عقد الحزب الجمهوري في ميشيغن الأسبوع الماضي مؤتمره السنوي في العاصمة لانسنغ، وسط دعوات نادت بالتضامن الحزبي لمواجهة التحديات التي قد تعترض الجمهوريين في انتخابات العام ٢٠١٤، وتحرمهم من المكاسب الهائلة التي تحققت في العام ٢٠١٠ عندما فاز مرشحو الحزب بجميع السباقات التنفيذية وحققوا أغلبية في مجلسي كونغرس الولاية وكذلك في المحكمة العليا.
وللتأكيد على ذلك سجل المؤتمر ظهوراً مفاجئاً للحاكم ريك سنايدر حث فيه الحزبيين على التمسك بالوحدة والحفاظ على النشاط، خاصة في ظل مواجهة الحزب لتحديات سياسية على مستوى الولاية في السنة القادمة بينها انتخابات الحاكمية التي سيخوضها سنايدر وسط تزايد أعداد «خصومه السياسيين».
وقال سنايدر في كلمته التي ألقاها من خارج برنامج المؤتمر الذي ضم ٢١٠٠ عضو، إن سياساته جعلت ميشيغن «وجهة ونموذجاً» للكثيرين، خاصة بعد سنها قانون «حق العمل» الذي يمنع النقابات من فرض رسوم على رواتب العمال والموظفين المنتسبين اليها.
إعلان مناهض لسنايدر مرفوع على الطريق السريع «٩٦» |
وقد أقر هذا لاقنون نهاية العام الماضي وسط احتجاجات حاشدة أمام مبنى «الكابيتول» في لانسنغ، حيث تظاهر آلاف النقابيين أمام كونغرس الولاية احتجاجاً على سياسة تجفيف تمويل النقابات بغية إضعافها لترجيح مصالح أصحاب العمل. ولكن سنايدر قال «نحن مع الطبقات العاملة في ميشيغن» معتبراً أن القانون سيسهم في خلق فرص عمل ويعطي العمال الحق بالإختيار بين دفع الرسوم النقابية أو لا. وقد جاء في كلمته أنه «قد حان الوقت لاعادة تشكيل ميشيغن.. وعلى الجمهوريين أن يقفوا موحدين ويعملوا كفريق واحد لتفعيل اجندتهم السياسية». وأضاف «الديمقراطيون متأهبون للخصام وهم في نزاع فيما بينهم»، مؤكدا أن «شيئا كهذا» لن يكون في صالح مستقبل ميشيغن. «فهم منشغلون بتوجيه الانتقادات لبعضهم وللحزب الجمهوري.. نحن غير متنازعين ولا نوجه اللوم لبعضنا، ونسعى لجعل ميشيغن ولاية مزدهرة مرة أخرى».
وقد شهد المؤتمر إعادة انتخاب زعيم بوبي شوستاك رئيساً للحزب في ميشيغن وذلك لسنتين قادمتين بعد أن فاز باغلبية اصوات الوفود على منافسه تود كورسر، وهو محام في لابيير، رفع شعارات محافظة تنادي بالتمسك بالحرية والدستور. وأكد كورسر في حملته على ضرورة شد انتباه الناخبين وتعزيز شعبية الحزب الجمهوري حيث قال إن انتخابات 2012 اسفرت عن «نتائج كارثية» للجمهوريين.
في المقابل، أكد شوستاك على الانتصارات التي حققها الحزب الجمهوري في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في مجلس النواب الأميركي ومجلس نواب الولاية، وكذلك إفشال العديد من المقترحات الديمقراطية التي عرضت في إستفتاء عام.
يشار الى أن شوستاك مدعوم من سنايدر وعدد من قادة الحزب المؤيدين لقانون «حق العمل» الذي يعد أكبر صفعة سياسية للديمقراطيين لأنه يضعف النقابات التي تعد من أبرز حلفائهم.
وقد أعلن رئيس الحزب الديمقراطي في ميشيغن (المنتهية ولايته) مارك بروور عن رفع لوحة اعلانية ضخمة على الطريق السريع «٩٦» بين لانسنغ وبرايتون، تظهر تراجع شعبية حاكم الولاية ريك سنايدر بالارقام. وتوقع بروور أن يشاهد هذه اللوحة 160 الف شخص من مستخدمي الطريق اسبوعياً بما في ذلك سنايدر نفسه. وقال بروور في بيان «الديمقراطيون في ارجاء الولاية ومئات الافراد بضمنهم المتبرعون عبر الانترنت للحزب الديمقراطي في ميشيغن، أرادوا أن يوصلوا رسالة الى سنايدر».
تجدر الاشارة الى ان كافة المناصب في الولاية والمجلس التشريعي ستوضع على قوائم الاقتراع في انتخابات 2014، لكن سنايدر لم يعلن حتى اللحظة نيته للترشح لولاية ثانية، مع أن مراقبين اكدوا انه سيفعل، خاصة بعد القائه كلمة استمرت سبع دقائق في المؤتمر يوم السبت الماضي.
وقد أشار كبير الموظفين في مكتب سنايدر في بيان نشر على موقع «أم لايف» الالكتروني الى امكانية ترشح سنايدر لولاية ثانية وجاء في البيان «مشروعنا قائم على أساس ثماني سنوات». وأضاف دنيس ماتشمور «نحن لسنا هنا لكسب استطلاعات الرأي في نهاية السنة الثانية من عهدنا، نحن نسعى لتغيير الطريق الذي تسلكه الولاية».
ما هو رأي ميشيغن فـي سنايدر؟
أظهر استطلاع للرأي اجرته «مؤسسة أبيك-أم أر أي» على 600 من الناخبين المحتملين في 13 شباط (فبراير) أن نسبة مؤيديه تبلغ 42 بالمئة و46 غير مؤيدين، و12 بالمئة مترددين. وتعتبر نسبة التأييد هذه هي الادنى في سياق استطلاعات المؤسسة نفسها حول شعبية سنايدر على مدار العام الماضي.
وبسؤال المستطلعين عن رأيهم في الطريق الذي تسلكه ميشيغن ما إذا كان صائباً أم مخطئاً، جاءت النتيجة أن 41 بالمئة يقولون إنها على الطريق الصواب، و 46 بالمئة على الطريق الخطأ، و13 بالمئة مترددون.
Leave a Reply