ديترويت – علي حرب
قامت مسافرة أميركية على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية «دلتا» متجهة من فلوريدا الى ديتروت بمضايقة عائلة عربية أميركية والتمييز العنصري ضدها، مطلقة جملة من الإهانات، والملفت أن طاقم الطائرة لم يتدخل لمعالجة هذه الحادثة من الترهيب العنصري, بحسب «اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز» «إي دي سي» – فرع ميشيغن.
دارلين حيدر بعد إجبارها على تغيير مقعدها في الطائرة |
الضحية هي دارلين حيدر والتي كانت بصحبة زوجها وأطفالها الأربعة وكانت ترتدي الحجاب قالت «كان السبب فـي ذلك وازع الكراهية» وأضافت أن إمرأة كانت جالسة أمام عائلتها وكانت بين الفـينة والأخرى تلتفت نحو العائلة بطريقة متعالية ثم قالت «عفوا هل لك السيطرة على أطفالك؟» وحين حاولت دارلين أن تشرح لها بكل ود بأن الأطفال لم يفعلوا شيئا, ردت المرأة بالقول: «هذه أميركا» وفق ما قالته دارلين لصحيفة «صدى الوطن».
وقالت دارلين إنها حين بدت عليها علامات التأثر العاطفـي نتيجة الحادثة حاول بعض الركاب التودد لها وتطييب خاطرها, وأضافت «أنا إمرأة ودودة ولا أبحث عن المشاكل, لقد كانت تنظر الى أطفالي بإشمئزاز دون مبرر». وقالت دارلين إنه بعد ذلك تقدمت منا موظفة الحجز فـي شركة «دلتا» والتي كانت على متن الطائرة وأرغمتنا على تغيير مقاعدنا بل إنها هددت زوجي بركله الى خارج الطائرة قائلة «أنا على وشك ركلك الى خارج الطائرة» وقامت بتوبيخي أنا وعائلتي دون سبب, «لقد شعرت بالأذى من هذا الأسلوب فـي المعاملة» وقالت دارلين لقد كان تصرف الموظفة معنا أكثر ألما من تصرف المسافرة «لقد شعرت أنني غريبة على أميركا وشعرت بالمهانة وكأنني غير منتمية لهذه البلاد. وترى دارلين والتي نشأت وتربت فـي جنوب شرق ميشيغن بأن السبب وراء هذا النوع من التعامل معها هو التعصب ضد العرق والدين». وأكدت دارلين أنها عرفت معنى التعصب بعدما عايشته فقد قيل لها «هذه أميركا» فحينما ينظر الى أطفالك بإشمئزاز فذلك من شأنه الحط من قدرك, لم تكن مشادة كلامية وإنما إعتداء لفظي.
وكانت دارلين ما إن تعرضت الى هذا الموقف حتى بادرت إلى إبلاغ شقيقها المحامي والناشط عبد أيوب وهو المدير القانوني فـي «إي دي سي» والذي بدوره نشر ما جرى لشقيقته فـي تغريدة على تويتر بينما كانت الطائرة فـي طريقها الى ديترويت, حيث قال «كل يوم يتعرض العرب والمسلمون للتمييز ضدهم فـي أميركا, وهؤلاء شقيقاتنا وأمهاتنا وزوجاتنا وهم لا يستحقون هذا». وقال فـي تغريدة أخرى «الخطوط الجوية وصناعة النقل الجوي تمارس المضايقة على العرب والمسلمين منذ مدة طويلة ..لقد طفح الكيل».
وقالت دارلين إنه بعد نشر التغريدات وبمجرد وصول الطائرة الى ديترويت قام إثنان من مندوبي شركة دلتا بلقائها والعائلة فـي المطار ووعدا بمتابعة الموضوع, وأضافت أنها ما زالت تعاني من الآثار العاطفـية للحادثة أما من الناحية القانونية فهي تثق بشقيقها لمتابعتها من خلال «إي دي سي» مؤكدة أن هدفها منع مثل هذه الحوادث فـي المستقبل, وقالت إن الأمر لا يعنيها وحدها وإنها والنساء المسلمات سئمن من الحاجة الى تغيير ملابسهن لإثبات أنهن أميركيات.
وقال أيوب لـ«صدى الوطن» إن «إي دي سي» تأخذ الموضوع على محمل الجد لأنه يمثل معاناة العرب والمسلمين فـي أميركا وليس لكونه يتصل بشقيقته. من جانبها قالت مديرة «إي دي سي» فـي ميشيغن المحامية فاتن عبد ربه إن المنظمة ستسعى لمقاضاة المسافرة التي وبخت العائلة وأكدت لـ«صدى الوطن» بأن «اللجنة» لن تتهاون مع مرتكبي الترهيب العرقي لا فـي الحاضر ولا المستقبل, وقالت إن هذه الحادثة أوصلت الموضوع الى درجة الغليان تجاه ما يجري على متن الخطوط الجوية ضد مئات من النساء العربيات والمسلمات اللائي يتم إستهدافهن ويخشين من الإبلاغ, وقالت «المشاعر المعادية للمسلمين وصلت الى مستوى عال» التمييز لم يعد مقتصرا على الجهات المنفذة للقانون وإنما إمتد للمدارس والمطاعم والخطوط الجوية.
وختمت عبد ربه بالقول أن التمييز حين يكون موجها للعرب الأميركيين يحمل الضحايا العبء ويتم حينها إدخالنا فـي التفاصيل بعيدا عن جوهر الموضوع وهو الكراهية للأقليات والتمييز ضدهم وعندئذ تضيع قضايانا وسط الضجيج, وعادة ما تغلف قضايا التمييز ضدنا بطبقة من السكر ضمن كم كبير من التساؤلات: ماذا لو..؟ والممكنات المفتوحة.
Leave a Reply