واشنطن – أثارت التهديدات الكورية الشمالية المتصاعدة ضد جارتها الجنوبية والولايات المتحدة العديد من التساؤلات حول طبيعة تصعيد بيونغ يانغ المفاجئ وعما إذا كان مجرد حرب كلامية أو تهديد فعلي قد يصل إلى إعادة إشعال نار حرب هدأت 60 عاماً وصولاً الى حرب نووية لوحت بها كوريا الشمالية بوضوح الأربعاء الماضي.
فقد أعلن الجيش الكوري الشمالي أنه حصل على موافقة نهائية لشن ضربات «لا هوادة فيها» على الولايات المتحدة تشمل استخدام الأسلحة النووية «المتطورة»، وذلك بعد ساعات من إعلان واشنطن أنها ستنشر بطارية مضادة للصواريخ في جزيرة غوام.
وذكر الجيش، في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية، أنه يبلغ واشنطن رسميا أن التهديدات الأميركية يمكن أن «تسحق بوسائل ضاربة نووية متطورة أصغر وأخف ومتنوعة»، وأن «العملية التي لا رحمة فيها للقوات المسلحة الثورية تمت دراستها بصورة نهائية والمصادقة عليها».
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن واشنطن ستنشر «في الأسابيع المقبلة» بطارية مضادة للصواريخ في جزيرة غوام حيث تملك الولايات المتحدة قاعدة عسكرية كبيرة، وذلك في مواجهة التهديدات الكورية الشمالية.
البيت الأبيض دعا بكين وموسكو الى بذل جهد اكبر لاحتواء بيونغ يانغ، معتبرا أن اعلان كوريا الشمالية عزمها على اعادة تشغيل مفاعل يونغبيون هو «مؤشر اضافي» الى أن بيونغ يانغ «تنتهك التزاماتها الدولية». وقال المتحدث جاي كارني في مؤتمره الصحافي اليومي «الجميع يعلمون أن للصين تأثيراً على كوريا الشمالية». وأضاف «سبق ان حضينا، ونحض اليوم أيضاً الصين على استخدام هذا التأثير في محاولة للتحرك حيال سلوك كوريا الشمالية. وهذا ينطبق أيضاً على الروس».
وكوريا الشمالية التي باتت قوة نووية منذ قيامها بأول تجربة لها في العام 2006، كانت وافقت في 2007 على تعليق نشاطاتها الذرية لقاء الحصول على مساعدة اقتصادية وضمانات أمنية. ومؤخراً أعلنت بيونغ يانغ أنها تحولت الى حالة الحرب مع جارتها الجنوبية كما لوحت باستهداف أراض أميركية في المحيط الهادئ بينها جزر هاواي وغوام.
وقد أعلنت واشنطن إنها تأخذ تهديدات كوريا الشمالية على محمل الجد مؤكدة استعدادها «للدفاع عن النفس» وعن حليفتها كوريا الجنوبية حسب قول وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في مؤتمر صحفي مع نظيره الكوري الجنوبي، يون بيونغ سي، في سيول. ووصف كيري التلميحات الأخيرة الصادرة عن كوريا الشمالية «بغير المقبولة».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إن الأزمة في شبه الجزيرة الكورية «تجاوزت الحد» ودعا إلى محادثات عاجلة مع كوريا الشمالية.
وفي إطار قرع طبول الحرب المتبادل، أرسلت الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز الشبح «أف-22» لكوريا الجنوبية للانضمام الى مناورات عسكرية تهدف الى تأكيد التزامها بالدفاع عن سيول في مواجهة حملة تهديدات متصاعدة من جانب كوريا الشمالية. وقال «البنتاغون» إن كوريا الشمالية «لن تحقق شيئا بتهديداتها أو استفزازاتها التي لن تؤدي إلا الى زيادة عزلة كوريا الشمالية وتقويض الجهود الدولية لضمان السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا».
ومن جانبه، أعرب نائب وزير الخارجية الروسية إيغور مورغولوف عن قلق بلاده من الوضع «القابل للانفجار» في شبه الجزيرة الكورية.
وقال مورغولوف في تصريحات نقلتها وكالة «انترفاكس» إن «ما يجري يثير بلا شك قلق روسيا لانه وضع قابل للانفجار قرب حدودنا في اقصى الشرق» داعياً «كل الاطراف الى الامتناع عن أي إعلان أو عمل يمكن أن يؤدي الى تفاقم الوضع». وأضاف «لا اعتقد ان اي طرف سيتعمد القيام بأي تحرك يؤدي الى اندلاع الحرب. لكن الوضع الحالي متوتر جداً ويكفي خطأ بشري عادي ليصبح الوضع خارج السيطرة».
Leave a Reply