واشنطن – قررت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) طرد 21 عسكرياً سعودياً يتدربون في قواعد أميركية، بعد اكتشاف مواد إباحية للأطفال في حوزتهم، بالإضافة إلى محتويات متطرفة، وذلك في ختام تحقيقاتها في حادث إطلاق النار الذي وقع في قاعدة بينساكولا الجوية في ولاية فلوريدا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وقالت إنه كان عملاً إرهابياً.
وأوضح وزير العدل الأميركي ويليام بار في مؤتمر صحافي أن منفذ الهجوم محمد سعيد الشمراني (21 عاماً) كان مدفوعاً بالأيديولوجية الإرهابية.
وأضاف أن المجند السعودي الذي قتل 3 جنود أميركيين في الهجوم الإرهابي كتب في رسالة على الإنترنت، في ذكرى هجمات «11 سبتمبر» العام الماضي: «بدأ العد العكسي»، مشيراً إلى أنه توجه إلى نيويورك خلال عطلة عيد الشكر حيث زار النصب التذكاري لضحايا الاعتداءات.
وقال بار إن الشمري «نشر رسائل إرهابية وأخرى معادية لأميركا ولإسرائيل» على مواقع التواصل الاجتماعي قبل ساعتين من الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.
وأشار إلى أن التحقيقات لم تتوصل إلى وجود شخص آخر متورط في الهجوم أو مصدر إلهام له، مع أن المهاجم محمد الشمراني كان متأثراً بأفكار أنور العولقي الذي قتل في غارة أميركية في اليمن، بحسب التحقيقات.
وأوضحت المتحدثة باسم «البنتاغون»، أليسا فرح، إن التحقيقات أظهرت حيازة العسكريين السعوديين لمواد إباحية لقُصر، وقيامهم بنشر محتويات متطرفة وجهادية وأخرى مناهضة للولايات المتحدة على حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أن التحقيقات أثبتت قيام المتدربين السعوديين بنشاطات تثير قلق الولايات المتحدة الأميركية.
وأكدت أن السلطات الأميركية أبلغت السعودية بنتائج التحقيقات، وأن سفارة الرياض تعاونت في إخراج العسكريين المذكورين من أراضي الولايات المتحدة.
وأوضح بار أن «17 من الضباط السعوديين كان لديهم محتوى جهادي أو معاد لأميركا على مواقع التواصل الاجتماعي».
وتابع: «لكن لم يكن هناك أي دليل على أي انتماء أو تورط في أي نشاط إرهابي أو مجموعة إرهابية».
وقال إن «15 فرداً (بما في ذلك بعض من الـ17 الذين ذكروا) كان لديهم نوع مع المواد الإباحية للأطفال»، مضيفاً «بينما كان لدى أحد هؤلاء الأفراد عدداً كبيراً من هذا النوع من الصور، فيما كان لدى البقية صورة واحدة أو صورتان، وفي معظم الحالات تم نشرها في غرفة دردشة عبر شخص آخر أو تم تلقيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
وقال إن المتدربين لن يواجهوا تهماً في الولايات المتحدة، وأن منعهم من المشاركة في التدريبات تم بعد التوصل إلى أن تصرفاتهم لا تليق بسلوك الضباط، مشيراً إلى أن الرياض ستراجع ملفات هؤلاء وستتعامل معهم.
وقال نائب رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، ديفيد بوديش، «أجرينا تحقيقاً مع 500 شخص من زملاء المهاجم السعودي»، مشيراً إلى عدم وجود أي أدلة على متعاونين أو متورطين آخرين في الحادث.
وكان الشمراني في تدريب على «المبيعات العسكرية الخارجية للقوات الجوية الأميركية» لمدة ثلاث سنوات، بدأها في 2017. وكان مقررا أن ينتهي مهمته في آب (أغسطس) 2020، بحسب المتحدث باسم «البنتاغون» ديفيد إيستبورن.
ويشارك 5,181 طالباً من 153 دولة، من بينهم 852 سعودياً، في تدريبات في مجال التعاون الأمني في الولايات المتحدة، بحسب ما كشفه إيستبورن.
Leave a Reply