ديترويت – بعد مرور ثلاث سنوات على صدور الحكم ضده في قضيته أثارت ضجة عالمية، طالب طبيب أمراض السرطان السابق، فريد فتّا، المحكمة الفدرالية في ديترويت بإلغاء الحكم وإعادة محاكمته، بدعوى أنه تعرض للضغط من قبل محاميه لتقديم اعترافاته بجرائم «لم يرتكبها»، وفق طلب رسمي رفعه للمحكمة، الاثنين الماضي.
وكان فتّا الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة ٤٥ سنة، قد أدين في العام ٢٠١٤ بخداع مئات المرضى وإيهامهم بأنهم مصابون بمرض السرطان من أجل علاجهم، كما كان يخضع بعضهم لعلاجات مبالغ فيها بهدف تحقيق الأرباح، وفقاً للادعاء العام الفدرالي.
وقال الطبيب، اللبناني الأصل، إن محاميه أقنعه بأنه كان سيخسر المحاكمة في حال إجرائها أمام هيئة محلفين، وبالتالي كان من الأفضل له أن يعترف كي لا تكون عقوبته السجن المؤبد.
وأضاف فتّا أن محاميه أوهمه بأنه سيخسر، وأن اعترافه قد يخفّض الحكم ضده إلى السجن لمدة ٢٠ سنة، بدلاً من قضاء بقية حياته في سجن فدرالي.
وكتب فتّا في رسالة خطية للقاضي: «اعترافاتي بالذنب لم تكن نتيجة شعور حقيقي بالذنب»، مؤكداً أنه «منذ اليوم الأول حتى الآن، وأنا متمسك بكل ثبات ببراءتي».
من جانبه، نفى محامي فتّا السابق، كريستوفر أندريوف، مزاعم موكله قائلاً إن الدكتور فتّا اعترف بجميع التهم التي أدين بها، «طوعياً وبكامل علمه» بالعواقب.
وأكد أندريوف لصحيفة «ديترويت فري برس»، أنه لم يضغط على فتّا للاعتراف «أبداً»، لافتاً إلى أنه كان قد بدأ بالتحضير للمحاكمة في آب (أغسطس) ٢٠١٤، في حين أدلى الطبيب المتهم باعترافاته في الشهر التالي.
ويذكر أنه في جلسة النطق بالحكم في ٢٠١٥، قال فتّا معترفاً: «لقد أسأت استخدام مواهبي… بسبب حب السلطة والجشع»، مقرّاً بأن المال والسلطة سبّب له «التدمير الذاتي» وأنه «يخجل من نفسه» و«يصلّي للغفران».
واعتُقل فتّا في أغسطس 2013 بناء على تحقيقات بدأت ببلاغ من شخص مجهول حول ممارسات احتيالية على نظام الرعاية الصحية في عيادات فتّا ومراكزه الطبية المنتشرة في ميشيغن.
واعترف فتّا بجمع حوالي 17 مليون دولار من الفواتير الاحتيالية وأقر بـ13 تهمة احتيال على نظام الرعاية الصحية، وتهمتين بغسل الأموال، وأخرى بالتآمر لدفع وتلقي عمولات.
ووافق فتّا على مصادرة 17.6 مليون دولار من أمواله وعدد من الأصول التي يمتلكها، وقد تم توزيع تلك الأموال لتعويض الضحايا الذين حدد الادعاء الفدرالي عددهم بـ٥٣٣ شخصاً، فيما حصل مقدم البلاغ الأول حول نشاطات فتّا المشبوهة، على مكافأة بقيمة ١.١ مليون دولار.
أما الطبيب المدان –وهو متزوج وله ثلاثة أبناء– فحُكم عليه بالسجن 45 سنة، ولم تقبل طلباته بالاستئناف حتى الآن.
وتنتظر المحكمة ردّ الادعاء العام الفدرالي على طلب فتّا، لإعلان موقفها من القضية.
Leave a Reply