رام الله – حدد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، الأربعاء أهم مطالبه بالنسبة لحدود الدولة الفلسطينية المستقلة، داعياً لانسحاب إسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة عام 1967.وجاءت مطالب عباس في وقت يحاول فيه فريقا التفاوض الإسرائيلي والفلسطيني الخروج برؤية مشتركة لاتفاقية سلام مستقبلية وقت انعقاد مؤتمر السلام الذي تستضيفه واشنطن في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.وفي مؤشر جديد على الثقة بعباس، وافقت إسرائيل الأربعاء الماضي على منح تصاريح إقامة للآلاف من الفلسطينيين الذين يقيمون بصورة غير مشروعة في الضفة الغربية بعد انتهاء تواريخ إقامتهم فيها كزوار، وفقاً لما نقلته الأسوشيتد برس.وبدت تصريحات عباس وكأنها تؤسس لمرحلة مفاوضات صعبة، يتوقع أن تشتمل على ترتيبات معقدة، مثل مبادلة الأرض والسيطرة المشتركة على الأماكن المقدسة، فيما تسعى إسرائيل للاحتفاظ بأجزاء من الضفة الغربية والقدس الشرقية.ففي مقابلة تلفزيونية مع التلفزيون الفلسطيني، قال عباس إن الفلسطينيين يريدون اقامة دولتهم على 6205 كيلومترات مربعة من الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها عباس رقماً محدداً للأراضي التي يسعى للحصول عليها.وقال عباس: «مساحة أرضنا في الضفة الغربية وغزة تبلغ 6205 كيلومترات مربعة.. ونحن نريدها كما هي».ووفقاً للوثائق تفاوضية فلسطينية حصلت عليها الأسوشيتد برس، تشتمل مطالب الفلسطينيين على كافة أراضي قطاع غزة، والضفة الغربية والقدس الشرقية وأراض أخرى على طول حدود الضفة الغربية كانت تعتبر من الأراضي المحرمة قبل حرب حزيران (يونيو) عام 1967.وهذه الأراضي التي يطالب بها عباس منصوص عليها في قرارات مجلس الأمم المتحدة، «وهذه هي رؤيتنا للدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدودها ومياهها ومواردها»، بحسب محمود عباس.وهذه أول مرة يعلن فيها زعيم فلسطيني عن حجم الدولة التي سيتم الاتفاق على حدودها في اتفاق السلام النهائي مع اسرائيل التي لم تعلن عن حجم الاراضي التي تستطيع الانسحاب منها. وأيدت الحكومة الاميركية فكرة مبادلة مساحة صغيرة من الاراضي بين اسرائيل والدولة الفلسطينية في المستقبل بحيث يتم تعويض الفلسطينيين عن التكتلات الاستيطانية التي ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية في حال أي اتفاق للسلام. وتابع أنه بالنسبة لتعديل الحدود فهذا مذكور في القرار 242 مشيرا الى أن التعديل سيكون «بالمثل». ومن المقرر أن يشارك رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت وعباس الذي يسيطر فصيله «فتح» على مساحات من الضفة الغربية في مؤتمر ترعاه الولايات المتحدة الشهر المقبل يتعلق بالدولة الفلسطينية. وسئلت ميري ايسين المتحدثة باسم أولمرت عن تصريحات عباس فقالت «ان رئيس الوزراء صرح في الماضي بأن أي حال قائم على الدولتين سيتضمن اعادة أراض.. كثير من الاراضي.. ولكن لم نكن محددين أكثر من ذلك في هذا الصدد ونحن لسنا محددين في هذه اللحظة».واستبعدت جميع الحكومات الاسرائيلية منذ عام 1967 حدوث انسحاب تام الى حدود ما قبل الحرب مشيرة الى أسباب أمنية ومزاعم اسرائيل بأن القدس الموحدة عاصمتها بما في ذلك الجزء الشرقي الذي ضمته من المدينة. واتفق عباس وأولمرت الاسبوع الماضي على أن تكون الوثيقة المشتركة التي يعدها فريقا التفاوض للمؤتمر نقطة انطلاق لمفاوضات الوضع النهائي. وقال عباس في المقابلة انه يريد أن يصوت الشعب الفلسطيني في استفتاء على أي اتفاق للسلام يبرم مع اسرائيل. ولم يتضح كيف يمكن أن يكون ذلك في ظل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.يذكر أن رئيس السلطة الفلسطينية التقى الأربعاء الماضي بمبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام طوني بلير في مدينة رام الله.ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أن اللقاء تمحور حول القضايا الاقتصادية التي يتابعها مندوب الرباعية، إلى جانب البحث في القضايا السياسية بشكل عام، وما توصلت إليه المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، والتقدم الذي يجب أن يتم قبل مؤتمر الخريف.وأكد أبو ردينة، أن على الجميع العمل على إنجاح المؤتمر، وهو ما يتطلب إجراءات ونوايا إسرائيلية حقيقية على الأرض، مشيراً إلى أن عباس كان واضحاً في أنه لا بد من تحديد جدول زمني، والحفاظ على مرجعية عملية السلام، والدخول في مفاوضات جدية حول قضايا الحل النهائي.
Leave a Reply