ديترويت – يبدو أن رجل الأعمال عبد الله الجفيري (47 عاماً)، الذي غادر الولايات المتحدة في العام ٢٠٠٦ قبل سنوات من اتهامه بإهدار قرض حكومي بقيمة ٢٦ مليار دولار، قد وسع من «نشاطاته» المالية في قطر حيث وجهت له مؤخراً اتهامات بإهدار مئة مليون دولار في مشاريع تجارية فاشلة.
وتقول الإتهامات الأميركية الفدرالية إن الجفيري، الذي كان من سكان مدينة كانتون، أهدر قرضاً مخصصاً للأعمال التجارية الصغيرة بقيمة 26 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب، قبل أن يغادر الى هذه الدولة الخليجية مستبقاً الاتهامات التي وجهت له في محكمة فدرالية في ديترويت عام 2004.
وفي مقابلة مع صحيفة «ديترويت فري برس» قال المحامي دونالد جوردان وهو أحد مساعدي الجفيري الذين غادروا ديترويت الى قطر لمساعدته في أعماله إنه ضاق ذرعا بالجفيري وبما تسبب به من كوارث مالية. وأضاف جوردان الذي عاد مؤخراً الى نوفاي، حسب الصحيفة، «لقد تنامت خططه الى مستويات هائلة».
ويعتبر جوردان أن الجفيري رجل أعمال ذكي نجح عبر مهاراته في جذب المستثمرين لمشاريع لم تحقق لهم سوى الافلاس.
وقال منذر نواس، وهو رجل أعمال من ديربورن هايتس، لـ«فري برس»، «لا أحد يستطيع إنجاز المهمة بمثل ما يفعله الجفيري.. إنه محترف». ويقول نواس إنه خسر 2,9 مليون دولار استثمرها في مشاريع الجفيري، على شاكلة استثمارات في محطتين للوقود في ميشيغن. وقبل بضع سنوات تبع نواس الجفيري الى قطر للمطالبة بأمواله إلا انه لم يسمع منه سوى الشكوى من الفقر. وقال نواس «في البداية وعدني بأنه سيعيد لي المال.. وبعد ذلك ادعى أنه لا يملك أي مال.. لكني أعرف أنه كان لديه المال».
وفي قطر استطاع الجفيري جذب ملايين الدولارات من المستثمرين لاقامة برج للمكاتب وتطوير جزيرة صناعية «اللؤلؤة» في مياه الخليج, لكن المستثمرين سرعان ما اقاموا دعاوى عليه لاسترداد اموالهم, ومنهم شركة استثمارات مقرها جزر الكاريبي ادعت ان لها في ذمة الجفيري 30 مليون دولار ضمن مشروع البرج، وقالت الشركة إن الجفيري أهدر الأموال في أقل من ثلاثة شهور، وحين لم يستطع الدفاع عن نفسه، اصدرت محكمة بريطانية حكما عليه بدفع غرامة بقيمة 42 مليون دولار. وبالنسبة لمشروع اللؤلؤة طالبت شركة استثمارات بريطانية الجفيري بدفع 75 مليون دولار تعويضاً لخسائرها في المشروع، التي كانت نتيجة قرض لم يسدده الجفيري.
ويقول جوردان أن هناك أيضاً شركة استثمارات كويتية تطالب الجفيري بقرض قيمته 40 مليون دولار أهدرت في أحد مشروعاته في قطر.
وفي الولايات المتحدة، أيضاً، تطالب وكالة الضرائب الأميركية (آي آر أس) الجفيري بضرائب فدرالية بقيمة 253 ألف دولار استحقت عليه في 2009 عن ضرائب غير مسددة عن العامين 2001 و2003.
وكان نواس بدأ استثماراته مع الجفيري قبل عقد من الزمن، ليتركه بعد أن تأكد له أنه لن يسترجع ماله، مع ان احدى المحاكم في دبي امرت الجفيري بأن يدفع لنواس 650 ألف دولار، لكنه مازال ينتظر، وقال «كدت أن أخسر منزلي، ومررت انا وعائلتي بمحنة عصيبة».
والجفيري اسم معروف في محاكم ديترويت، حيث هناك خمسة رجال، بينهم الجفيري، متهمون بإهدار ثلاثة ملايين دولار في قروض استخدمت لشراء ثلاث محطات للوقود، حيث عمد هؤلاء الى تزييف في الوثائق لتضخيم قيمة هذه المحطات واستلام قروض مضخمة، ومن بين المتورطين في قضية القروض باتريك هارينغتون وهو موظف بنك، حكم عليه بالسجن 10 سنوات لتسيهله حصول الجفيري على 89 قرضاً، وآخرون حكم عليهم بمدد أقل أو وضعوا تحت المراقبة.
وفي أيلول (سبتمبر) الماضي عرض الجفيري على الإدعاء الفدرالي العودة الى أميركا ومواجهة الاتهامات الخاصة بقروض محطات الوقود، لكنه اشترط الإطلاع مسبقاً على أدلة الإدانة، إلا ان الإدعاء لم يتجاوب مع طلب الجفيري الذي حاول قبل فراره من أميركا الإطلاع على أدلة أثبات ضده في أربع قضايا. وقالت متحدثة باسم مكتب الادعاء الفدرالي في ديترويت «عليه أن يرجع ويواجه الإتهامات دون الإطلاع المسبق على الأدلة».
Leave a Reply