ديترويت – علي حرب
تبدو النائب الحالي في مجلس نواب ولاية ميشيغن رشيدة طليب كما لو كانت عضو في فريق للكشافة وهي تدق الابواب ومرتدية شورت الكاكي والقميص البنفسجي والسترة الرمادية وحذاء الركض، بالطبع هي لا تبيع السلع المخبوزة وانما تود التعريف بنفسها للناخبين في منطقة 95 بالمئة منهم رشيدة طليب جديدة عليهم.
تقول «انا النائب في الولاية رشيدة طليب» بمجرد ان يفتح الباب «ولدت ونشأت في ديترويت، انا اكبر اشقائي الأربعة عشر» ثم تخبر من يفتح لها الباب بأنها مرشحتهم لعضوية مجلس شيوخ الولاية، وتبدأ بالحديث عن مؤهلاتها والاعتمادات الحاصلة عليها وتسلم منشورات حملتها الانتخابية للناخبين المحتملين.
وبالعودة الى مقر حملتها الانتخابية في جنوب غرب ديترويت ترى الجدران مغطاة بالخرائط والارقام الملونة والرسوم البيانية، المكان معد للمتطوعين الشباب والعاملين على اجهزة الحاسوب المحمولة الخاصة بهم. انتخبت طليب لاول مرة نائباً في كونغرس الولاية عام 2008 وهي تحمل درجة البكالوريوس من جامعة «وين» وشهادة الدكتوراه في القانون من كلية «طوماس كولي للقانون»، وهي متزوجة ولها طفلان، عملت في عدة منظمات غير ربحية بضمنها «اكسس» قبل تبوء منصبها السياسي. وقالت ان زوجها فايز يشجعها وهو فخور بها وان ابنها آدم (9 سنوات) بدأ يتحمس لحياتها المهنية، قالت انه قرأ منشورات حملتها وقال «ماما .. فيرجيل ليس لطيفا».
عندما اعلنت طليب ترشحها في الدائرة الانتخابية الرابعة فكأنما كان أمامها جبل عليها تسلقه، اذ ان منافسها فيرجيل سميث هو المنافس الديمقراطي الرئيسي لها في الانتخابات التمهيدية والذي يمثل حاليا الدائرة الرابعة في مجلس شيوخ الولاية، وهي نفس الدائرة التي كان يمثلها سابقا حين كان نائبا، مع انه خسر نصف ناخبيه بعد إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية، اضف الى ذلك ان والده القاضي في المحكمة الجوالة والنائب السابق في كونغرس الولاية. ونعتبر هذه الدائرة ديمقراطية بامتياز وهذا معناه ان الفائز النهائي في الدائرة الرابعة ستحدده الانتخابات التمهيدية.
ووصف احد المطلعين على بواطن الامور في لانسينغ اثناء وجوده في مكتبها والذي رفض الكشف عن اسمه بان حملة طليب «العملية البرية الاكثر اثارة للاعجاب» في سباقات الولاية. وقال مدير الحملة الانتخابية هنري شنايدر «المقابلات وجها لوجه شعار حملتنا» مؤكدا ان طليب اعتمدت في خطتها قرع ابواب الناخبين المحتملين والتعريف بنفسها والتمهيد لانتخابها، وانها حتى يوم الثلاثاء 29 تموز (يوليو) زارت تسعة آلاف منزل وهي تخطط لايصال هذا الرقم الى عشرة آلاف بحلول 5 آب (اغسطس) موعد الانتخابات التمهيدية.
وتمتد هذه الدائرة من ديترويت الى الجنوب الغربي من المدينة وصولا الى ساوثغيت في داون ريفر، والسكان في هذه المنطقة من اثنيات واعراق متنوعة لكن تجمعهم لغة واحدة ومصلحة واحدة بحسب شنايدر، مضيفا ان الناس على تنوعهم يواجهون مشاكل متماثلة «هناك مدير طوارئ في الين بارك ومدير طوارئ في ديترويت, والناس يرغبون في ادارة شؤونهم بانفسهم». وقال شنايدر بأن جنوب غرب ديترويت التي تمثلها طليب في المجلس النيابي هي حصن طليب ومعقلها «هنا طليب معروفة جيدا ومحل ثقة فالناس هنا خبروا الخدمات التي قدمتها لهم» وقال انها من دعاة المحافظة على البيئة وهي لا تتردد في خوض المعارك الكبيرة، وهي سبق ان اشتبكت مع ماتي مورون ومع اصحاب المصالح المرتبطين بتجارة الخردة المعدنية.
وكان سميث اشتكى من عدم ذكر طليب لاسم المرشح الذي تنافسه، رد شنايدر بالقول ان هذا تكتيك من حقها وأضافت «أنها قاعدة أساسية في السباقات الإنتخابية ألا تذكر اسم منافسك على العامة» وقالت طليب انها ذكرت اسمه حين طلب منها ذلك، واكد شنايدر ان طليب ركزت على استقطاب المؤيدين من الناخبين الشباب الذين يعجبهم حماس وصدق رشيدة.
يذكر ان طليب المسلمة الوحيدة في مجلس نواب الولاية فهي ابنة مهاجر فلسطيني، كما ان الدائرة التي تمثلها قليلة من المسلمين او العرب، لكن طليب تقول انها تمثل ناخبيها ولا شيء غير ذلك، وقالت الناس ينظرون الي واحدة من ديترويت وهم يقولون لي انت من جنوب غرب ديترويت ولا يقولون انت مسلمة او عربية، وأردفت «لا ينبغي للمرشحين الترشح بناء على عقيدتهم الدينية او اثنيتهم» عليهم الترشح بناء على سجلاتهم والقيم التي يعتنقونها، واضافت «احيانا اصطدمت مع بضعة اشخاص حاولوا جري الى الحديث في مواضيع دينية، كنت اقول لهم لا تحاولوا ايقافي فقط لاني مسلمة، الناس في ديترويت يرحبون بي اكثر من اي منطقة اخرى».
وقال النائب جو هيفمان (جمهوري – هاويل) بأن طليب اكثر النواب الديمقراطيين المجدين في عملهم والذين مروا عليه في حياته المهنية وهي الافضل لناحية علاقاتها مع الناخبين، واضاف انه برغم كونه محافظاً وطليب ليبرالية الا انه يضع هذه الفروقات جانبا حين يتعلق الامر بخدمة الناس، وقال ان هناك العديدين في حزبه يودون خروج طليب من المجلس، وانه هو شخصيا يحترمها ويقدرها. وقال النائب السابق ستيف توبوكمان والذي شجعها على الترشح في الدائرة التي كان يمثلها وخرج مع نهاية ولايته «طليب اثبتت قدراتها منذ كانت تعمل في فريقي» واضاف ان لديها مواهب ربانية وقدرات طبيعية على القيادة وهي افضل نائب مر عليه خلال الـ 15 عاما الماضية. وقال توبوكمان ان فوز طليب على سميث سيكون بمثابة معجزة سياسية، حيث ان سميث قال ان استطلاعاته للرأي اثبتت انه متفوق على طليب بـ 35 نقطة. وقال توبوكمان ان طليب لها قدرة فائقة على التحمل اذ انها عملت بلا كلل ولا ملل في شهر رمضان دون طعام او شراب، وتوقع لها الفوز على سميث بفارق ضئيل، وقال ان فوز طليب بعضوية مجلس شيوخ الولاية سيفتح امامها الباب للترشح لعضوية الكونغرس الاميركي وربما لمنصب محافظ مقاطعة او حتى حاكم الولاية مستقبلا.
Leave a Reply