يرى أن فرص نجاح مفاوضات السلام ضعيفة
عباس |
رام الله (وكالات) – يبدو أن الزيارة الأخيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس للعاصمة الأميركية واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي قد أضرا بوضع «أبو مازن» الصحي. فقد أفادت الرئاسة الفلسطينية بأن «أبو مازن» خضع صباح الخميس الماضي في العاصمة الأردنية لعملية قسطرة في القلب «تكللت بالنجاح». إلا أن معاونون للرئيس الفلسطيني قالوا إنه عاد محبطا عقب محادثات أجراها في واشنطن بشأن السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وهو متشائم بشأن احتمالات التوصل لاتفاق هذا العام.
فبعد خمسة أشهر من استضافة الولايات المتحدة لمؤتمر للسلام في الشرق الاوسط في أنابوليس بولاية ماريلاند لم تظهر المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين فيما يتعلق بالقضايا الاساسية للصراع بينهما أي تقدم ملموس. ولم يبد أن محادثات عباس في العاصمة الاميركية الاسبوع الماضي مع الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قد شكلت حراكا يذكر عند الاطراف باتجاه الوصول الى اتفاق تأمل واشنطن في الوصول اليه قبل أن يغادر بوش البيت الابيض في كانون الثاني (يناير).
ووصف أحد معاوني عباس مزاج الزعيم الفلسطيني عقب اجتماعه مع رايس الخميس الماضي قائلا كان «مستاء.. متنمرا ومحبطا».
وأفاد معاونون بأن الوفد الفلسطيني غادر واشنطن بانطباع بأن عباس ستعرض عليه أراض أقل من تلك التي يسعى لاقامة دولة عليها في الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن اتفاق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت.
وقال معاون رفيع «سمعنا من الاميركيين بأن اسرائيل لن تقبل بعودة اللاجئين الفلسطينيين وتقسيم القدس واسرائيل تريد ضم الكتل الاستيطانية.. وباختصار فان ما يعرض علينا هو أقل بكثير من حدود عام 1967».
وتمسكت اسرائيل بهذه المواقف على الدوام بالقول انها لن تنسحب الى حدود ما قبل عام 1967 التي احتلت فيها الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وترديدا لما قاله سلفه أرييل شارون صرح أولمرت بأن اسرائيل ستتمسك بتكتلين استيطانيين في الضفة الغربية. ولكن معاوني عباس قالوا ان الفلسطينيين يرون دعوة بوش في أنابوليس للاسرائيليين «كي يظهروا للعالم استعدادهم لانهاء الاحتلال الذي بدأ في عام 1967»، بوصفها معارضة أميركية لضم الاراضي المحتلة من جانب واحد.
وقال عباس في مقابلة عقب الزيارة أنه قلق لانه ربما تعرض على الفلسطينيين أراض أقل. وأشار الى أنه طلب من الرئيس بوش خلال محادثاتهما التأكيد على موقفه بانشاء دولة على الاراضي التي احتلت عام 1967.
وأضاف أن الفلسطينيين سيصرون على تعويضهم بأراض داخل اسرائيل عن أي أراض في الضفة الغربية تسعى اسرائيل للابقاء عليها.
وصرح مسؤول فلسطيني رفيع «اننا محبطون أيضا لان المسؤولين الاميركيين لم يظهروا أنهم يعتزمون الضغط على اسرائيل كي ترفع من مستوى معيشة الفلسطينيين من خلال وقف التوسع الاستيطاني وازالة حواجز التفتيش وهي أمور تعطي بعض المصداقية على الاقل لعملية السلام».
وبعد زيارة أجرتها رايس في الاونة الاخيرة أعلنت اسرائيل خططها ازالة 61 من حواجز التفتيش التي يصل عددها الى المئات في الضفة الغربية. وتقول اسرائيل ان الحواجز هدفها منع النشطاء الفلسطينيين من شن هجمات. ويصف الفلسطينيون الحواجز بأنها عقوبة جماعية.
ولكن مسحا أجرته الامم المتحدة أظهر أن 44 من الحواجز قد أزيلت فقط وأن معظمها لا أهمية كبيرة له.
وتابع معاونو عباس أنه على الرغم من خيبة أمله فانه يعتزم مواصلة التفاوض مع اسرائيل حتى نهاية العام على الاقل على الرغم من شعوره بأنه ليس بالامكان الوصول لاتفاق قبل تولي الرئيس المقبل للولايات المتحدة للرئاسة. وقال عباس انه اذا فشلت المحادثات فسيجد الفلسطينيون أنفسهم في «وضع أصعب بكثير» مشيرا الى المخاوف من أن الجهد المبذول من أجل التوصل لاتفاق سيفقد اندفاعته في الايام الاولى من فترة الرئاسة الاميركية الجديدة. ويقول مسؤولون فلسطينيون أن عباس سيحاول من جديد اقناع بوش بممارسة ضغط أكبر على أولمرت من أجل الوصول لاتفاق عند لقائه به في مصر في منتصف أيار (مايو) بعد حضور بوش لاحتفالات الذكرى الستين لقيام اسرائيل. وقال دبلوماسي فلسطيني رفيع «ربما يتعين علينا أن نفكر بصورة جدية الان بموقف ارتدادي اذا لم يكن هناك اتفاق هذا العام على الاقل من أجل ضمان الاستمرار». ويتفاوض الجانبان من أجل الوصول لاتفاق اطار يرسم ملامح دولة فلسطينية في المستقبل.
وقال ارون ميلر وهو مسؤول أميركي سابق ومفاوض في عملية السلام في الشرق الاوسط انه يعتقد أن بالامكان الوصول لاتفاق هذا العام «اذا لم يكن الجانبان مفرطين في الطموح» بشأن مدى الاتفاق.
Leave a Reply