شهد «المجمع الإسلامي الثقافي» في ديربورن أمسية توقيع النسخة العربية من كتاب «الطاقة في الإسلام» للبروفسور العربي الأميركي طلال طرفة الذي سبق وأن نشر النسخة الأولى باللغة الإنكليزية العام الماضي. حضر الحفل حشد كبير من علماء، مشايخ وأبناء الجالية. وسبق لطرفة (٧٢ عاماً) أن أصدر كتابين قبل هذا الكتاب وهما «الصبر في الإسلام» و«الوحدة في الإسلام تأملات وبصائر». يضاف إلى ذلك في آب (أغسطس) من العام 2000 تم إختيار طرفة واحداً من قادة العالم المئتين من قبل الأمم المتحدة للمشاركة في القمة الألفية للسلام العالمي، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من المحاضرات والخطابات والمحافل الدولية.
طرفة متحدثاً أمام الحضور |
أما كتاب «الطاقة في الإسلام» فقد تناول معضلة الطاقة مقسماً إياها بعد تعريف مفهومها إلى أنواع مثل: الطاقة السلبية، الإيجابية، العاطفية، النووية وغيرها، رابطاً تلك النظرية بالإسلام في الفصل الثالث من الكتاب تحت عنوان تطبيق أشكال الطاقة في الإسلام. كما حمل الكتاب العديد من الأمثلة للطاقة من القرآن الكريم وفلسفة الطاقة في الإسلام. فكان الكتاب قد ربط مابين النظريات العلمية المادية وبين الفلسفة الإسلامية للطاقة وتأثير العبادات على طاقة الإنسان.
وفي حفل التوقيع الذي أقيم السبت الماضي ألقى الشيخ حسن القزويني كلمة في هذه المناسبة إستهلها بالترحيب بالحضور قائلاً «أود أن أوجه التحية إلى صاحب السماحة الشيخ عبد اللطيف بري على إقامته هذا الإحتفال تكريماً لأخ عزيز ومفكر كبير هو الحاج طلال طرفة الذي يستحق كل تقدير»، ثم تابع القزويني بالدعوة لتكريم طرفة من قبل المراكز الأخرى قائلاً «وأنا أدعو المراكز الإسلامية كافة إلى تكريم هذا الرجل الفاضل الذي قام بخدمة الجالية على مدار 40 سنة وقام أيضاً بخدمة دينه من خلال الكتب القيمة التي ألّفها لاسيما باللغة الإنكليزية لتعريف الجمهور الأميركي بالدين الإسلامي، ونحن نعرف كيف أصبح الإسلام في هذه الأيام موضع إتهام من قبل الآخرين الذين يصفونه بالإرهاب والتخلف والعنف، وكم نحن بحاجة لأصوات كصوت الدكتور طرفة لتدافع عن هذا الدين وتصحح المفاهيم الخاطئة التي تعشش في أذهان غير المسلمين عن هذا الدين».
بدوره تحدث طرفة مقدماً الشكر لكل من ساهم في طبع ونشر هذا الكتاب، كما شكر المرجع الديني عبداللطيف بري على المساهمة الكبيرة التي قدمها له أثناء بحثه ودعمه في زيادة مفهومه حول الإسلام. كما نوه طرفة عن توفر الكتاب في الشرق الأوسط بواسطة دارين للنشر في لبنان ومصر.
وتحدث طرفة عن العناوين الرئيسية التي تناولها الكتاب مشدداً على عناوين تجلي الطاقة في الإسلام عند النبي محمد (ص) والإمام علي بن أبي طالب (ع)، منوهاً على ضرورة إستغلال الطاقة الموجودة في الجالية من أجل النهوض الإيجابي وتلك الطاقة المتمثلة بقادة الجالية وعلمائها.
كما ألقى المرجع بري كلمة تحدث فيها عن المرة الأولى التي إجتمع فيها بطرفة حيث قال إنه قبل سنوات بعيدة إجتمع بشاب من شباب الجالية كان لا يتكلم اللغة العربية، إلا أنه يقرأ آيات القرآن الكريم بشكل جيد وأتذكر حينها أنه قرأ الآية التالية «هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب» وهي آية منهجية في فهم القرآن الكريم.. إستمعت له وأعجبت بذاك الشاب الذي يحفظ هذه الآيات بدقة ويحدد موقعها في القرآن الكريم بدقة ومن هنا تمددت علاقتي مع هذا الشاب، وأخيراً إكتشفت أنه البروفسور طلال طرفة، وتطورت العلاقة منذ ذلك الوقت بيني وبينه لما وجدت فيه من قدرات وإبدعات رائعة.. ولما نشر كتابه «الصبر في الإسلام» إستمتعت بقراءة ذلك الكتاب».
واعتبر بري أن في هذا الكتاب توليفة رائعة وكشف جديد في عالم الطاقة والروح وأن المكتبتين الإسلامية والعصرية بحاجة لمثله، كما تحدث عن وجود العديد من العلماء و الكتاب في الجالية داعياً الجميع إلى المزيد من العطاء من أجل الحصول على ماوصفه «سيمفونية التقدم والتطور ليشرق النور ولتنفق عطرها وعبيرها في أنحاء العالم».
في ختام الحفل تم توزيع نسخ من الكتاب وقعها طرفة للحاضرين.
طرفة أثناء توقيعه لكتابه «الطاقة في الإسلام» |
والجدير بالذكر أن طرفة حالياً يتولى منصب الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «أل أل سي» (الشركة الدولية للحلول الإستراتيجية لزبائن الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وأفريقيا) كما عمل لأكثر من 40 سنة في صناعة السيارات (شركة فورد موتور وشركة جنرال موتور) وشغل مناصب متنوعة، وبالإضافة إلى ذلك يعمل طرفة بروفسوراً في عدة جامعات مثل «جامعة ميشيغن»، «وين ستايت»، و«جامعة ويندسور» في كندا.
وطرفة من مواليد ميشيغن 1940 متزوج من نعمات طرفة ولهما أربعة أبناء: علي، نورمان، روبرت، حسن وابنة واحدة سمر.
Leave a Reply