التقى ممثلون عن الجالية اليمنية في منطقة ديترويت ظهر السادس من آذار (مارس) الماضي بمسؤولين فدراليين من وزارتي العدل والخارجية إضافة الى ممثلين عن الأجهزة الأمنية لتباحث بعض الشكاوى العالقة وسبل تعزيز التعاون والتفاهم بين الجالية اليمنية والسلطات الفدرالية، وذلك في مسعى لإقامة اجتماعات دورية من هذا النوع على نسق منتدى «بريدجز» الذي أطلق بعد أحداث ١١ أيلول (سبتمبر) لاحتواء تدهور العلاقات بين الحكومة الفدرالية من جهة والعرب والمسلمين في منطقة ديترويت من جهة أخرى، على خلفية الإعتداءات الإرهابية التي طالت نيويورك وواشنطن وما تبعها من ردود أفعال.
باربرا ماكويد تتوسط مسؤولين في الهيئة اليمنية، خلال الإجتماع بمقر «نايا» في ديربورن. |
ومقابل ١٨ مسؤولاً حكومياً، جلس عددٌ مماثلٌ من ممثلي الجالية اليمنية، تشكّل من رجال الأعمال وممثلي المؤسسات الذين حضروا الى مقر «الجمعية الوطنية اليمنية الأميركية» (نايا) بمدينة ديربورن، حيث عقد الإجتماع.
افتتح اللقاء عبدالحكيم السادة رئيس «الهيئة اليمنية الأميركية لمكافحة التمييز» وهي الجهة المنظمة للاجتماع الذي وصفه بـ«المهم جداً لمساعي معالجة قضايا وهموم الجالية». وبدوره شكر الناشط اليمني البارز، علي بلعيد المكلاني، الذي يتولى منصب مساعد رئيس الهيئة الجديدة، والتي تسعى الى توفير طاولة حوار مباشر مع السلطات الفدرالية، تراعي الخصوصية اليمنية.
كما أشاد كل من السادة وبلعيد بالتقدم الإيجابي على مستوى التعاون بين الجالية ومكتب الإدعاء العام الفدرالي في شرق ميشيغن بقيادة باربرا ماكويد، التي تم تكريمها في ختام الإجتماع «تقديراً لجهودها في مساعدة وخدمة الجالية والمواطن الأميركي في شرقي ميشيغن».
ومن جانبها، رحبت ماكويد بدعوة «الهيئة» لهذا اللقاء مؤكدة اهتمام الجهات المختصة بكل القضايا ذات الصلة بالجالية اليمنية، وقد أعلنت «الهىئة» أنه سيتم عقد اللقاء المقبل مع الجانب الفدرالي بعد ٦٠ يوماً.
وفي ظل وجود لقاء «بريدجز» الذي تتحاور فيه الجالية العربية مع السلطات الفدرالية، يرى كثيرون أن لا ضرورة لإقامة طاولة يمنية-فدرالية، سيما وأن الهموم هي ذاتها، حيث تمحورت الشكاوى حول معاناة اليمنيين في المطارات والمعابر البرية ومشاكل الحصول على الجنسية وغير ذلك من الهواجس الأمنية… غير أن المدافعين عن هذا اللقاء يرون أن هناك قضايا خاصة باليمنيين مثل قضية سحب جوازات السفر من بعضهم من خلال السفارة الأميركية في صنعاء، إضافة الى شؤون أخرى لا تلقى نفس الاهتمام لدى باقي مكونات الجالية العربية.
ويقول بلعيد إن الهيئة تشكر كل من يهتم بمتابعة قضايا اليمنيين الأميركيين «نحن لا نطلب أكثر من العدالة والمساواة بالحقوق كوننا جميعاً مواطنين أميركيين».
من الجانب الحكومي، تحدث ممثلون عن دوائر الهجرة والتجنس والجوازات والشرطة الفدرالية (أف بي آي) وشرطة الحدود والجمارك. وأكد ممثل دائرة الهجرة والتجنس على معالجة 500 ملف «والعمل مستمر لمعالجة بقية القضايا العالقة».
وكشف المدير الإقليمي لمصلحة الجوازات الأميركية، والذي حضر من مدينة شيكاغو للمشاركة في اللقاء، أنه تم إعادة «عدد» من الجوازات التي سحبت والبعض الآخر صرفت لـهم وثائق سـفر للعودة الى أميركا والعمل جارٍ لمعالجة ما تبقى من الجوازات.
«بريدجيز» بنظام جديد
والجدير بالذكر أن منتدى «بريدجز» الذي ترأّس جانبه العربي، مدير «أي دي سي-ميشيغن» السابق عماد حمد، وضع في ١٢ شباط (فبراير) الماضي نظاماً داخلياً جديداً يشمل ٢١ ممثلاً عن مؤسسات الجالية العربية، وقد انتخب هؤلاء المحامي علي حمود رئيساً للمنظمة، والدكتور يحيى الباشا «رئيساً مقبلاً»، وفق القانون الداخلي الجديد، بحيث يتسلم «الرئيس المقبل» مهام الرئيس الحالي بمرور عام من تاريخ الانتخاب، وحينها يتم اختيار «رئيس مقبل» جديد.
ويشغل حمود حالياً منصب نائب رئيس اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك)، أما الدكتور الباشا فهو صاحب مختبرات «باشا» للتشخيص الطبي.
وقال علي حمود في بيان أصدره بعد جلسة الإنتخاب التي حضرها ١٣ ممثلاً عن المنظمة العربية الأميركية في منطقة ديترويت إنه -والدكتور الباشا- يثمنان «ثقتكم بنا ونؤكد لكم أننا مستعدون للمضي قدما وبدء فصل جديد مع «بريدجز».. دعونا جميعاً نعمل معاً لتحقيق الغايات والأهداف التي أنشئت من أجلها هذه المنظمة قبل ١٣ عاماً».
وقد عقد مؤخراً لقاء تحضيري مع مسؤولين فدراليين، تم خلاله شرح النظام الداخلي الجديد لـ«بريدجز»، والتحضير للقاء مع رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، سيقام في ٢٦ آذار (مارس) الجاري.
Leave a Reply