بلال شرارة
فـي ذكرى مرور عام على حرب غزة ومع تقدم عمل المنظمات الدولية لمحاكمة جرائم الحرب، لا بد من النظر إلى مشهد صورة الحركة فـي منطقتنا لرؤية مدى ابتعادنا عن رؤية النتائج الكارثية للحروب الاسرائيلية ضد شعوبنا والتي تقع بشكل رئيسي على رؤوس الناس.
فـي ذكرى مرور عام على حرب غزة تستعد اسرائيل لاقرار مشروع جديد لقانون العنصرية، فـيما تصدر حركة «فتح» اتهاماً لحركة «حماس» بأنها تسعى لفصل قطاع غزة وتثبت حكمها فـيه، ويأتي هذا الامر مترافقاً مع اعلان يتضمن أن الجيش الاسرائيلي يدعم هدنة طويلة مع «حماس» تتضمن ميناء عائماً لغزة.
أهالي غزة يقيمون فـي الخيام وقد تحولت المدينة، اجزاء منها ابرزها فـي «حي الشجاعية» من مدينة إلى مخيم.
هذا فلسطينياً، عدا الاعتقالات المتبادلة بين «فتح» و«حماس»، فـيما تعتقل اسرائيل مناطق الطرفـين فتحتل المناطق الفلسطينية فـي الضفة الغربية من الداخل وتحتل غزة من الخارج وتواصل بناء الاطواق الاستيطانية حول القدس.
لبنانياً المشهد أمرّ وأدهى:
حروب صغيرة فـي المخيمات الفلسطينية والقاء قنابل واغتيالات و(نحن) الشعب (كثرة الدق اخذ بفك اللحام) نلمس كيف أن المشكلات الاجتماعية تتحول إلى إطلاق نار بعد أن «ضاق خلقنا من بعضنا» فـيتساقط القتلى والجرحى فـي كل مكان.
-2-
لبنانياً، يعرض فـي وطننا وعلى شاشات الشارع دراما سياسية للاعتراض على «نقص» مشاركة المسيحيين او ربما تجدر بنا فـي لبنان ان ننتبه ونتوحد فـي تحرك شعبي للتعبير عن «نقص المناعة» السياسية وغياب المشاركة اذ لا انتخابات، لا تداول سلطة، لا رقابة، لا تشريع، فراغ رئاسي، تصريف أعمال حكومي كل ذلك وسط تغييب دور الشعب.
طيب هذا لبنانياً، أما عربياً فالمشهد اقسى:
إعلان عن عدم دستورية مواد فـي قانون الموازنة العراقية.. 86 حادثة استهداف لمنشآت حيوية فـي سوريا فـي الآونة الاخيرة.. معارك طاحنة فـي الزبداني والحسكة وحلب.. مصر توقف خلية اخوانية.. تونس تضبط خلية اخوانية.. البرلمان الليبي السابق يدق طبول الحرب. فـي اليمن استمرار الغارات والمعارك وسط انتشار الاوبئة فـي جنوب البلاد. تنظيم داعش يحـرق 5 نساء فـي الانبار.. ازمة فـي مصر حول قانون الارهاب. والعبادي يحضر لتحرير الموصل والانبار.. توسيع منظمة شنغهاي للتعاون الدفاعي بعد انضمام الهند وباكستان اليها.
-3-
يبقى ان الغزيين يعيشون على المساعدات واوضاعهم تزاداد سوءاً..
طيب نحن الناس -العرب- نعيش التوتر والقلق والاضطراب والانفصام وحالات من الازمات الصحية والنفسية.
فـي ذكرى مرور عام على دمار غزة، أشهد أني مدمر نفسياً ولكن لا بد من قيامه!
Leave a Reply