بقلم: صخر نصر
ربما القدر وحده هو الذي منع وقوع حادث مروري خطير على تقاطع هارتويل-هانسن وسط أحياء شرق ديربورن، بين سيارتين مكشوفتين يقودهما شابان صغيران تبدو عليهما علامات التهور.
كانت الموسيقى الصاخبة تصدح من السيارتين. الأول كان يستمع لأغان شعبية عربية (ترقص الحجر) وبصوت عال يلعلع في الشارع، أما الثاني فكان «مصطهج عالآخر» ويستمع لأغان أميركية صاخبة غطت على صوت الطبل العربي وحتى على صوات المكابح.
ثوان قليلة اشرأب فيها الشابان قبل أن يواصل كل منهما كزدورته على زمجرة الإشبمانات «المفخوتة» الكفيلة بإيقاظ الميت في قبره.
لحسن الحظ، أن الشابين المصيّفين لم يبكرا قليلاً، فقبل ثوان من التقاء السيارتين كان بضعة أطفال من سكان الحي يعبرون الشارع على دراجاتهم الهوائية، متجهين صوب البارك القريب.
والخوف خلال أيام الصيف يزداد بسبب رعونة السائقين المراهقين الذين يجوبون شوارع الأحياء بكثافة عند المساء، منهم من يمشي أبطأ من اللازم ومنهم من لا يعير للقانون أهمية حيث يتجاهلون حدود السرعة المسموح بها (٢٥ ميلاً بالساعة)، وكذلك إشارات الوقوف «ستوب ساين».
قد تكون هذه المظاهر موجودة في غير مكان، لكنها في ديربورن كثيرة، ولافته للنظر، وهي سبب رئيسي للحوادث، وحجة مقنعة لشركات التأمين التي ترفع أسعارها في ديربورن بشكل جنوني.
أحد أصدقائي أجرى حساباً بسيطاً بما ينفقه على التأمين في ديربورن، فهو يستخدم وأسرته ثلاث سيارات، ويدفع شهرياً مبلغاً كبيراً من المال.
اكتشف صديقي أنه من الأفضل له أن ينتقل للعيش في مدينة أخرى حتى لو دفع إيجاراً شهرياً أغلى مما يدفعه في ديربورن، لأن المال الذي سيوفره في نفقات التأمين كفيل باستئجار منزل أكبر وأغلى إيجاراً.
Leave a Reply