ديربورن هايتس – «صدى الوطن»
في إطار حملة وطنية للمطالبة بالتصدي لحوادث القتل الجماعي في المدارس، نظم طلاب من ثانويات مدينة ديربورن هايتس، الأربعاء الماضي، وقفة تضامنية مع أسر ضحايا مجزرة ثانوية «مارجوري ستونمان دوغلاس» بولاية فلوريدا، تخللتها إضاءة شموع ورفع صلوات لراحة نفوس الضحايا الـ17 الذين قضوا في حادثة إطلاق النار الجماعي، في ١٤ شباط (فبراير) الماضي.
وشهد الحفل الذي أقيم أمام «مكتبة كارولين كينيدي» العامة في ديربورن هايتس، كلمات شددت على ضرورة بذل أقصى الجهود لإصلاح قوانين حيازة السلاح في الولايات المتحدة للحد من حوادث القتل الجماعي، وقالت عضو المجلس البلدي ليزا هيكس–كلايتون: «إن الصلاة على أرواح ضحايا الثانوية واجب، ولكن حان الوقت لفعل المزيد» وأضافت إنه «وقت العمل» من أجل إحداث التغيير.
وقالت هيكس–كلايتون لحشد من الطلاب والأهالي الذين انضموا إلى حفل إضاءة الشموع «أريد لكم أن تعرفوا أنكم لستم وحدكم.. لقد آن الأوان من أجل العمل معاً فمن خلال وحدتنا سنكون قادرين على تحقيق أشياء كثيرة».
من جانبه، وصف إمام «دار الحكمة الإسلامية» بديربورن هايتس، الشيخ محمد علي إلهي، حوادث إطلاق النار الجماعي بأنها «أعمال إرهابية بغض النظر عن خلفية مرتكبيها، الإثنية أو الدينية»، وقال: «إن رسالتكم –أيها الطلاب– واضحة من خلال العديد من المسيرات التضامنية في جميع أنحاء البلاد.. صلواتكم هي موضع تقدير ولكننا نريد السلامة والأمان.. إننا بحاجة إلى الكثير من العمل في هذا الخصوص».
واعتبر إلهي أن «الحل قصير الأمد» لحوادث القتل الجماعي يتحقق في الحد من انتشار الأسلحة وهو ما يعارضه «لوبي السلاح» النافذ، مؤكداً على أن «الحل لا يمكن أن يكون بتسليح الجميع من أجل ضمان السلامة». وأردف «أن الحل طويل الأمد يتحقق من خلال حصر السلاح بأيدي من يتمتعون بالتعليم والأخلاق والقيم والحكمة» مشدداً على ضرورة «تعزيز قيم الصداقة والغفران والمحبة والوفاء.. وكذلك ترسيخ القيم الإيمانية والأسرية لمواجهة العنف وإرساء السلامة والأمن».
وطالب الشيخ إلهي بالتحرك لمنع وقوع الأسلحة في أيدي المختلين نفسياً وعقلياً، وقال «إن كان من الممكن قانونياً لقاتل أو مجرم أو مجنون الحصول على الأسلحة.. إذن هنالك شيء خاطئ في قوانيننا.. وإذا كنا نقول «بالله نثق» فلا يمكننا تغيير هذه العبارة إلى: بالأسلحة نثق».
القس فران هايس من كنيسة «ليتلفيلد» المشيخية بديربورن، سخرت من ناحيتها في إرجاع حوادث القتل الجماعي إلى الاختلال النفسي والعقلي والتغاضي عن أسبابها الحقيقية التي تتلخص في سهولة امتلاك وحيازة الأسلحة، وقالت «لدينا أسلحة أكثر من أي بلد في العالم.. وهنالك الكثيرون ممن لا يؤمنون بأن هذه هي الطريقة التي نريد أن نعيش بها حياتنا».
أضافت: إن الأسلحة كانت بمثابة «البقرة المقدسة» لفترة طويلة لكننا بحاجة إلى أن ننظر إلى استراليا والبلدان الأخرى التي كان يتاح فيها للأفراد حيازة الأسلحة وكانت حوادث إطلاق النار سبباً في تغير مسار الأمور.
وتحدث خلال الوقفة التضامنية عدد من الطلاب من ثانويات «كريستوود» و«أنابوليس» و«ستار انترناشونال أكاديمي».
وأعربت الطالبة ميا حمود عن قلقها من استمرار وقع حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة، وقالت: «لماذا يحدث هذا.. هل علي أن أشعر بالقلق حيال سلامتي عند الذهاب إلى المدرسة؟ وكيف استطاع ذلك القاتل البالغ من العمر 19 عاماً الحصول على بندقية في الوقت الذي لا يمكنه فيه شراء المشروبات الحكولية قانونياً؟».
وأضافت: «يمكن لأي شخص في ولاية فلوريدا أو غيرها من الولايات أن يدخل متجراً للأسلحة ويحصل على بندقية شبه آلية خلال دقائق».
وفيما يتعلق باقتراح ترامب تسليح المعلمين، قالت «يجب أن يكون تركيز المعلمين على تعليم الطلاب وليس حماية أمنهم». وأكدت «المدرسة ليست سجناً ولكنها ستصبح كالسجن إذا تم تسليح المدرسين.. فلماذا لا يتم توظيف حراس مدربين في المدارس؟».
وفي نهاية الوقفة الاحتجاجية، وضع الطلاب 17 وردة في مزهرية، كناية عن الضحايا الـ17 الذين قتلوا خلال مجزرة فلوريدا، وبعدها قام الطلاب بإيقاد الشموع، كما قام الطالب رونين كاسترونو، من ثانوية كريستوود، بأداء أغنية «هللويا» للمغني الكندي الراحل ليونارد كوهين.
Leave a Reply