للإتصالات لكنه أراد تقليد السيء الذكر فأصابه ما أصاب الغراب.
السلطة الفاسدة أحبطت آمال المغتربين قبل أن يقترعوا بسبب تركها وإهمالها لأسئلتهم المهمة وقلقهم من قوانين أميركا وأوروبا المتعلقة بوضع المقاومة على لائحة الإرهاب. ومحلياً قام بعض نشطاء الجالية بعقد ندوات ومنتديات لمعالجة هذا الموضوع وبعثوا برسائل للدولة لكن الدولة مشغولة لم ترد ربما لأنها لا تعرف الجواب لذلك فالمغتربون ليسوا بحاجة لمسخ وطن يأخذ منهم ولا يعطي. أهذا بلد سوي وراتب النائب فيه هو الأعلى في العالم؟ بلد قائم على الشحادة لكنه يدفع نصف مليار دولار لمحكمة دولية كاذبة حقيرة ثم لا يقبل أن يدعم القروض السكنية للفقراء ومتوسطي الدخل –بل يدعم الأغنياء ليتملكوا أكثر؟ أهذا بلد يسافر فيه الشحاذون من الحكومة إلى مؤتمر باريس–4 بطائرات خاصة وفِي رحلات درجة أولى بينما يصل المُديِّنون لهذا البلد التعيس بطائرات تجارية وفِي درجات سياحية؟ رئيس برازيل السابق وُضع في السجن بسبب رشوة شقة ورئيس وزراء العدو «تختخ» في الحبس بسبب الفساد وربما يلحقه نتنياهو بينما عندنا تخطى الدَّيْن 80 مليار دولار وبقيت البنية التحتية كعصر «فرَد فلينستون» الحجري لدرجة أن جسر الكولا بدأ يهرهر ويكاد يسقط على رؤوس الناس، عدا عن عدم وجود ماء ولا كهرباء ولا ضمان شيخوخة ولا شبكة أمان إجتماعي ولا مدارس عامة مجانية بل شبكة أمان مالي للنواب والرؤساء فقط لهم ولأولادهم ولأولاد أولادهم! وبعد ذلك يأتيك من هم في الحكم منذ ثلاثين عاماً ليعرضوا عليك برنامجهم الانتخابي وكأنهم في الحكم من العصر فقط!
لكن لا طائل من هذا الكلام فليس لدى الناس خيارات وبدائل وإذا وُجدت هذه البدائل، مثل شارل نحَّاس مثلاً، فلا حظ لها بين الحيتان!
قلت لي انتخابات، ما هيك؟ تنتخبوا بالأفراح.
Leave a Reply