علي حرب
رفعت عائلة عربية أميركية دعوى قضائية ضد بلدية ديربورن هايتس بتهمة التمييز العنصري من قبل الشرطة. وقد تم الإعلان عن هذه الدعوى من خلال مؤتمر صحفـي عُقد فـي مكتب الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية (ACRL) يوم الثلاثاء الماضي.
وتنص الشكوى على أنَّ عناصر من شرطة ديربورن هايتس فشلوا فـي استكمال تحقيق فـي اعتداء ارتكبه أحد الجيران ضد اثنين من أطفال الأسرة العربية بدوافع دينية أو عرقية تحت غض نظر، وحتى مشاركة، من قبل شرطة المدينة،
ووفقاً للشكوى القضائية، التي قُدمتْ فـي المحكمة الفدرالية للمنطقة الشرقية من ميشيغن، ان سعاد خالد، ٨ سنوات، وشقيقتها فخرية خالد، ١٤عاماً، قد تعرضتا للاعتداء عليهما من قبل جارهما الساكن فـي البيت المحاذي لبيتهما عندما لم تمتثلا لطلبه بتنظيف حديقة عشب بيته.
وجاء فـي الشكوى أن الفتاتين كانتا تقومان بتنظيف الساحة الأمامية الخاصة ببيتهما يوم ٦ كانون الاول (ديسمبر) الجاري، عندما جاء الجار وطلب منهما التقاط القمامة من حديقة بيته. وعندما ردت الفتاتيان يأنهما ليستا مسؤولتين عن المهملات، ما كان من الجار الا ان التقطهما من ذراعيهما وجرهما إلى مكانه وطرحهما أرضاً.
وجاء فـي الدعوى «عندما حملهما من ذراعيهما صاح الجار بعبارة نابية هي ‘أنتم العرب الملعونون أصحاب الأغطية’ فـي إشارة تنضح عنصرية عرقية ودينية».
وفـي المؤتمر الصحفـي، قالت سعاد ان عمها اتصل بالشرطة بعد فترة وجيزة من وقوع الحادث، ولكن عندما وصل عناصر الشرطة الى المكان قاموا بطرق باب الجار «البلطجي» فقط وعندما لم يجب غادروا المكان وكأنَّ شيئاً لم يكن.
ووفقاً لنص الدعوى أيضاً حول إرسال قوات الشرطة، أُغلق تقرير الحادث بعد حوالي ٢٣ دقيقة من وصول الشرطة إلى مقر إقامة عائلة خالد. حتى حادثة التعدي حورتها الشرطة ولطفتها عن طريق تسميتها «بنزاع جيران»، كما جاء فـي محضر الشرطة.
وقال رئيس الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية المحامي نبيه عياد الذي يمثل الأسرة ان الجار الذي جار كان يجب ان تُوجَّه اليه خمس تهم- إثنان منها بتهمة الضرب والاعتداء على قاصر، وتهمتان بسبب الترهيب العرقي وتهمة التعدي على ممتلكات الغير. وأضاف ان الفتاتين القاصرتين كانتا ثابتتين وصادقتين فـي شهادتيهما للشرطة حول ما حدث.
وأكد غسان خالد والد الفتاتين ان عائلته تعرضت لمضايقات من الشرطة بعد الحادث. وأردف انه بعد يوم من الهجوم المزعوم، جاء عدد من عناصر الشرطة إلى منزله وغرموه بسبب وضع القمامة خارج منزله قبل يوم واحد من موعد الخدمة العامة، على الرغم من ان الدور الأرضي من منزله تعرض للطوفان. وأضاف أن أحد العناصر الذين كتب ضبط المخالفة أومأ له قائلاً «انت يا عربي تعال هنا»، كما انه فـي الأيام التالية كانت سيارات الشرطة تمر من أمام منزله بشكل مفرط وغير اعتيادي. وفـي إحدى المرات وجهوا أضواء ساطعة إلى المنزل ليلاً.
وقالت سونيا خالد، زوجة الأب (خالة الأطفال)، إنها شاهدت عناصر الشرطة يتسامرون ويدردشون مع الجار «البلطجي» عدة مرات بعد الحادث. وأضافت أنها سمعت الجار وأحد شرطيي ديربورن هايتس يستخدمان عبارات عنصرية ضد العرب فـي احدى محادثاتهما العديدة.
وقدمت الأسرة للصحفـيين شريط فـيديو صورته ابنتهما يُظهر سيارة صعد منها صوت خافت يقول «لا يوجد فرق بين الفلسطينيين واللبنانيين والعرب والمسلمين كلهم يضربون أطفالهم ونساءهم».
وقالت سونيا أن الفـيديو هو نتيجة تبادل حديث بين الجار وشرطي من عناصر شرطة ديربورن هايتس. وتساءلت «الا يوجد لدى عناصر شرطة ديربورن هايتس شيء أفضل يقومون به عوضاً عن الثرثرة وتركيب المقلة وإجراء محادثات عنصرية مع الرجل الذي اعتدى على فتاتينا؟». ولم تتمكن «صدى الوطن» من التحقق من صحة الفـيديو. لكن غسان خالد يشعر ان عائلته استُهدفت بسبب أصلها العربي.
وأشار عياد الى فشل بلدية ديربورن هايتس فـي حماية رعاياها. وتابع قائلاً «انه من غير المبدئي وغير الأخلاقي وغير القانوني ومخالف للدستور أن تستمر الشرطة فـي ديربورن هايتس بمعاملة العرب الأميركيين كمواطنين من الدرجة الثانية». وأضاف أنْ الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية «تلقت عدة شكاوى تزعم التحيز ضد العرب الأميركيين من قبل الشرطة فـي ديربورن هايتس. هذا يكفـي! يجب على شرطة ديربورن هايتس التوقف عن السلوك التمييزي ضد العرب الأميركيين. ونحن نحمل هذا الأمر على محمل الجد. لقد ضاق العرب الأميركيون ذرعاً بتغريمهم مخالفات عديدة ومستمرة ضدهم، فـي حين عندما ينظرون إلى مواطنيهم الأميركيين الآخرين من غير العرب، يجدون أنهم لا يحصلون على هذا النوع من المعاملة».
وربط عياد الوضع فـي ديربورن هايتس بالنقاش الوطني المتزايد بشأن معاملة الشرطة للأقليات.
وسلَّط محامي الحقوق المدنية الضوء على ان بلدية ديربورن هايتس وظفت مؤخراً أول شرطي من اصول عربية، مضيفاً ان نسبة ليست قليلة من سكان المدينة هي من العرب الأميركيين.
وتعتبر دائرة الإحصاء الأميركية العرب من العنصر الأبيض. وبالتالي، لا توجد بيانات رسمية عن الحجم الحقيقي للسكان العرب فـي أميركا.
وتابع عياد ان رجال الشرطة فـي ديربورن هايتس يعصون عن الفهم «فهم لا يريدون أن يقفوا على ضفة التاريخ الصحيحة وهناك الكثير من العرب الأميركيين لا يستطيعون حتى قيادة سياراتهم خارج أحيائهم من دون الحصول على ضبطي مخالفة أو ثلاثة تُفرض عليهم، سواء وهم يأخذون أطفالهم من المدارس أو وهم متوجهون إلى متجر للتسوق. لقد شبعت الجالية من هذه الممارسات الفظة».
ولخصت الفتاتان سعاد وفخرية الوضع بأنهما تشعران بالخوف فـي كل مرة تريا الجار وان والدهما أجهش بالبكاء عندما افصحا له عن ذلك الخوف.
والدعوى تتهم شرطة ديربورن هايتس بانتهاك التعديل الرابع عشر من الدستور، الذي ينص على أنه «لا يجوز للدولة … نكران حق أي شخص ضمن ولايتها القضائية بالحماية المتساوية فـي ظل القانون».
من جهته قال محامي بلدية ديربورن هايتس، غاري ميوتكي، ان البلدية لم ترَ هذه الدعوى بعد، وبالتالي لا يمكنه التعليق عليها.
Leave a Reply