ديترويت – مع تنامي أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد بوتيرة متصاعدة في مدينة ديترويت، تحولت مقاطعة وين إلى إحدى «البؤر الساخنة» للوباء على المستوى الوطني، لتجذب إليها أنظار المسؤولين الفدراليين المناط بهم التعامل مع الوباء.
وبحلول يوم الخميس الماضي، 26 آذار (مارس)، بلغ إجمالي الإصابات في مقاطعة وين 1,429 حالة بينها 851 في مدينة ديترويت وحدها، فيما توفي 26 شخصاً من سكان المقاطعة بينهم 15 من ديترويت، علماً بأن إجمالي الإصابات في ولاية ميشيغن بأكملها بلغ 2,856 حالة توفي منهم 60 شخصاً.
ووصفت ديبورا بيركس، منسقة فريق العمل الفدرالي للتعامل مع أزمة كورونا، مقاطعة وين –الخميس الماضي– بأنها منطقة «يجب التركيز عليها». وقالت: «نحن قلقون بشأن بعض المقاطعات التي تشهد إصابات أكبر، مثل مقاطعة وين بولاية ميشيغن، ومقاطعة كوك بولاية إيلينوي».
من ناحيتها، قالت جونيه خلدون، الرئيسة الطبية التنفيذية بميشيغن، إن الفقر وانعدام إمكانيات الوصول إلى الغذاء والنقل والسكن الآمن تفاقم أزمة مدينة ديترويت في التعامل مع الوباء، مضيفة: «لقد سمعت قصصاً كثيرة عن أناس يصرفون آخر دولار معهم للوصول إلى متاجر الأغذية، ثم يجدون الرفوف خاوية».
وأضافت: «نعرف الكثير من العائلات التي تعتمد على المدارس لإطعام أطفالها، وهي الآن غير متأكدة من كيفية إطعامهم».
ويقدر عدد سكان ديترويت بحوالي 670 ألف نسمة، أما عدد سكان مقاطعة وين فيناهز 1.8 مليون، ومع ذلك فقد فاق عدد الإصابات والوفيات في المدينة، إجمالي الإصابات والوفيات المسجلة في باقي مدن المقاطعة.
في المقابل، عزا رئيس بلدية ديترويت مايك داغن ارتفاع الإصابات إلى أن الفحوصات أصبحت متاحة بشكل أكبر في المدينة، وفقاً لتعبيره، لافتاً إلى أن «مستشفى هنري فورد» بديترويت وسّع من قدرات مختبراته، وأن «الديترويتيين يتم فحصهم بمعدل أعلى من بقية سكان الولاية».
وأشار داغن إلى أن دائرة شرطة ديترويت التي تضم 2,200 عنصر، أخضعت أكثر من 400 منهم للعزل منذ تفشي الوباء، فيما تأكدت إصابة 25 عنصراً بالفيروس التاجي. وقال هذا يعني بأن الدائرة تعاني من عجز بمقدار 15 بالمئة، مشيراً إلى أن النقص يتم تعويضه من خلال خدمة بعض العناصر لنوبتين متتاليتين، فضلاً عن تراجع ملحوظ في عدد الاتصالات بالشرطة بعد الأمر التنفيذي الذي أصدرته حاكمة الولاية غريتشن ويتمر، والذي يقضي بإلزام جميع سكان ميشيغن بالبقاء في منازلهم للحد من انتشار الفيروس المستجد.
ويعزو بعض المسؤولين طفرة الإصابات بديترويت إلى ارتفاع مستوى الفقر الذي ينجم عنه سوء التغذية، وكذلك تردي الظروف والأحوال الصحية لشرائح واسعة من السكان قبل اندلاع أزمة كورونا. وتعاني آلاف المنازل في المدينة من انقطاع المياه، مما يؤدي إلى تراجع مستويات النظافة التي تعتبر العامل الحاسم في الحد من انتشار الوباء المستفحل.
وخلال الأسبوع الماضي، افتتحت بلدية ديترويت مركزاً ميدانياً لفحص فيروس «كوفيد–19» على أرض معارض الولاية القديم، في شمال المدينة، بقدرة استيعابية تتيح فحص نحو 400 شخص يومياً، بشرط تحديد مواعيد مسبقة بموجب إحالات طبية.
وأدت الوتيرة المتصاعدة للإصابات في ديترويت، إلى تحويل وسطها التجاري إلى منطقة أشباح بعد سنوات من ازدهارها وتحولها إلى مقصد للحياة الليلية والنشاطات الترفيهية لاسيما خلال عطلات نهاية الأسبوع.
Leave a Reply