ديربورن هايتس – رفعت عائلة طالبة أقدمت على الانتحار مطلع شهر أيار (مايو) المنصرم، دعوى قضائية ضد منطقتها التعليمية(دي7) بتهمة التسبب بوفاتها، فيما لا تزال التحقيقات جارية للتأكد من ظروف الحادثة التي أثارت بلبلة واسعة في مجتمع ديربورن هايتس.
وزعمت الدعوى، التي تطالب بتعويضات مالية تصل إلى 25 مليون دولار، بأن إداريي المنطقة «دي 7» التي تخدم الأحياء الجنوبية من المدينة، كانوا على علم بأن الطالبة سيلينا بيريز (14عاماً) كانت تحت تأثير الماريوانا، وأن لديها ميولاً انتحارية، عندما قاموا بصرفها من «ثانوية أنابوليس» قبيل انتهاء الدوام الرسمي، لتقدم على الانتحار بعد وقت قصير من وصولها إلى المنزل.
وشملت الأطراف التي تقاضيها الدعوى كلاً من إدارة «المنطقة 7» و«ثانوية أنابوليس»، إضافة إلى المشرف العام على المنطقة تايرون ويكس، ومدير الثانوية آرون موليت «الذي سمح للطالبة بمغادرة المدرسة بدون إخطار عائلتها أو إبلاغ الشرطة بأنها تحت تأثير الماريوانا وأن لديها أفكاراً انتحارية»، مكتفياً بالإشارة إلى سلوكها غير المنضبط أثناء الفصل الدراسي.
وأشارت الدعوى التي تم رفعها أمام المحكمة الفدرالية في ديترويت، إلى أن سيلينا لديها تاريخ من الاضطرابات النفسية، وقد بدت على جسمها علامات من جراء الأذى الذي ألحقته بنفسها في ذلك اليوم، وأنه كان من الممكن ملاحظة تلك العلامات وربطها باحتمال إقدامها على الانتحار، لافتة إلى أن درجاتها المدرسية بدأت بالتدهور خلال الأشهر التي سبقت وفاتها.
ووفقاً للمحامي علي كوسان، تواصل موليت –في يوم وفاة الطالبة– مع والدتها وأبلغها بأنه تم صرف ابنتها من المدرسة بسبب سلوكها غير المنضبط حيث «كانت تلعب بعبوات المياه وتقذفها داخل الفصل الدراسي»، لكنه لم يذكر أنها كانت تحت تأثير الماريوانا، وفقاً للقواعد المعمول بها، فضلاً عن أنه سمح لها بمغادرة الثانوية بمفردها دون طلب المساعدة الطبية، وكذلك بدون استشارة عائلتها أو الشرطة.
وقالت الدعوى بأن سيلينا عادت إلى المنزل مشياً على الأقدام وهي في «حالة ذهنية مشوّشة»، ثم توفيت منتحرة، مشيرة إلى أن ويكس وموليت وصلاً «تحت ستار تقديم التعازي» بعد 30 دقيقة من وفاتها على الرغم من أن العائلة لم تصدر أي بيان أو نعوة حول الوفاة، وقاما بإبلاغ العائلة بأن الفتاة كانت تحت تأثير المخدر خلال الدوام المدرسي.
وأضافت الدعوى بأن «وصول المتهمَين، ويكس وموليت، إلى منزل سيلينا بهذه السرعة، يثير تساؤلات مقلقة حول كيفية معرفتهما بموتها وحول فحوى اتصالاتهما الإلكترونية وطبيعة علاقتهما بها».
وكان زوج والدة سيلينا قد عثر على الفتاة المراهقة جثة هامدة داخل قبو منزل العائلة بمدينة ديربورن هايتس بعد أن قامت بشنق نفسها.
وكشفت الدعوى بأن موليت أخبر أسرة سيلينا بأنها كانت تحت تأثير الماريوانا في ذلك اليوم، لكنه عاد وتراجع عن ذلك التصريح، موضحة بأن كلاً من موليت وويكس كانا على معرفة بـ«الأعلام الحمراء» التي من شأنها أن تنذرهما بالخطر الذي كان يحدق بها، غير أنهما فشلا في التدخل الصحيح مما أسفر في نهاية المطاف عن وفاة الطالبة.
وفيما تواصل السلطات التحقيق لمعرفة الظروف والملابسات التي أحاطت بوفاة سيلينا، قالت الدعوى إنه كان من الممكن منعها من الانتحار لو أن ويكس وموليت تصرفا وفقاً للقواعد التأديبية المعمول بها.
يُشار إلى أن المنطقة التعليمية «دي 7» كانت قد شهدت احتجاجات طلابية على تعليق مهام موليت في أعقاب وفاة سيلينا، ما أسفر عن إعادته إلى منصبه في وقت لاحق وتعليق مهام ويكس الذي اتخذ قرار فصله.
وأوضح كوسان أن موليت لا يستحق الاستمرار بمنصبه، لأنه أخفى عن العائلة حقيقة الموقف مما حال دون تدخلهم بالشكل المناسب لتدارك الموقف.
وأضاف «كان ينبغي عليه أن يتصل بالشرطة ويفصل سيلينا بدعوى أنها كانت تحت تأثير المخدر، لكنه لم يفعل ذلك واكتفى بالإشارة إلى قذف عبوات المياه»، وهو سلوك غير مثير للقلق نسبياً.
وأكد المحامي أن موليت «فشل في الالتزام بمدونة قواعد السلوك الخاصة بالمدرسة والتي تتطلب منه الإبلاغ عن تعاطي الماريوانا»، خاصة وأنه يعرف سيلينا منذ سنوات، حيث كان مدير مدرستها المتوسطة قبل أن يتسلم إدارة «ثانوية أنابوليس».
Leave a Reply