كشفت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأربعاء الماضي أن انتاج الولايات المتحدة من النفط الخام في تشرين الأول (أكتوبر) سجل أعلى مستوى له لذلك الشهر في 25 عاماً وتجاوز الواردات للمرة الاولى منذ 1995 وهو اتجاه سيستمر في المستقبل المنظور بما بات يعرف بالطفرة النفطية الأميركية التي تتجه لقلب خريطة الطاقة في العالم، بالتزامن مع انقشاع غبار الحرب السورية وحفاظ موسكو على نفوذها في الشرق الأوسط وسلاح الطاقة الإستراتيجي، وهو ما دفع الولايات المتحدة الى استخراج نفطها وغازها.
وأضافت الإدارة الأميركية في تقريرها الشهري لتوقعات الطاقة للأجل القصير ان صافي الواردات البترولية الى الولايات المتحدة سجل أدنى مستوى له منذ 1991 مما يبرز نهضة الطاقة في البلاد والتي تقودها طفرة في انتاج النفط والغاز الصخريين.
وبلغ متوسط انتاج النفط الخام في الولايات المتحدة في تشرين الأول 7,7 مليون برميل يوميا في حين بلغت الواردات 7,6 مليون برميل يوميا. وتتوقع ادارة معلومات الطاقة ان يرتفع انتاج النفط الامريكي الي 8,88 مليون برميل يوميا بحلول كانون الاول (ديسمبر) 2014 وأن يبلغ المتوسط الانتاج في ذلك العام 8,49 مليون برميل يومياً. وتتوقع الولايات المتحدة أيضاً أن تهبط الواردات من النفط الخام إلى 5,8 مليون برميل يوميا بنهاية العام القادم وان يبلغ متوسط الواردات في ذلك العام 6,54 مليون برميل يومياً.
أكبر منتج للنفط فـي 2015
وبدورها قالت وكالة الطاقة الدولية إن الولايات المتحدة ستتفوق على السعودية وروسيا لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم خلال عام 2015 وتقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتقليل اعتمادها على إمدادات دول «أوبك». وذكرت الوكالة في تقرير لها الثلاثاء الماضي أن إنتاج حقول النفط في تكساس ونورث داكوتا سيبدأ في التراجع بحلول 2020 وحينئذ يستعيد الشرق الأوسط هيمنته لاسيما كمورّد لآسيا.
وفي العام الماضي توقعت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الصناعية الكبرى بشأن سياسة الطاقة أن تتقدم الولايات المتحدة على الرياض لتصبح أكبر منتج في عام 2017.
وقال فاتح بيرول كبير اقتصاديي الوكالة في عرضه لتوقعات 2013 إن الوكالة تتوقع الآن أن يحدث هذا التغيير في 2015 .
وصرح في مقابلة مع «رويترز» «نتوقع أن تمر أسواق النفط بمرحلتين. قبل عام 2020 نتوقع أن يرتفع انتاج النفط الصخري الخفيف.. ويمكن أن أطلق عليها طفرة. ومع الزيادة في إنتاج البرازيل من المؤكد أن الطلب على نفط الشرق الأوسط سيقل خلال السنوات القليلة المقبلة».
وتابع «لكن بسبب قاعدة الموارد المحدودة (للنفط الصخري الأميركي) سيستقر الإنتاج ثم ينحسر. وبعد عام 2020 ستكون هناك هيمنة كبيرة لنفط الشرق الأوسط». وقال بيرول «النفط الصخري أنباء سارة جداً للولايات المتحدة والعالم لكن الطلب موجود في آسيا.. الصين أولا ثم تتبعها الهند بعد عام 2020 لذا نحتاج نفط الشرق الأوسط لتلبية نموالطلب في آسيا».
Leave a Reply