إسلاموفوبيا في الوطن الأم!
فرح حرب – «صدى الوطن»
في الوقت الذي يشكو فيه المسلمون من تعرضهم للتمييز الديني في عموم المهاجر الغربية، ومنها الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنهم يقعون –في بعض الأحيان– ضحية سلوكيات تمييزية في أوطانهم الأم، من قبل أبناء جلدتهم الذين يتشاركون معهم نفس القيم الثقافية والدينية.
وما حدث مع عائلة العربي الأميركي مروان فرج خلال زيارته للبنان، هذا الصيف، ليس مجرد استثناء عابر، أو سوء تصرف غير مقصود، لاسيما وأن رب الأسرة اللبنانية الأصل يؤكد أن العديد من الأسر العربية التي تسافر لزيارة الأهل والأقارب في وطنهم الأم، يتعرضون لمواقف محرجة بسبب نسائهم وبناتهم المحجبات، خاصة في المنتجعات والفنادق السياحية.
ولتفادي هذا النوع من الإحراج، قام فرج بالتواصل مع العديد من الفنادق اللبنانية للاطلاع على سياساتها مع المحجبات، حيث تم إبلاغه بالفعل أن بعضها لا يستقبل النزيلات اللواتي يرتدين الحجاب الإسلامي.
في نهاية المطاف، تمكن فرج من الحجز في فندق «كورال بيتش» ببيروت، وبعد سفره إلى لبنان ووصوله مع عائلته إلى المنتجع السياحي، تفاجأ بمعاملة غير لائقة مع ابنته المحجبة (16 عاماً)، حيث سألته موظفة الاستقبال باستهجان: «هل هذه (الفتاة).. معكم؟»، ما أدى إلى مشاحنة ساخنة بين موظفي الفندق والعائلة العربية الأميركية.
فرج، أكد لـ«صدى الوطن»، أنه ليس أول من يواجه مشكلة من هذا النوع في فنادق بيروت، مضيفاً: «قبل قيامي بزيارة إلى لبنان، اتصل بالفنادق.. إذ عادة ما تكون لديهم مشكلة مع الفتيات المحجبات، لاسيما عند استعمال أحواض السباحة».
وتابع: «لقد اتصلت بفندق كورال بيتش مسبقاً وأكدوا لي أنه ليست لديهم مشكلة إزاء ذلك، إلا أن موظفة الاستقبال تفحصتني باستهجان، وسألتني… هل هذه معك؟»، في إشارة إلى ابنته، بتول.
شعر فرج بالإهانة والضيق، وغادر الفندق بعد مشادة مع موظفة الاستقبال. وفيما بعد، حاولت إدارة الفندق التواصل معه، لكن الأخير لم يردّ على اتصالات الإدارة، مبرراً قراره بأن «الوقت قد فات.. من أجل تصحيح الأخطاء».
وفي رسائل أبرقتها إدارة «كورال بيتش»، عبر موقع «فيسبوك» ادعى مسؤولو الفندق العريق بأن فرج يستغل ما حصل لعائلته من أجل «تحقيق مكاسب شخصية»، عبر استغلال موقف تم التخطيط له بشكل مسبق. وجاء في إحداها: «إن موقفنا واضح، الحجاب مرحب به للغاية، وهو جزء من ثقافتنا التي نفخر بها، ومع ذلك، فإن استغلال الموقف لتحقيق مكسب شخصي، هو –بكل بساطة– أمر غير مقبول».
وفيما يتعلق باستخدام المحجبات لأحواض السباحة، قال مسؤولو الفندق: «لدينا مسابح مختلطة، وبحسب علمنا، فإن عقيدتنا توجب علينا أن نكون ملتزمين دائماً، وألا يكون التزامنا انتقائياً، فشريعتنا واضحة.. لا يمكن للنساء الاختلاط مع أشخاص عراة، كما أنها واضحة بخصوص التواجد في أماكن نعلم أن التلامس اللاإرادي قد يحدث بين الجنسين عندما يتواجدون في تجمع مزدحم».
وأكد مسؤولو «كورال بيتش»، على أن السياسات التمييزية ضد المحجبات تتعارض مع حقيقة احترام الفندق للمشاعر والانتماءات الدينية للنزلاء، وأضافوا: «نحن لا نسأل أبداً عن عرقك ولا عن جنسيتك ولا عن دينك، عندما تدخل المنتجع».
فرج أشار إلى أن الكثير من العائلات اللبنانية تنزل في ذلك الفندق خلال رحلاتها للاصطياف أو زيارة الأهل والأقارب في البلد الأم، لافتاً إلى أنه أبرق برسالة إلى وزير السياحة اللبنانية، كتب فيها: «ابنتي، بتول، عمرها 16 عاماً، وترتدي الحجاب، وقد تمت إهانتها، وهذه التجربة التي مرَّت بها هنا، هي تجربة لن تنساها أبداً».
ورداً على رسائل إدارة «كورال بيتش»، كتب فرج: «تدعون احترام أديان الآخرين وعقائدهم، وبعد ذلك تهينون فتاة عمرها 16 عاماً، أمام النزلاء الآخرين، لمجرد أنها ترتدي حجاباً، من خلال إخبارها بأنه من غير المسموح لها استخدام حوض السباحة».
وأضاف: «أنا على استعداد لعمل المستحيل من أجل ابنتي، وبقولكم إنني أستغل هذا الموقف لتحقيق مكاسب شخصية، فأنتم تقرّون بغبائكم».
وقال فرج لـ«صدى الوطن»: إن الطريقة التي يتم بها تدريب الموظفين على كيفية التحدث مع المحجبات «غير مقبولة»، مؤكداً: «لقد كان ذلك الموقف عديم الاحترام للغاية. لدي استعداد لفعل أي شيء من أجل ابنتي».
Leave a Reply