سامر حجازي – «صدى الوطن»
الاستحقاق الانتخابي لعضوية مجلس مدارس ديربورن ومدة ولايتها ست سنوات، فريد ومميز هذا العام لأن جميع المرشحين المتنافسين على مقعدين داخل المجلس هم من العرب الأميركيين، بينهم العضو الحالية فدوى حمود ورئيس المجلس السابق حسين بري.
لكن من بين الطامحين لهذا المنصب التربوي الهام يبرز اسم الناشط اليمني الأميركي عادل المعزب (29 عاماً) الذي يعوّل على تجربته وخبرته الطويلة مع المنطقة التعليمية كطالب سابق وولي أمر طالبين حالياً، إضافة الى انخراطه في العديد من قضايا المجتمع المحلي، للفوز بأحد المقعدين المفتوحين لولاية كاملة من ست سنوات.
المعزب، الذي تخرج من ثانوية «فوردسون» في العام 2004 ثم حصل على درجة البكالوريوس في «جامعة ميشيغن» في ديربورن وماجستير في إدارة الأعمال في جامعة «وين ستايت»، يؤكد أن كونه خريجاً جامعياً من الجيل الأول للعرب الأميركيين يضعه في موقف فريد من نوعه لفهم تطلعات وهواجس الطلاب في ديربورن. ويقول «أنا نتاج مدارس ديربورن وفي العقد الأخير أعطاني ذلك ميزة كبيرة»، «أنا أفهم قضايا الطلاب، وأعلم النقاط التي تحتاج إلى التركيز عليها. فأنا ما زلت أذهب إلى المدارس العامة واستمع إلى الطلاب مباشرةً».
ومنذ أكثر من ثلاث سنوات، ينشط معزب في لجنة لمراجعة أداء الطلاب في مدرسة «سالاينا» وثانوية «أدسل فورد» لتحسين أدائهم العلمي وإشراك الأهل في العملية التعليمية.
كما ينخرط المعزب في برنامج التواصل الرقمي عبر شركة «كومكاست»، الذي يوفر لطلاب المدارس الثانوية في ديربورن خدمات تكنولوجيا المعلومات ويعرفهم على سبل خدمة المجتمع والمشاركة المدنية.
ويشغل المعزب حالياً عضوية هيئة الشؤون الشرق أوسطية التي أنشأها حاكم ميشيغن، ريك سنايدر، للاطلاع على قضايا الجاليات الشرق أوسطية في الولاية وتقديم المشورة لدائرة الحقوق المدنية في الولاية. وتتألف الهيئة الاستشارية من ١٥ عضواً، ويتولى المعزب مقعده فيها لمدة عامين تنتهي في نيسان (أبريل) ٢٠١٧.
حاجز اللغة
مع تنامي نسبة السكان العرب الأميركيين في جميع أنحاء مدينة ديربورن، يتطلع المعزب في حال انتخابه في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، الى الحد من حاجز اللغة الذي غالباً ما يكبِّل تقدم الطلاب ويحد من مشاركة الأهالي في العملية التربوية.
ويشير في هذا الإطار الى أن «هناك بعض التحديات الفريدة التي لا تزال قائمة من حيث اللغة ومن ناحية التأقلم مع القادمين الجدد» مستدركاً القول بأن «المنطقة التعليمية فعلاً قامت بعمل جيد حتى الآن في التعامل مع الوضع» لافتاً الى أن «معظم المنشورات المدرسية التي يتم إرسالها إلى الأهالي تكون مترجمة» مشيداً بالتعاون الذي تبديه المدارس لاسيما مع الأسر المهاجرة».
غير أن المرشح أشار في حديثه لـ«صدى الوطن» الى أنه لمس في السنوات الماضية، تفاوتاً متزايداً في مستويات مدارس ديربورن العامة، مؤكداً أن المنطقة التعليمية تحتاج الى التطور في هذا المجال لسد الفجوة بين طلابها.
المعزب نفسه لديه ابنان في مدرسة «غير بارك» الابتدائية. وكذلك زوجته طالبة في كلية هنري فورد.
حقوق المعلمين
يشير المعزب أيضاً الى أن المعلمين في مدارس ديربورن -كما المعلمين في عموم الولايات المتحدة- يعانون هذه الأيام من انخفاض الروح المعنوية، ولذلك ضمن برنامجه الانتخابي الدعوة الى زيادة تعويضات المعلمين الثابتين (فاكيلتي) لتشجيع المعلمين على أداء دورهم.
وأردف انه في حين «أن مدارس ديربورن تقدم تعويضات تنافسية بالمقارنة مع مناطق تعليمية أخرى، لكن لا تزال هناك قضايا في منطقتنا تحتاج إلى حلول… فالمعلمون يُعوّضون ويتقاضون رواتب أقل مما يستحقون، وهذا لا ينبغي أن يحدث في مدارسنا».
وأضاف المعزب أن واحدة من الركائز الأساسية لحملته الانتخابية «هي تعزيز حزمة التعويضات المقدمة لمعلمينا» مشيراً الى أن الأشخاص الذين يرغبون في التعليم اليوم لا يفكرون بتولي هذه الوظيفة أبداً بسبب تدني الرواتب حالياً.
الطلاب ذوو الاحتياجات الخاصة
ولفت المعزب الى أنه خلال تواصله مع الأهالي في الفترة الماضية، شعر أن لديهم نظرة سلبية تجاه قسم تعليم ذوي الاحتياجات الخاص في مدارس ديربورن.
وقال «هناك مخاوف كثيرة من الأهالي بشأن عدم جهوزية المعلمين أو المدربين على التعامل مع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة». وأضاف أن الكثيرين من الطلاب لديهم إعاقات بدنية أو حتى ذهنية ولكنهم موهوبون في مجالات أخرى، ولكن المنطقة التعليمية حالياً لا تقوم حتى بدراسة إنشاء برنامج خاص للطلاب الموهوبين.
وأردف «نحن بحاجة لبرنامج كهذا للتأكد من أن الموظفين والمعلمين جاهزون للتعامل مع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
الساوث أند
المعزب، وهو مواطن أميركي من أصل يمني، على اطلاع دقيق أيضاً على احتياجات الجالية في منطقة «الساوث اند» المهمشة حيث يتعرض المئات من الطلاب لتنشق الهواء الملوث بسبب المصانع الثقيلة التي تهدد بانبعاثاتها السامة صحة السكان من الكبار والصغار.
ودعا المعزب، في اجتماع مع ممثلي مصنع «أي كاي ستيل» للصلب الشهر الماضي، الشركة الى تعويض الأهالي عن الضرر الذي تسببه لهم عبر تخصيص تمويل سخي لمدارس المنطقة.
وقال المعزب «أنا قلت لهم ما يجب ان يُقال عن تلوث الهواء وعدم تحملهم المسؤولية الاجتماعية تجاه المواطنين الصالحين الذين يحفظون حسن الجوار. ولقد تحديتهم أن يدفعوا شيئاً معتبراً للمدارس اعترافاً بالضرر الذي تسببوا به للمجتمع وانهم بهذا يعوضون عن الاضرار».
وأشاد المرشح بتركيب نظام تنقية هواء في مدرسة «سالاينا» وفق توجيهات وزارة العدل الأميركية.
واستطرد «لقد طالبنا بالقيام بذلك في المدرسة وقاموا به لأنهم اضطروا إلى ذلك. لكن التنفيذ لا يزال غير مكتمل وبعض الصفوف الدراسية لا تزال تفتقر لمكيفات الهواء».
ويتنافس المعزب للحصول على أحد المقعدين لولاية كاملة (ست سنوات)، مع العضو الحالية فدوى حمود، ورئيس المجلس السابق حسين بري والناشط خضر فرحات.
في حين يتنافس مرشحان آخران، هما فايز الخالي وجيم ثورب، على مقعد ثالث لولاية جزئية (سنتان) في المجلس الذي يضم سبعة أعضاء ويتولى الإشراف على مدارس ديربورن العامة وكلية هنري فورد.
يمكن زيارة موقع حملة عادل المعزب على الموقع:
www.adelmozip.com
Leave a Reply