واشنطن - كثرت استخدام المضادات الحيوية ضد الأمراض البسيطة، كالرشح والزكام، إذ أن هذا الأمر خطير على صحة الإنسان في المستقبل، كما أنها تضعف من مناعته، وقد تؤدي إلى تطور سلالات جرثومية فتاكة لا تستجيب للمضادات الحيوية.
وفي الأسبوع الماضي أبلغ مسؤولون صحيون في الولايات المتحدة، عن أول حالة بالبلاد لمريضة مصابة بعدوى مقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية.
وقد عزز رصد بكتيريا شديدة المقاومة ضد المضادات الجرثومية لدى امرأة للمرة الأولى في الولايات المتحدة، المخاوف بشأن فقدان المضادات الحيوية فعاليتها، بحسب تأكيدات مسؤول صحي أميركي رفيع المستوى.
فبحسب دراسة نُشرت في دورية تابعة للجمعية الأميركية لعلم الأحياء المجهري، وأجراها مركز «والتر ريد» الطبي العسكري، تعاني امرأة من سكان ولاية بنسلفانيا (49 عاماً) التهاباً في الجهاز البولي سببه سلالة متبدّلة من بكتيريا «إي كولي» قادرةً على مقاومة كل المضادات الحيوية، بما يشمل تلك التي تعتبر خط الدفاع الأخير، وتُعرَف بـ«كوليستين». وقال مدير «المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي) توماس فريدن، «نواجه خطورة الدخول في عالم ما بعد المضادات الحيوية».
وأضاف فريدن، خلال مأدبة غداء نظمها نادي الصحافة الوطني في واشنطن العاصمة، أن العدوى لم تتم السيطرة عليها حتى بعقار كوليستين وهو مضاد حيوي مخصص للاستخدام ضد ما يطلق عليها «البكتيريا الكابوس». وكتب معدّو الدراسة أن رصد هذا العامل المُسّبب للأمراض للمرة الاولى في الولايات المتحدة يمثل «مؤشراً ينذر بظهور بكتيريا مقاومة لكل المضادات الحيوية».
ومع معدل وفيات قد يصل الى 50 بالمئة، تعتبر هذه البكتيريا من جانب مراكز «سي دي سي» من اكبر مصادر التهديد للصحة العامة.
وقد أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية، أن ما يصل الى 30 بالمئة من المضادات الحيوية الشفوية الموصى باستخدامها خلال الاستشارات الطبية في الولايات المتحدة غير مناسبة.
ويمثل هذا الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية السبب الرئيسي لتطوير جراثيم مقاومة تصيب نحو مليوني شخص في الولايات المتحدة وتؤدي الى وفاة 23 ألفاً منهم سنوياً.
Leave a Reply