سامر حجازي – «صدى الوطن»
طالبت عائلة الضحية جانيت ويلسون شرطة مدينة ديربورن بتقديم أجوبة شافـية حول قتلها للشابة السوداء (31 عاماً) التي قضت بعيارات نارية، يوم الأربعاء 27 من كانون الثاني (يناير) الماضي، بعد مواجهة حصلت بينها وبين أمن «فـيرلين مول» انتهت بفرارها من مكان الحادث، لتقوم شرطة ديربورن بملاحقتها ومحاصرتها على شارع هابرد درايف وإردائها قتيلة بعدة رصاصات إثر محاولتها دهس أحد عناصر الشرطة.
عائلة ويلسون ومحاميها ونشطاء حقوقيون في مؤتمر صحفي، الأربعاء الماضي.(صدى الوطن) |
وقد عقدت عائلة ويلسون مؤتمراً صحفـياً، يوم الأربعاء الماضي، بعد عدة أيام على صدور تقرير الطب الشرعي بمقاطعة وين أظهر أن سبب الوفاة هو تلقي الضحية لعدة أعيرة نارية، ووفقا للعائلة فإن المعلومات التي قدمتها شرطة ديربورن غير كافـية لتفسير ما حدث، مضيفـين أن «جانيت كانت شخصاً غير ميّال للمواجهة وليس لديها سجل إجرامي، إضافة إلى أنها كانت مواظبة على الذهاب إلى الكنيسة».
ووصفت كايسي باس، وهي ابنه أخت الضحية، الحادثة بالقول: «هذا قتل.. أين أنت يا كيم وورذي؟»، فـي إشارة إلى مدعي عام مقاطعة وين كيم وورذي. وأضافت «لا أريدكم أن تتعاموا عما حدث، فقد يحدث ثانية.. هذا الأمر لا يجب أن يستمر.. إن ظلم شخص واحد يعني الظلم لنا جميعاً»، وتساءلت «من يراقب الشرطة»؟ وبحسب أفراد فـي العائلة فإن الضحية لم تكن تعاني من إعاقة عقلية، وأنها حصلت مؤخراً على رخصة قيادة السيارة، وكانت تعمل فـي تنظيف البيوت من أجل تحصيل لقمة عيش كريم. وأشاروا إلى أن الضحية كانت قد ذهبت، يوم مقتلها، إلى مجمع «فـيرلاين» التجاري من أجل تناول الغداء فـي أحد المطاعم، وكانت لديها خطط لزيارة الكنيسة تلك الليلة، كما أنها -بحسب العائلة- كانت فـي حالة من الحداد على رحيل والدها الذي مات الصيف الماضي.
وقال محامي عائلة الضحية فـينس كوليلا إنه يأمل بجمع أدلة حول الحادث بما فـيها مقاطع مصورة بواسطة كاميرات الأعمال التجارية الموجودة فـي مكان الحادثة أو تلك المصورة بكاميرات الشرطة. وأضاف «إذا كانت الرصاصات قد أطلقت على سيارة الضحية قبل شروعها بالتقدم نحو الشرطي.. فهذا يعني أنه تم استخدام القوة المفرطة».
وكانت شرطة ولاية ميشيغن التي تتولى التحقيق فـي الحادثة قد قالت الأسبوع الماضي إن «سيارة ويلسون تم التعامل معها كسلاح».
وقد رافق العائلة فـي مؤتمرها الصحفـي بعض النشطاء الحقوقيين الذين كان من بينهم القس مالك شباز الذي أشار إلى أن الشرطة كان لديها عدة خيارات لتفادي ما حدث، كأن يتم إطلاق النار على عجلات السيارة، بدلا من إطلاق النار مباشرة على الضحية.
تجدر الإشارة إلى أن قائد شرطة ديربورن رونالد حداد كان قد أصدر بياناً عقب الحادثة عبّر فـيه عن أسفه لأفراد عائلة الضحية بسبب ما حدث، وقال إن الشرطة ستقوم بمراجعة الإجراءات المتبعة بكل حرص.
ويأتي مقتل ويلسون بعد حوالي شهر من مقتل الشاب الأسود كيفن ماثيو (35 عاما) على أيدي عناصر من شرطة مدينة ديربورن التي قامت بملاحقته قبل أن تقوم بإردائه قتيلا فـي الجانب الغربي من مدينة ديترويت، حيث أثار مقتله موجة غضب عارمة فـي الأوساط الحقوقية والمدنية ولدى سكان مدينة ديترويت، خاصة الأفارقة الأميركيين الذين دعوا الى كشف هوية الشرطي ومعاقبته وهددوا بمقاطعة مدينة ديربورن تجارياً.
ومثلما لم يتم الكشف عن إسم الشرطي الذي قام بقتل ماثيو الذي أعطي إجازة مدفوعة الأجر، كذلك لم يتم الكشف عن إسم الشرطي الذي قام بقتل ويلسون، ومن المتوقع أن يتجاهل مكتب الادعاء العام لمقاطعة وين كلا الحادثتين.
ودعت عائلة ويلسون الأميركيين السود إلى مقاطعة مدينة ديربورن و«فـيرلاين مول» تأكيداً على دعوات المقاطعة السابقة.
Leave a Reply