واشنطن – أكدت واشنطن، الأسبوع الماضي، مقتل الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة”، أبو يحيى الليبي، بضربة جوية نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) بطائرة دون طيار على الأراضي الباكستانية، ليبق أمام الولايات المتحدة زعيم “التنظيم” الحالي، أيمن الظواهري، لاجتثاث قيادات التنظيم المسؤول عن هجمات “١١ أيلول” حسب محلل الأمن القومي في شبكة “سي أن أن”، بيتر بيرغن، وهو مؤلف كتاب “المطاردة: عشر سنوات من البحث عن بن لادن من 9/11 إلى أبوت أباد”، فأنه جرى تصفية 15 من أبرز قيادات التنظيم بغارات جوية لطائرات بدون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات، تحت إدارة الرئيس الحالي، باراك أوباما، وفق إحصائية “مؤسسة أميركا الجديدة” التي يرأسها بيرغن.
ويعتبر مراقبون أن الإعلان عن مقتل الليبي سيصب في مصلحة حملة الرئيس أوباما الانتخابية، مع العلم أنه أثناء رئاسة الرئيس السابق جورج بوش، قتل 16 من قيادات “القاعدة” في باكستان في هجمات مشابهة.
وجاء مقتل الليبي، في غارة نفذتها طائرة أميركية بدون طيار، الاثنين الماضي، بمنطقة القبائل الباكستانية، قرب الحدود مع أفغانستان، والتي تشهد نشاطاً ملحوظاً لمسلحي “القاعدة” وحركة طالبان.
ورغم غضب الحكومة الباكستانية أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا خلال زيارته للهند أن الولايات المتحدة ستواصل شن تلك الغارات، موضحاً “سنستمر في الدفاع عن أنفسنا… فالأمر لا يتعلق فقط بسيادة باكستان بل بسيادتنا نحن أيضا”.
وأوضح مسؤولون أمريكيون بارزون في مجال مكافحة الإرهاب، وعلى حد قول بيرغن، لم يتبق أمام واشنطن سوى قيادي واحد، وهو زعيم التنظيم الحالي، الظواهري، الجراح المصري الذي تولى زعامة الحركة بعد مقتل أسامه بن لادن، في عملية نفذتها عناصر أمريكية خاصة في منطقة أبوت أباد الباكستانية في أيار (مايو) العام الماضي. وتنتظر الظواهري، حسب بيرغن، مهمة بالغة الصعوبة في تطبيق “المهمة الرئيسية للقاعدة” المتمثلة في مهاجمة الولايات المتحدة، فالتنظيم لم ينجح في شن أي هجمات كبرى منذ سنوات، وكانت آخر عملياته الكبيرة مهاجمة شبكة المواصلات في العاصمة البريطانية، لندن، في 7 تموز (يوليو) عام 2005، حسب الادعاءات الغربية.
Leave a Reply