خليل رمال – «صدى الوطن»
إذا كانت أسنان سكان ميشيغن لا تزال تصطك من البرد القارس الذي شهدته الولاية فـي شتاء العامين الماضيين، فإن خبراء الطقس والأرصاد الجوية، يبشرون هذه السنة بشتاء معتدل نسبياً بفضل ظاهرة «النينيو» المناخية التي يزداد معها دفء سطح المياه بالمحيط الهادئ (باسيفـيك)، وهي تتكرر بين 4 و12 عاما، وتنجم عنها موجات جفاف وحر فـي أميركا وآسيا وإفريقيا، كما قد تهطل جراء حدوثها أمطار غزيرة فـي أميركا الجنوبية.
وتؤدي «النينيو» فـي كثير من الأحيان الى حصول شتاء ممطر فـي أجزاء الولايات المتحدة الغربية، والجنوبية، وبرودة فـي درجات الحرارة بولاية تكساس، وارتفاع درجات الحرارة مع عواصف ثلجية أقل فـي الغرب الأوسط، حيث ميشيغن. وكانت ولاية ميشيغن قد شهدت فـي شتاء 2013-2014 تسجيل أرقام قياسية فـي معدلات تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة ما أدى الى تجمد حوالي 98 بالمئة من مياه البحيرات العظمى. وفـي الشتاء الماضي سجلت عدة مناطق فـي الولاية أرقاماً قياسية بانخفاض الحرارة دون الصفر (32 فهرنهايت) لأسابيع طويلة.
«تظهر أرصادنا أنَّ هناك فرصة بنسبة ٩٥ بالمئة فـي ان ظاهرة «النينيو» ستتواصل خلال فصل الشتاء»، كما قال توم دي ليبيرتو، خبير الأرصاد الجوية فـي مركز الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي والتوقعات المناخية فـي كوليدج بارك بولاية ماريلاند.
وإذا صدقت توقعات «الشتاء الدافئ»، فإن ذلك سوف يعود بفوائد كثيرة على الولاية وسكانها، ليس فقط فـي المشي المريح من البيت إلى السيارة، بل هناك جملة فوائد اقتصادية وتجارية وبيئية منتظرة.
فوجود كمية أقل من الجليد فـي منطقة البحيرات العظمى سيخفف من الكوابيس اللوجستية التي شهدتها حركة النقل البحري، كما أن هطول كميات أقل من الثلوج يعني انخفاضاً فـي منسوب الأنهار وبالتالي الحد من الفـيضانات التي كانت بدورها تنقل الأسمدة من الأراضي الزراعية الى بحيرة إيري، مما يساهم بدوره فـي ازدهار الطحالب الضارة فـي فصل الصيف.
ويضاف إلى ذلك أن مناطق شمال الولاية ستشهد انفراجاً فـي درجات الحرارة بعد شتاءين قارسين، انخفض خلالهما عدد الغزلان فـي شبه الجزيرة العليا الى معدلات غير مسبوقة، ولكن تحسن الطقس المتوقع سيسمح لها بالعودة والتناسل من جديد.
وأضاف دي ليبيرتو ان نتائج «النينيو» تبدو أكيدة هذه المرة، قائلاً إنها قد تكون ثالث أقوى «نينيو» منذ العام 1950 حين تم رصد هذه الظاهرة لأول مرة.
«كلما كانت «النينيو» أقوى، كلما كان تأثيرها أقوى على أنماط الطقس والمناخ فـي الولايات المتحدة، وهذا التأثير عادة يكون أقوى فـي فصل الشتاء»، بحسب دي ليبيرتو.
وتشير التوقعات الأولية لمركز الأرصاد الجوية الوطنية الى أن فصل الشتاء فـي ميشيغن، الذي يمتد من شهر كانون الاول (ديسمبر) إلى شباط (فبراير)، سيتضمن ارتفاعاً فـي درجات الحرارة فـي أنحاء كثيرة من الولاية، حيث ستكون درجات الحرارة أعلى من المتوسط بـ ١،٥ درجة فهرنهايت فـي شمالي شبه الجزيرة السفلى وجميع أنحاء شبه الجزيرة العليا.
كما يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أيضاً هطول ثلوج أقل بنسبة ٢،٥ إنش خلال الفترة الزمنية نفسها على الجانب الغربي من الولاية، وهي المنطقة التي تعاني الأمرين عادة بسبب متاخمتها لتأثير عواصف الثلوج التي تهب من بحيرة ميشيغن. ومن المتوقع أن تهطل على منطقة ديترويت ثلوج أقل من المعدل بنصف إنش خلال أشهر الشتاء.
الطقس هو عامل عشوائي وفوضوي، ويمكن أن تتأثر درجات الحرارة وهطول الثلوج بعوامل خارجة عن «النينيو»، كما حذر دي ليبيرتو، وتابع «النينيو لا يضمن أي شيء ولكن إذا كنت تريد درجات حرارة أعلى وثلوج أقل، عليك أن تراقب نموذج النينيو الذي يعرض الآن».
Leave a Reply