صخر نصر
عاد الصيف وعادت الدراجات النارية الى الظهور فـي الشوارع الرئيسية والفرعية فـي مدن ميشيغن، وعادت الضوضاء ومخاطر السرعات على الطرقات السريعة والحركات البهلوانية التي يؤديها بعض من هؤلاء دون أية دراية للمخاطر التي قد يتسببون بها سواء على أنفسهم أم على غيرهم من مستخدمي الطريق .
يوم الإثنين الماضي، وكان عطلة رسمية، كان اثنان من راكبي الدراجات على شارع شيفر فـي ديربورن بالقرب من تقاطع الشارع مع شارع وارن وإلى جانبهما سيارة حمراء رياضية يستعدان للإنطلاق وما إن فرغ الشارع من السيارات حتى انطلق الثلاثة جنوبا بأقصى سرعة محدثين ضجة عظيمة وهلعا لكل من كان على الطريق.
وعلى «الساوث فـيلد» ليل اليوم نفسه كانت دراجتان ناريتان تسيران بسرعة فـي حركات ملتوية بين السيارات ثم انعطفتا باتجاه «الداون تاون» تاركين خلفهما ضوضاء ورعباً.
وقرب «أنآربر» يوم الأحد الماضي كان عدد من الشباب والصبايا يمتطون دراجاتهم ويعتمرون قبعاتهم الواقية منطلقين غربا وقد استخدموا مسارا واحد وساروا بسرعة طبيعية مستغلين الطقس الجميل والشمس الساطعة للتمتع بطبيعة ميشيغن الخلابة.
حالات متعددة لراكبي الدراجات بعضهم يلتزم بقوانين السير والسلامة العامة وآخرون يضربون عرض الحائط بكل مايمت إلى السلامة بصلة سواء بالنسبة لهم أو لغيرهم.
يبدو المشهد سوداويا بالنسبة لمعظم مستخدمي الدراجات، سواء الكبيرة منها أو الصغيرة فالدراجة وسيلة نقل ممتعة فـي فصلي الربيع والصيف، ولكن خطورتها كبيرة إن لم يحسن راكبوها استخدامها، وهذا ينطبق أيضا على الدراجات النارية الصغيرة أو الكهربائية التي يركبها الأطفال وهنا بيت القصيد، فالأطفال عادة يمتطون الدراجات الهوائية سواء أمام بيوتهم أو على الأماكن المخصصة لها أو فـي الباركات وفـي كل الأحوال فالدراجة للطفل ممتعة ومفـيدة لكن بعض أولياء الأمور يشترون لأطفالهم الصغار دراجات نارية صغيرة أو تلك التي تسير بالطاقة الكهربائية وبذلك يحرمون الطفل عن غير قصد من الفائدة البدنية من خلال ركوبه للدراجة الهوائية، خاصة وإن معظم أطفالنا باتوا مدمنين على الألعاب الإلكترونية وقلما تجد طفلا يهتم بالدراجة الهوائية التي من المفترض أن يركبها الطفل كل يوم لتحريك عضلاته وتصرف طاقته بما هو مفـيد بدلا من التسمر أمام شاشات التلفزيون و«البلي ستيشن» وغيرهما من الألعاب لتي أدمن أطفالنا على اللعب بها وباتت الدراجة والكرة من خارج اهتماماتهم.
إن ترغيب الطفل لاستخدام الدراجة الهوائية والابتعاد نهائيا عن الدراجات النارية خاصة أمر فـي غاية الأهمية فالحب والحنان وتدليل الأطفال لايعني أن نطلق بهم إلى التهلكة خاصة واننا نذكر جيدا الحادث المأساوي الذي راح ضحيته طفلان الصيف الماضي جراء ركوبهما لدراجة نارية.
والآن تكاد المدارس أن تغلق أبوابها وفـي كل بيت يجري نقاش داخل الأسرة عن كيفـية قضاء الأطفال للعطلة الصيفـية ومن الضرورة بمكان أن ترسم الأسرة خطتها من أجل الحفاظ على سلامة أبنائها وكيفـية قضاء أيام العطلة بعيدا عن الشوارع ورفاق السوء وبما هو مفـيد لهم جسديا ونفسياً.
Leave a Reply