الخرطوم – في حين تقف عوائق عديدة أمام تقدم المفاوضات المنبثقة عن اتفاقية السلام التي وقعت في العام 2005 بين شمال السودان وجنوبه، أدى إعلان حكومة الخرطوم الأحد الماضي، انها تدرس اقتراح تأجيل الاستفتاء حول انفصال جنوب البلاد، المقرر أصلا في كانون الثاني (يناير) المقبل، إلى زيادة التوتر بين الجانبين، ما أثار التساؤلات حول مصير هذه المفاوضات، ومستقبل السودان واستقراره.
وتتهم قيادات الجنوب السوداني، حكومة الخرطوم وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، بزعامة الرئيس عمر البشير، “باختلاق العراقيل لتأجيل الاستفتاء”، حيث حذر كبير المفاوضين والأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم من “أن الحرب التي قتلت أكثر من مليون سوداني قد تتجدد إذا تجرأت الخرطوم على تأجيل الاستفتاء المقرر في 9 كانون الثاني 2011”، فيما يؤكد الجندي في الجيش الجنوبي مابيور أشيك “أنه من الواضح أن جميع الجنوبيين هنا يريدون الانفصال. كل ما أعرفه هو أنه كانت لدينا حرب، وأنه من الممكن أن نحارب مرة أخرى لإجراء الاستفتاء لأن حزب المؤتمر الوطني لا يريد أن يتم ذلك”.
وكان رئيس اللجنة المكلفة تنظيم الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان محمد إبراهيم خليل أعلن مؤخرا انه تم تجاوز مواعيد الإجراءات المحددة في القانون لإعلان لائحة الناخبين. ولم تبدأ اللجنة بعد تسجيل الناخبين بينما يقضي القانون بإعداد لائحة مبدئية للناخبين ومنح مهلة شهرين للطعون عليها. ويفترض أن تعلن اللائحة النهائية قبل ثلاثة أشهر على الأقل من موعد الاستفتاء، أي انه يتعين إعداد اللائحة المبدئية قبل خمسة أشهر من الاقتراع.
وفي تفاصيل المفاوضات التي تجري الآن، يركز الجانبان على التوصل إلى اتفاق حول عدد من الأمور العالقة وهي: في الاقتصاد، يجري العمل على اتفاق حول تقاسم النفط والموارد الطبيعية الأخرى، بالإضافة إلى العملة والديون الخارجية. وفي الأمن، يجري العمل على استحداث وتطوير وحدات مسلحة مشتركة، وعلى تطوير مركز الاستخبارات الوطني والأجهزة الأمنية. كما تتم مناقشة حقوق الملكية الفردية والخدمات العامة، بالإضافة إلى عضوية الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
يذكر أنه في العام 2005، دعا اتفاق السلام الذي أنهى أربعة عقود من الحروب المتواصلة بين شمال السودان وجنوبه، إلى إجراء استفتاء في الجنوب حول مسألة الانفصال عن الشمال. كما طالب الاتفاق بإجراء استفتاء مستقل لمواطني آبيي، وهي منطقة غنية بالنفط تقع على الحدود بين الشمال والجنوب، وكانت مركزا للاشتباكات بين الجيشين الشمالي والجنوبي في العام 2008.
Leave a Reply