آناربر – خاص “صدى الوطن”
بعد خمس سنوات على اختطافه، لا زالت عائلة جندي الاحتياط الاميركي من اصل عراقي، الرقيب أحمد العطية حائرة حول مصير ابنها، فهو الوحيد من جنود الجيش الاميركي الذي لا يزال مفقودا في العراق ولا يعرف ما اذا هو حي ام ميت، وما تخشاه العائلة هو ان ينسحب الجيش الاميركي اواخر هذا العام ويبقى مصير ابنها مجهولا.
“حينها من يسأل عن احمد”؟ هكذا قالت زوجته اسراء سلطان (28 عاما) التي تقيم في منزل في ابسلانتي، لصحيفة “ديترويت نيوز”، وكذلك تساءل والده ذو 83 عاما ووالدته البالغة 70 عاما، في تقرير نشرته الصحيفة بمناسبة يوم عيد الشهداء، ليرد عليهم متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية ويتعهد بمواصلة البحث عن احمد (45 عاما) والذي اختطف في بغداد عام 2006.
وحسب المعلومات التي أوردتها الصحيفة فإن أحمد قد اختطفته جماعة جهادية تطلق على نفسها منظمة “اهل البيت”، وعن تفاصيل الاختطاف قالت زوجته، التي لم يمض على زفافها من أحمد لحظة اختطافه سوى بضعة شهور، انه كان اتصل بها من مكان عمله كمترجم في المنطقة الخضراء، حيث قال لها انه قادم على دراجته النارية التي اشتراها لتوه ولن يمكث سوى بضع دقائق، وبعد وصوله بفترة قصيرة، خرج من المنزل لتعترضه مجموعة مسلحين ملثمين ترجلوا من ثلاث سيارات قاموا باختطافه قائلين انهم حذروا اميركا من ارسال جنودها الى العراق.
وكان الجيش الاميركي اخبر العائلة ان لديه معلومات تشير الى ان الرقيب احمد مازال حيا، وتعهد ضابط مسؤول في الولاية يدعى هيو هيس بأن يواصل الجيش من مقر قيادته في افغانستان البحث عنه في حال الانسحاب من العراق.
وكانت عائلة احمد قد هربت من “بطش صدام حسين”، الى الولايات المتحدة واحمد عمره آنذاك 12 عاما، وحين سقط النظام العراقي عادت العائلة الى العراق وطلبت من ابنها احمد العودة ليذهب هناك عام 2004، ويقع في حب اسراء ويتزوجها عام 2006.
برغم ان اللوائح العسكرية تحظر على الجنود الاميركيين الزواج من عراقيات، زواج العروسين لم يدم اكثر من خمسة شهور، حيث قالت الزوجة انه بعد اربعة شهور من اختطافه بث المختطفون على موقع الكتروني شريط فيديو قيل انه لاحمد بدا فيه نحيفا وغزا الشيب رأسه، لم يدم اكثر من 10 ثوان تحدث فيه احمد بصوت غير مسموع.
انتفاض، هو سياسي عراقي وهو عمّ احمد، قال انه اوشك على تحرير ابن اخيه عبر مفاوضات اجراها مع الخاطفين، لكنها لم تتكلل بالنجاح، واضاف في رسالة عبر البريد الالكتروني بعثها مؤخرا من العراق لعائلة احمد، بأن ابنهم “مستحيل ان يكون حياً”.
وتشكل قضية اختطاف احمد تحديا للجيش الاميركي المبنية عقيدته على عدم ترك اي من جنوده وراءه، مع التذكير انه ترك 2600 جندي وراءه في حرب فيتنام، لكن احمد هو الوحيد الذي ترك في العراق، ووالدته تنتظر في ميشيغن وهي تحلم بعودة ابنها يوما، وهي لا تكف يوما عن البكاء.
Leave a Reply