ديربورن – خاص «صدى الوطن»
أقام طلاب ثانوية «فوردسون» من العرب الأميركيين احتفالاً تضامنياً مع فلسطينيي غزة على خلفية الأحداث الأخيرة، يوم السبت من الأسبوع الماضي في نادي بنت جبيل في ديربورن. وشهد الاحتفال حضور عدد كبير من عائلات الطلاب وناشطي الجالية العربية في ديربورن إضافة إلى عدد من الطلاب والناشطين المنتسبين إلى «حركة الحقوق المدنية» في ديترويت.وكان اللافت في هذا الاحتفال، أنه جاء بتنظيم طلاب في مقتبل العمر، أخذوا على عاتقهم ترتيب جميع العناصر المرتبطة بهذا الاحتفال، بدءاً من الدعوات والتنظيم وإلقاء الكلمات، وكان عريف الحفل الطالب علي نصر الله، الذي استهل الاحتفال بكلمة مؤثرة استعرض فيها واقع الأحداث الأخيرة على قطاع غزة، ونتائج العدوان الكارثية التي تمخض عنها أكثر من 1300 شهيد، وحوالي 6000 جريح، فضلاً عن تدمير المباني السكنية والمدارس والمستشفيات. وأوضح الطالب نصر الله أن جرائم الاحتلال لن تكون سراً بعد الآن، بل يجب التشهير بها ليعرف العالم أجمع صورة إسرائيل الحقيقية، إسرائيل التي تمارس القتل المنظم ضد الفلسطينيين المدنيين الأبرياء العزّل، لا تفرق بين طفل أو شيخ أو امرأة.وكان الطالب جلال مغنية قد ذكر في كلمته، أنه كعربي أميركي، مثله مثل الكثيرين من أبناء جيله، لم يكن يعرف الكثير عما يجري في منطقة الشرق الأوسط ، وأضاف في السياق نفسه: «قبل أحداث غزة لم أكن أعرف ماذا تعني الكوفية الفلسطينية أو إلى ماذا ترمز، لكنها بعد 27 كانون الأول (ديسمبر) أصبحت رمزاً للفخر والمقاومة». وتحدث مغنية عن صمود الشعب الفلسطيني، رغم الوحشية الإسرائيلية، ولكن «يجب ألا ننسى أن أطفال غزة ما زالوا تحت الحصار» مهيباً بالعالم أجمع أن يهبوا إلى مساعدة ضحايا الحرب..وكان بين المتحدثين في الاحتفال الدكتور عبدالرحمن السيد، أحد خريجي ثانوية فوردسون الذي حصل على منحة دراسية في جامعة ميشيغن، والذي ركز على ضرورة تنظيم الجهود ورص الصفوف، مستشهداً بالآية الكريمة {إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} مؤكداً على طبيعة هذا التضامن الذي يأتي في سياق طبيعي ومقبول، ذلك أن العرب والمسلمين هم أمة واحدة وعائلة واحدة، مستشهداً بالحديث النبوي الشريف «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». وأضاف الدكتور السيد: «إنه علينا كجالية عربية ومسلمة أن نعمل معاً وأن ننظم أنفسنا، انتصاراً لقيم الحق والعدالة والسلام، وإننا نستطيع أن نفعل ذلك، فنحن نشهد التغيير الذي أحدثه الرئيس المنتخب باراك أوباما، ونحن نستطيع أن ننجز التغيير ونغير شروط اللعبة، تماماً كما فعل أوباما». وأنهى السيد حديثه، بأن جمع التبرعات لشعب غزة المنكوب هو أضعف الإيمان ولكنه في الوقت نفسه عمل عظيم، لأنه «من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً».وفي لقاء لـ«صدى الوطن» مع السيدة أميرة قاسم، المشرفة على برنامج تطوير مهارات القيادة عند الطلاب المتفوقين في مدرسة «فوردسون»، أوضحت أن فكرة الاحتفال وجمع التبرعات جاءت بناء على اقتراح الطلاب أنفسهم، وأنها قامت بدعمهم وتشجيعهم من تدخلات واضحة، «فالفكرة فكرتهم.. وهم قادرون على إنجازها». وأضافت: «يجب على أولياء أمور الطلاب أن يغيروا من طريقة تعاملهم مع أبنائهم وعليهم أن يثقوا بهم أكثر وأن يؤمنوا بمقدراتهم فهذه هي الطريقة المثلى لتطوير المهارات عند الأبناء، وهذا الاحتفال خير دليل على ذلك».وأوضحت السيدة قاسم أن التبرعات ستذهب الى أطفال غزة على شكل مساعدات طبية، بإشراف الدكتور روبرت سايمون من مؤسسة «آي أم سي بريزنتيشن»، والدكتور سايمون هو أحد خريجي ثانوية «فوردسون».وفي لقاء آخر لـ«صدى الوطن» مع أحد ناشطي «حركة الحقوق المدنية» أوضح دانييل روجر: «إننا في حركة الحقوق المدنية ندين الهجمات الإسرائيلية على غزة، وندين موقف الولايات المتحدة الذي لم يأتِ بالشكل المطلوب والمؤثر، وإننا في الوقت نفسه نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية والسلام والاستقلال، مؤكداً أن المناضلين من أجل الحقوق المدنية في أميركا هم في صف واحد مع الفلسطينيين، فحربهم حربنا وانتصارهم نصرنا».بعد الانتهاء من إلقاء الكلمات، تم عرض شريط فيديو يضم لقطات وصوراً من حرب غزة، وضمت المشاهد صوراً للقتلى والجثث تحت الركام، وللجرحى في المستشفيات. كما ضم الشريط شهادات لأطفال فقدوا أفراداً لعائلاتهم، وأطفالاً تعرضوا لإصابات بليغة، ولآخرين تحدثوا عن قسوة الحرب ومرارتها ووحشيتها، وسط صمت رسمي عالمي مريب، ومن دون مساعدات تقيهم نار القنابل والصواريخ، في ظل ظروف إنسانية لا تصدق، ليس أقلها عدم توفر الطعام والشراب والدواء. وكان العرض مؤثراً لدرجة أن الكثيرين من الضيوف والحاضرين لم يستطيعوا إخفاء عواطفهم أو حبس دموعهم.. فمما لاشك فيه أن الحرب على غزة رغم انتهائها، أو خفوت جذوتها، لم تزل قادرة على تحريك مشاعر الحزن والتعاطف مع الضحايا، انحيازاً الى قيم العدالة والحق، وهي القيم الراسخة في الذات الإنسانية..في نهاية الاحتفال، كان هناك حديث للدكتور روبرت سايمون تحدث فيه عن نشاط مؤسسة «آي أم سي بريزنتيشن» التي قدمت الكثير من المساعدات في المجال الطبي والإنساني، في جنوب لبنان والعراق وفلسطين وباقي مناطق الشرق الأوسط.
Leave a Reply