صخر نصر
انتصف العام أو كاد، ولم تظهر أية بوادر على تجدد النقل الداخلي فـي ميترو ديترويت ولم تبدأ الورشات بحفر الطرقات تمهيدا لمد سكك حديد للقطارات، التي من المفترض أن تعمل كوسائل للنقل الداخلي بين مدن وأحياء مدينة ديترويت، والمناطق الواقعة فـي منطقة ديترويت الكبرى.
إن ماوعدنا به أواخر عام 2013 من مشاريع جديدة للنقل الداخلي ستستثمر بداية 2016 جعلنا نتفاءل بقرب تخلينا عن استخدام السيارة الشخصية وبشكل يومي، واستبدالها بوسائل النقل العام، والتي توفر تنقلاً سريعاً ومريحاً ورخيصاً فـي آن. لكن على مايبدو أن هذه الوعود كانت مجرد وعود انتخابية لا تغني ولاتسمن، بل إنها أكثر من ذلك، وربما كانت مجرد زلة لسان لا أكثر، بدليل أن شيئا من هذا القبيل لم يتغير على أرض الواقع ولم تظهر أية بوادر على نية التنفـيذ.
لاشك أن بعض الباصات الجديدة ظهرت على بعض الخطوط والشوارع (كشارع شيفر ومك نيكولاس وليفرنوي وفـي ديكس ) لكن هذه الباصات لازالت دون مواعيد محددة ولازالت خدماتها دون الحد الأدنى المطلوب لهكذا خدمة، فمن المعروف أن الدول المتحضرة يعتمد سكانها اعتمادا كليا فـي تنقلاتهم على وسائل النقل العامة سواء أكانت القطارات ( الصب وي) أم ميتروات الانفاق أم باصات النقل الداخلي العاملة على الطاقة الكهربائية أو بواسطة محركات الديزل وفـي كل الاحوال تقدم هذه الوسائل خدماتها للناس بأوقات ومواعيد محددة، بصرف النظر عن مسالة الربح والخسارة، وهذا لايعني اطلاقا أن عليها أن تخسر أو تقدم خدماتها مجانا للناس، بل عليها أن تربح ربحا معقولا لتحسين خدماتها باستمرار لما ينعكس على العامة ليتمكنوا من الاستغناء عن سياراتهم الشخصية ولو بشكل جزئي.
وقد يقول قائل: ماحاجتنا لوسائل النقل العامة والسيارة متوفرة ورخيصة واسعار الوقود معقولة ونحن فـي ديترويت (مدينة السيارات) والتي أخذت شهرتها العالمية كونها مركزا لأهم وأقدم الماركات العالمية للسيارات فهل نتخلى عن السيارة إكراماً لعيون باصات وعربات قطار تزدحم بالركاب.
ربما تكون هذه وجهة نظر يتبناها كثيرون، ولكن ألم نتساءل يوما كم نتكبد من المشقة كل يوم فـي طريقنا من المنزل إلى العمل ونحن نجلس خلف المقود لساعة أوأكثر فـي الذهاب ومثلها فـي الاياب، أليست هذه مشقة، وهل أجرى أحد حسابا لكميات الوقود التي تحرق كل يوم فـي أجواء ديترويت النقية لتحول الهواء المنعش إلى هواء ملوث يدخل إلى رئاتنا بدلا من أن يكون نقيا فـي بيئة نظيفة، هذا عدا عن الإزعاجات اليومية من الاختناقات المرورية فـي بعض الشوارع ولاسيما (94) والذي يشهد يوميا اختناقات مرورية ناتجة عن الازدحام والحوادث شبه اليومية التي تقع وتذهب ضحيتها نفوس بشرية أو يتأذى كثيرون بأجسادهم وبعضهم بعاهات قد تدوم مدى الحياة.
إن مانتمناه أن نحظى بخدمة عامة للنقل ليستطيع أي منا ركوب الباص صباحا والذهاب الى عمله والعودة مساء دون أن يضطر لاستخدام سيارته،حتى وإن اضطر للمشي مئات الاقدام كل يوم ففـي ذلك صحة وحركة وتوفـير للوقت والجهد والمال ولن تبقى الأماني مجرد وعود يطلقها المرشحون أو الناجحون إلى مجالس المدن.
Leave a Reply