وست بلومفيلد – خاص «صدى الوطن»
أمير حكمتي (29 عاماً) شاب أميركي من أصول إيرانية قيد الإعتقال في إيران منذ آب (أغسطس) 2011 بتهمة التجسس لمصلحة وكالة المخابرات الأميركية (سي آي أي).
أمير حكمتي |
قضية حكمتي، وهو من سكان ديربورن هايتس ووست بلومفيلد السابقين، تشهد محاولات ضغط حثيثة من جهات متنوعة، فإضافة الى جهود عائلته التي تسكن حالياً في مدينة وست بلومفيلد، تنشط عدة منظمات مدنية أخرى في المطالبة بالحرية للشاب الأميركي الإيراني، كما أقيمت عدة معارض فنية في منطقة ديترويت تضامناً معه.
سارة حكمتي، الشقيقة الأكبر لأمير، تقول إنه كان من شبه المستحيل أن تقوم العائلة بالتواصل مع أمير أو حتى التعاون مع الحكومة الإيرانية من أجل حلحلة قضيته. وتضيف إن أمير خطط لهذه الرحلة وهي الأولى له إلى إيران لقضاء شهر رمضان هناك مع أقاربه وجدته، وبعد مضي أسبوعين له هناك تم إعتقاله من قبل السلطات الإيرانية دون سابق إنذار بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة.
ومنذ تاريخ اعتقاله مرّ أكثر من شهر ونصف ولم تستطع عائلته معرفة أي معلومة عنه حتى أنهم ظنوا أنه قد اختطف. وظل الأمر كذلك إلى أن سُمح لأمير بإجراء مكالمة هاتفية من سجنه مع أقاربه في إيران، حيث قام بإبلاغهم باعتقاله في سجن إيفين، وهو سجن يأوي متهمين خطيرين..
ويرفض أفراد عائلة حكمتي الذين التقتهم «صدى الوطن» اتهامات السلطات الإيرانية لأمير بالتجسس لمصلحة الـ«سي آي أي» لأن حكمتي كان يخطط للذهاب إلى «جامعة ميشيغن» للإلتحاق بصفوف فصل الخريف للعام 2011 قبل زيارته إلى إيران، ما يعني أنها كانت زيارة عائلية ترفيهية لا أكثر.
منذ إلقاء القبض عليه كانت هناك محاولات لعائلة أمير المتواجدة في أميركا وفي إيران من أجل التواصل مع المسؤولين عن ملف القضية، ولكن العلاقات المتوترة بين طهران وواشنطن زادت القضية تعقيداً.
فالحكومة الإيرانية تتعامل مع أمير على أنه مواطن إيراني لأن أهله من مواليد إيران، بغض النظر عن جنسيته الأميركية.
فما كان على العائلة إلا التوجه إلى طرف ثالث للتدخل في القضية وبمسعى من الأمم المتحدة والسفير الإيراني في واشنطن تم ترتيب زيارة لوالدة أمير.
حول وضع أمير داخل السجن تقول سارة، منذ إعتقاله سمح له فقط لمرة واحدة بإجراء مكالمة هاتفية معنا لمدة 10 دقائق، ولم يكن مسموحاً له التواصل مع أقاربه هناك أو حتى حصوله على رسالة منهم.
وأخذت الأمور تسير نحو الأسوأ مع إعلان حكم الإعدام لأمير من قبل المسؤولين الإيرانيين في أيار (مايو) 2012 ليعود القضاء ويلغي الحكم نظراً لعدم كفاية الأدلة، ومنذ ذلك الحين وأمير ينتظر إعادة المحاكمة في زنزانة إنفرادية، على ما يبدو.
وفي أيلول (سبتمبر) من العام 2012 تعرض والد أمير لإصابة بسرطان في الدماغ إلا أن العائلة قررت عدم إبلاغ أمير بالأمر حتى لا يزيدوه إحباطاً.
وقد افتتح مؤخراً معرض فني في ديترويت دعماً لقضيته، بمساعدة صديقة سارة، منال القادري، وهي فنانة محلية. وتمت رعاية المعرض من قبل شركة «555» غير الربحية، حيث عرضت صور فوتوغرافية وأخرى ثلاثية الأبعاد، إضافة للوحات المرسومة وعروض موسيقية.
قريبة أمير تطالب بالإفراج عنه |
وتميز المعرض بانتقاء بموقعه الذي حمل دلالة كبيرة على عزلة أمير في معتقله في إيران، حيث أقيم في مبنى قديم للشرطة في ديترويت فيه 21 زنزانة توزعت فيها العروض الفنية.
وقال كارل جوينز، المدير التنفيذي لشركة «555»، إن «قصة أمير لم تكن غريبة عني فقد سمعت عنها من وسائل الإعلام، لكنني لم أكن أعرف كل التفاصيل حتى عرفت عائلة أمير عن قرب.. فعلاً إنه مؤلم أن تكون العائلة محرومة من التواصل مع إبنها المعتقل.. لا أستطيع أن أتخيل المعاناة التي يمرون بها». وتابع «من الضروري تنظيم مثل هذا المعرض للفت الأنظار نحو هذه القضية وتخفيف حدة الإحباط الذي تعاني منه عائلة أمير».
من جانبها، تقول سارة أيضاً إنه «بالرغم من نضال العائلة لحل قضية أخي إلا أننا لا نزال نأمل باليوم الذي يلتم فيه شملنا من جديد»، وتضيف «نريد أن يبقى الأمل موجوداً.. نحن نرجو حل قضية أمير، فهناك مسؤولين في الحكومة الإيرانية لديهم نية التواصل والمساعدة إلا أن الوضع المتأزم بين البلدين يقف حاجزا كبيرا أمام تسهيل التواصل لإيجاد حل، آمل من المسؤولون النظر بإنسانية لحالة أمير ووضع والدنا الصحي.. ونطلب السماح للسجناء بالتواصل عبر الرسائل أو الهاتف بأقاربهم وأهلهم خارج السجن.. أتمنى أيضاً لو أننا نستطيع أن نعيده إلينا من أجل والدي المريض».
أيضاً افتتح معرض آخر دعماً لقضية أمير تحت عنوان «الإنسان المسجون» يستمر من 17 تشرين الثاني (نوفمبر) وسيستمر لغاية الثاني من كانون الأول (ديسمبر).
لمن يرغب بالتبرع لصالح حملة «الحرية لأمير» يمكن زيارة الموقع الإلكتروني التالي www.freeamir.org أو التواصل عبر البريد الإلكتروني info@555arts.org
Leave a Reply