صنعاء – طغى المشهد الدموي على أحداث الأسبوع الماضي في اليمن حيث امتدت الاشتباكات الضارية في صنعاء بين قوات الامن الموالية للرئيس علي عبد الله صالح وأنصار زعيم قبيلة “حاشد” الشيخ صادق الاحمر، الأمر الذي دفع بعض المواقف الاقليمية والدولية الى التلويح بساعة الحسم، الامر الذي ظهر جليا في تصريح مسؤول يمني حكومي تحدّث عن امكانية توقيع صالح على المبادرة الخليجية التي تحفظ الانتقال السلمي للسلطة وتنحي الرئيس بعد شهر على التوقيع. وأمام هذا المشهد يبدو في الأفق اليمني التوجه الصريح للجوء الى العنف والانحدار في دوامة عنف لا يمكن حصر عواقبها.وفيما اسفرت الاشتباكات بين الطرفين في العاصمة خلال الأسبوع الماضي مقتل وجرح المئات وواجه المتظاهرون المعارضون للنظام في تعز الجنوبية قمع القوات الامنية، قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما أوفد أكبر مستشار له في مكافحة الإرهاب جون برينان إلى كل من السعودية والإمارات لبحث الوضع المتدهور في اليمن. وأضاف “ندين بشدة الاشتباكات التي وقعت مؤخرا في صنعاء والاستخدام المؤسف للعنف من قبل الحكومة ضد المتظاهرين المسالمين في تعز”. وأشار البيت الأبيض الى ان “هذه الأحداث المأساوية تؤكد الحاجة إلى أن يوقع الرئيس صالح اقتراح نقل السلطة الذي توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي وأن يبدأ نقل السلطة على الفور”.ولم ينجح مجلس التعاون الخليجي إلى الآن في إقناع صالح بالرحيل لكن البيت الأبيض حث المجلس على المحاولة. وقال في بيان “هذه أفضل طريقة لتجنب إراقة مزيد من الدماء وللشعب اليمني كي يحقق تطلعاته للسلام والإصلاح والرخاء”.وقال مسوؤل اميركي في السعودية ان برينان غادر المملكة لإجراء المزيد من المحادثات بشأن اليمن في الإمارات. ومن المتوقع ان يسعى إلى الحصول على عون قادة البلدين في الضغط على صالح كي يقبل اتفاق التنحي.كذلك، قالت الكويت إنها أجلت دبلوماسييها من اليمن، كما علقت قطر معظم عملياتها هناك، فيما اغلقت ايطاليا بعثتها مشيرة الى تهديدات ضد السفارات الغربية.في المقابل، أكد مصدر مسؤول باسم الحكومة اليمنية استعداد اليمن لاستكمال التوقيع على المبادرة الخليجية التي وقع عليها حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في حينه و”تأجل توقيعها من قبل رئيس الجمهورية نتيجة رفض أحزاب اللقاء المشترك حضور مراسم التوقيع في القصر الجمهوري” بحسب المصدر. وأضاف في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) “أن موعد التوقيع سيتحدد قريبا بناء على التشاور والتنسيق القائم بين الجمهورية اليمنية وأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي”.ودفعت التطورات الأمنية خلال الأسبوع الماضي البلاد الى حافة حرب أهلية حيث احتشد آلاف المقاتلين القبليين على مشارف صنعاء لدخولها ومساندة مناصري الاحمر.وقال المتحدث باسم قبائل “حاشد” عبد القوي القيسي ان الاسلحة التي حصلت عليها السلطات اليمنية من الولايات المتحدة لمحاربة الارهاب تستخدم الآن ضد المدنيين، فيما اتهم مكتب الشيخ الاحمر صالح “بتدمير حي الحصبة (الذي يقطنه الأحمر) بمن فيه”.وفي تعز، قام جنود من الجيش اليمني وقوات الأمن بعملية عسكرية حيث فتحت النيران على المتظاهرين المطالبين باستقالة الرئيس اليمني. وقتل عشرات المتظاهرين في المدينة خلال الأسبوع الماضي حيث استخدمت قوات الأمن العنف لتفريق المتظاهرين في ميدان الحرية.
Leave a Reply