واشنطن
أعادت النائبتان الديمقراطيتان عن ولاية ميشيغن في الكونغرس، رشيدة طليب (ديترويت) وديبي دينغل (ديربورن)، تقديم مشروع قرار إلى مجلس النواب الأميركي للاعتراف –رسمياً– بشهر نيسان (أبريل)، شهراً للاحتفال بتراث العرب الأميركيين.
وكانت طليب ودينغل قد تقدمتا بمشروع مماثل العام الماضي، خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، إلا أن المقترح لم يجر طرحه للتصويت.
وتحتفل الولايات المتحدة –رسمياً– بمساهمات الأقليات العرقية والإثنية في الثقافة الأميركية عبر فعاليات تسمى «شهور التراث»، مثل: «شهر التاريخ الإفريقي الأميركي» بشهر شباط (فبراير)، و«شهر التراث اليهودي الأميركي» بشهر أيار (مايو)، و«شهر التراث الأميركي الآسيوي وجزر المحيط الهادئ» بشهر مايو أيضاً.
وتخصص عدة ولايات، من بينها ميشيغن وماريلاند وجورجيا وأوهايو ونيوجيرزي شهر أبريل للاحتفاء بالتراث العربي الأميركي، وإسهامات الجالية العربية في الولايات المتحدة في مجالات الطب والقانون والأعمال والتعليم والتكنولوجيا والفنون والثقافة والأدب والخدمة العسكرية والحكومية.
وكانت ماريلاند أول ولاية أميركية تعتمد هذا التقليد منذ العام 1999، قبل أن تنضم ميشيغن و25 ولاية أخرى للاحتفال بالشهر على مدى السنوات اللاحقة، عبر إقرار مراسيم من جهات حكومية محلية.
وأعربت طليب، الفلسطينية الأصل، عن اعتزازها بهويتها العربية الأميركية في مقدمة مشروع القرار، وقالت: «بصفتي عربية أميركية، قوية وغير اعتذارية، فإنني أتشرف بتقديم مشروع قانون الاعتراف بشهر أبريل كشهر للتراث العربي الأميركي لإلقاء الضوء على إسهاماتنا لهذه الأمة».
وأشارت طليب إلى أن الاعتراف الرسمي بـ«شهر التراث العربي الأميركي» سيكون بمثابة تقدير لإنجازات العرب الأميركيين «التي لن تتوقف، في إطار سعينا وراء الحرية والعدالة والإنصاف، لجعل هذا البلد مكاناً أفضل»، حسب تعبيرها، مضيفة: «إنني أتطلع إلى رؤية ذلك، من خلال إقرار مشروع القرار رسمياً».
من جانبها، أكدت دينغل بأن العرب الأميركيين «في مسقط رأسها، ديربورن»، وفي جميع أرجاء الولايات المتحدة، يشكلون جزءاً أساسياً من النسيح الأميركي. وقالت: «لطالما كان المجتمع العربي في ميشيغن قوياً ومؤثراً.. وإنه لمن المشجع في هذا الوقت أن نرى الكثيرين يتقدمون ويصبحون قادة في المجتمع».
وأضافت دينغل: «أنا فخورة بالاحتفاء في شهر التراث العربي الأميركي»، وبإنجازات العرب الأميركيين في جميع الميادين، ابتداء من مجتمع الأعمال التجارية وصولاً إلى مجتمع الأعمال الخيرية، بالمراكز الدينية والمؤسسات الاجتماعية التي قدمت مساهمات هامة خلال وباء كورونا.
وفي نفس السياق، أهاب مدير السياسات بمركز «أكسس» و«الشبكة الوطنية للمجتمعات العربية»، آدم البدواي، بالجهات الحكومية والرسمية، لمواصلة العمل على تمكين العرب الأميركيين والمجتمعات الأخرى، عبر تقديم خدمات لتأمين الرفاه الصحي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وأشار البدواي إلى أن العرب الأميركيين بدأوا بالتوافد إلى أميركا بأعداد كبيرة في أواخر القرن التاسع عشر، وأنهم شكلوا على مدار السنين جزءاً أساسياً من الحياة الثقافية والصناعية والاجتماعية في الولايات المتحدة.
وقال البدواي: «لطالما خدم العرب الأميركيون هذه الأمة في جميع المستويات الحكومية، فضلاً عن كونهم أنتجوا فنونا وآداباً، كما ابتدعوا تقنيات طبية لإنقاذ الأرواح»، مضيفاً: «لقد خدموا في مناصب عسكرية رفيعة المستوى، كما خدموا مجتمعاتهم كمعلمين ومحامين وأطباء ومهنيين صحيين وعمال مصانع ومطاعم».
وتابع البداوي: «خلال فترة الازدهار الاقتصادي التي أعقبت الحرب (العالمية الأولى)، ساهم العديد من العرب الأميركيين في تطوير صناعة السيارات الأميركية، وأسسوا موطناً لهم في مدينة ديربورن، بعيداً عن أوطانهم الأم».
واستفاض بالقول: «هذا ينطبق أيضاً على حيّي بروكلين و«سوريا الصغرى» في مانهاتن السفلى، اللذين طورهما المهاجرون العرب الأوائل في نيويورك أثناء سعيهم للحصول على فرص عمل في المدينة».
وأكد البدواي بأن إقرار القانون سيشكل اعترافاً مهماً بأن «العرب الأميركيين كانوا قادرين على المساهمة في تطوير ثقافة أميركية نابضة بالحياة، مع تمسكهم بالتقاليد والأعراف الثقافية العربية المتميزة».
Leave a Reply